حسين عاشور يتحدث للشبكة

حسين عاشور يتحدث للشبكة مؤسس دار ومجلة المختار الإسلامي المصرية للشبكة == الكوادر الإسلامية الفكرية موجودة وتحتاج إلي من يلقي الضوء عليها == كنا أحد مصادر الصحوة الأسلامية وربنا هو الذي سخرنا لذلك == الحرية وتدافع الأفكار يقودان إلي تألق الفكر الإسلامي == المعركة في أفغانستان هي حرب علي الإسلام ولا فرق..

Share your love

مؤسس دار ومجلة المختار الإسلامي المصرية للشبكة :
== الكوادر الإسلامية الفكرية موجودة وتحتاج إلي من يلقي الضوء عليها .
== كنا أحد مصادر الصحوة الأسلامية ، وربنا هو الذي سخرنا لذلك .
== الحرية وتدافع الأفكار يقودان إلي تألق الفكر الإسلامي
== المعركة في أفغانستان هي حرب علي الإسلام ، ولا فرق بين الروس والأمريكان .
____________________

الحاج حسين أحمد عيسي عاشور ، ناشئ في بيت علم وفقه ودعوة .. والده من علماء الأزهر الشريف ، وكان مفتيا للجمعيةالشرعية في مصر ، وهو أحد تلامذة الشيخ محمود خطاب السبكي مؤسس الجمعية ، وهوأيضا مؤسس مجلة الاعتصام التي استمرت ما يزيد على خمسين عاماً في خدمة العمل الإسلامي .

أسس الحاج حسين بعد عودته من لبنان دار المختار الإسلامي التي طبعت أكثر من ألف عنوان إسلامي لمفكرين وعلماء من كافة أنحاء العالم الإسلامي من أبرزهم: أبو الأعلي المودودي والشهيد سيد قطب ومالك بن نبي ووحيد الدين خان، كما أخرج رسائل نحو النور التي كانت تطبع بمئات الآلاف ، وجاء ذلك مواكبا للصحوة الإسلامية في السبعينيات ، وهو ماجعل دار المختار الإسلامي أحد مصادر بناء وتأسيس الصحوة الإسلامية في مصر .

ثم أسس الحاج حسين مجلة المختار الإسلامي التي أصبحت منبرا لقضايا الإسلام والمسلمين في العالم ، كما أصبحت مصنعا حقيقيا لبناء الكوادر الإعلامية الإسلامية وقت كانت هذه الكوادر مقصورة علي الاتجاهات الأخري .

وتميزت المختار الإسلامي بتعبيرها عن الأمة كلها ‘ فلم تحصر نفسها في مدرسة أو تيار، وهو ما وهبها التميز والعافية .
ولا تزال المختار الإسلامي تؤدي دورها وتصدر حتي اليوم .

الحاج حسين أصدر أيضا مجلةهاجر للمرأة المسلمة ، وزمزم للطفل المسلم .
ومنذ كانت المختار وحتي اليوم مجلة ودارا والحاج حسين هو الجندي المجهول الذي يتابع كل فكرة وخطوة ، ويسهر علي تقديم الجديد في عالم الفكر والنشر الإسلامي ، فإلي تفاصيل الحوار :

== بادرناه بالسؤال عن بداية نشأة دار المختار الإسلامي للنشر .. كيف ظهرت أفكاره للنور ؟

الدار والمجلة لا نستطيع الفصل بينهما ولكن دار النشر هي الأساس ( دار المختار الإسلامي ) .
والحقيقة أن الدار كانت حلماً لي من زمان . ومما يذكر هنا أنني كنت قد هاجرت عام 1969 في يناير من ذلك العام إلي الكويت ثم سافرت إلي بيروت ثم أنشأت هناك دار نشر متواضعة، فاستفدت خبره طوال أربع سنوات بناء عليها أنشأت دار النشر في القاهرة بعد عودتي من بيروت عام 1973 .

وعندما فكرت في إنشاء دار المختار الإسلامي فكرت في إنشاء دار متميزة تعمل في حقل الدعوة الإسلامية ، وأن يكون هذا العمل خالصاً لوجه الله من أجل أن يبارك الله فيه ، ويبارك في خطواته . وركزت علي الفكر الإسلامي المعاصر باعتبار أن هذا الحقل كان نادراً ، وكان الجيل الجديد في حاجة إلي مثل هذا التوجه .

وبدأت بنشر كتاب إسلامي متميز هو كتاب ( الإسلام يتحدي ) للمفكر الإسلامي الهندي العظيم ( وحيد الدين خان ) وهو أحد تلامذة الشيخ أبي الأعلي المودودي . هذا كتاب ترجمة ابنه الأستاذ ظفر الإسلام ، وراجعه وأعاد صياغته ، وعمل له مقدمة جيدة الدكتور عبد الصبور شاهين . وهذا الكتاب كان له أثر جيدا ، وكتبت عنه الصحف في وقتها، ومنهم أحمد بهجت الذي أشاد به في الأهرام . كان كتاباً فريداً في بابه وطبعنا منه حوالي مائة ألف نسخة ، وكان له صدي وتأثير طيب . ومما يذكر أيضاأن ثمن هذا الكتاب كان 65 قرشاً، والكتاب نجح وأثبت وجوده، عادة لو كان الهدف تجاريا كان المفروض أن يرتفع السعر في الطبعة الثانية والثالثة لكنني عملت العكس ؛ فقد خفضت سعره إلي خمسين قرشاً ، وربنا بارك فيه وكان له دور عظيم، وأنا أعتز بهذا الكتاب الذي كان باكورة أو بداية لطبع ألف عنوان ، علي مدار ثلاثين سنة ، في جميع فروع المعرفة الإسلامية ، وما من كتاب صدر للمختار الإسلامي إلا كان هدفه أن يفيد المسلمين ويعمل علي رفع شأنهم ويعبر عن مشاعرهم ووجدانهم ، وله دور في تشكيل وجدانهم .

ودار المختار كان لها دور في تقديم أسماء جديدة لم تكن معروفة من قبل صارت بعد ذلك أسماء لامعة معروفة عالمياًفي مقدمتها الأستاذ أبو الأعلي المودودي والأستاذ أبو الحسن الندوي والأستاذ مالك بن نبي ووحيد الدين خان . وقد ترجمنا كتبهم بفضل الله ، وكنا روادا في هذه المسألة .

س : لماذا كان توجهكم لهذه الأسماء الكبيرة غير المعروفة في مصر ؟size=3>

– في الواقع كنت قرأت لهؤلاء الناس من زمن بعيد ، وتأثرت بهم ، وكانت هذه الأسماء غير معروفة في مصر فأردت أن أعرف القارئ المصري بهم ، لأنهم قاموا بجهد ودور كبير في خدمة الإسلام والمسلمين .. أبو الأعلي المودودي ليس مفكراً فقط ولكنه مفكر ، وأديب ، وصحفي ، ورجل حركي لأنه أسس الجماعة الإسلامية في باكستان ، وهي جماعة عريقة لا تزال موجودة علي الساحة، وكان لها انعكاس علي الأحداث الأخيرة في باكستان وأفغانستان، وهو من العقليات الفذة التي تأثرت بها كثيراً، وأيضاً الأستاذ الشهيد سيد قطب كان متأثراً أيضاً بأبي الأعلي المودودي ، وكان عقلية موسوعية وناضجة ، وكان مفكراً من الدرجة الأولي ، وفي نفس الوقت كان صحفياً ؛ أي انه استطاع أن يصوغ هذا الفكر بأسلوب صحفي ، وأن يقدمه للناس ، وهذه ليست عملية سهلة فيمكن أن يكون هناك مفكر فذ ولكن فكره لا يصل إلي الناس جميعا ويبقي مقصورا علي الخاصة فقط ، فكونه يستطيع أن يحوله لأسلوب صحفي بسيط ، ويوصله للعامة فهي مسألة هامة .

طبعنا للمودودي كتبه : الحكومة الإسلامية ،والخلافة والملك ، وفرعون في القرآن الكريم ، وتفسير سورة الكهف ، وسورة مريم وسورة الأحزاب ، وعشرات الرسائل التي كتبها.

وهذا الرجل أبسط وأقوي ما فيه أنه كان رجلاً موحداً يؤمن بالله إيماناً راسخاً – ولا نزكيه على الله تعالى – وهذا أهم ما في الداعية . إنك لتشعر أن الإيمان يباشر قلبه ولذلك فهو جريء في الحق يقول ما يؤمن به ، حتي إنه حكم عليه يوماً بالإعدام نتيجة قول الحق في موقفه من قضية القاديانيين عندما هاجم هذا المذهب الذي أسسه الإنجليز ، ومؤسسه كان يدعي النبوة وهناك الكثير من الناس الذين فتنوا به فهو الذي واجه هذه الآفة .

== ثم ماذا بعد ؟ ماذا بعد المختار الإسلامي والألف كتاب ؟

بعد ذلك تنوعت الكتب، كان الأستاذ أحمد بهجت في ذلك الوقت يكتب سلسلة في شهر رمضان تحت عنوان ( حيوان له تاريخ )، وكان يتناول فيها قصص الحيوان في القرآن بطريقة جديدة جمع فيها بين العلم والدين ، واعتمد علي القرآن كمصدر أساسي ، وكانت الطريقة الأدبية التي صاغها بها جميلة ؛ إذ إنه كان يتكلم بلسان الحيوان نفسه ( هدهد سليمان – حوت يونس – فيل أبرهة ) وقد أثارني هذا الموضوع ولفت نظري بصفته فكرة جديدة ، وأنا دائماً أحب الأفكار الجديدة وأجري وراءها ، اتصلت به ، واتفقنا علي طبعه في كتاب ، وبالفعل صدر تحت عنوان ( قصص الحيوان في القرآن الكريم) ونجح الكتاب وأثبت وجوده ، الدكتور مصطفي محمود كان يواجه الاتجاه الماركسي فأخذت رسالة يرد فيها علي الشيوعيين وطبعت منها 30 ألف نسخة بمبلغ ثلاثة قروش (مبلغ هزيل جداً) ولكن بحمد الله كان لها تأثير ونفدت كلها ، كان هناك أيضاً أحمد زين في جريدة الأخبار ، وهو ممن ساهموا في تقديم الشيخ الشعراوي هو وأحمد فراج – الأخير عن طريق التليفزيون ، وهو عن طريق الصحافة – حيث كان يكتب يوميات الشيخ الشعراوي ( إلي التي سألت أين الله ) وكان هذا سؤال لطالبة جامعية أثارت تساؤلات عديدة، فرد عليها ، وقد طبعت هذه السلسلة في كتاب بنفس الاسم ( إلي التي سألت أين الله )
الشاهد أن كل من هذه الكتب كان له تأثيره وكنت أخاطب فيه الشباب ، وتوالت مطبوعات الدار حتي وصلت ألف عنوان حتي الأن .

== في تقديركم: هذه العناوين كيف كان تأثيرها علي الحالة الإسلامية وفي الصحوة الإسلامية في ذلك الوقت في مصر وخارجها ؟

– كنا نشارك في معراض دولية، وكنا نصدّر كتبنا لجميع أنحاء العالم، خاصة العالم العربي، وكان لهذه الكتب تأثير غير عادي لأن فترة السبعينات هذه كانت فترة الصحوة الإسلامية وكأننا كنا مسخرين لخدمة هذه الصحوه وساهمنا فيها بما أوتينا من قوة، لكن الشئ الغريب أن بعض الكتب التي طبعناها وزعت ملايين النسخ منها (كتاب الفتاوي) للشيخ الشعراوي (مليون نسخة)، كتاب (معجزة القرآن) وزع مئات الألوف، كذلك كتاب (حوار مع الشعراوي) ، كتب الشيخ عبد الحميد كشك وزعت حوالي مليون نسخة، كذلك كتب (أحمد ديدات) طبعنا منها مليون نسخة، كذلك كتاب أحمد بهجت (أنبياء الله للأطفال) طبعنا منه مليون نسخة… وقتها كان الجو مناسبا والقوة الشرائية معقولة والأسعار في متناول الجميع وكانت الحالة الاقتصادية في البلد منتعشة وهذا شجع الكتاب الإسلامي ، مع الصحوه التي كانت موجودة وتستطيع القول أننا كنا أحد صناعها دون أن ندري أو ونحن ندري وربنا هو الذي سخرنا في خلال هذه الفترة 0

== وماذا عن المختار الأسلامي المجلة 00كيف خرجت ألي الوجود ؟

– كانت هناك فكرة راودتني أيام السجن وهي إصدار مجلة تشبه مجلة ريدرز دايجست بأسلوب إسلامي لإعجابي بهذه المجلة رغم أنها لم تكن مجلة هادفه، كانت مجلة أمريكية صدرت في الأربعينات وكانت تناصر الحلفاء ، وكانت فكرتها تقوم علي تجميع موضوعات طريفه من كل المجلات، ففكرت في إصدار مجله بنفس الطريقة ولكن بصيغة إسلامية، وفي سنة 1979 قدمت لاستخراج رخصة لإصدار مجلة المختار الإسلامي فكانت الرخصة ممنوعة في وقتها ، فنصحني البعض بتكوين جمعية ومن خلال الجمعية يمكن إصدار المجلة باسم الجمعية .. وفعلاً أشهرت جمعية المختار الإسلامي من أجل إصدار مجلة المختار الإسلامي وقدمت الطلب للهيئة العامة للإستعلامات التي كانت مسئولة عن ذلك، وحصلنا علي الترخيص وفي خلال شهر أصدرنا المجلة ، وقد كنا نعد لها منذ عشر سنوات منذ عام 1969 كنا نفكر كيف تصدر مجلة المختار الإسلامي لتكون مجلة فريدة من نوعها وليست مجلة تقليدية ، وعندما أصدرنا المجلة كنت حريصاً خاصة أن لي تجارب علي ألا أصطدم، وفعلاً قدمنا مجلة هادئة تشكل العقل المسلم بفكر هادئ بعيداً عن الإثارة ، وهذا مبدأ المجلة ، وبالرغم من ذلك فإن المجلة عملت دويا وإثاره غير عادية لدي القراء والمسئولين ، وعلي رأسهم وزير الثقافة أيامها الذي أراد مصادرة المجلة ، ولكنه لم يستطع إلغاء الرخص القانونية واعتبرت نفسي أفلت بهذه المجلة ، وماأثار استغرابي أن تحدث المجلة رغم هدوءها كل هذه الإثارة ، ولكن هذا الهدوء الذي تتسم به المجلة تغير فالمواقف والأحداث العالمية فرضت نفسها، فلقد تحولت المجلة الهادئة التي تخاطب العقل إلي مجلة قويه لها مواقف جريئة وشجاعة من الأحداث الأسلامية في هذا الوقت مثل الجهاد الأفغاني والثورة الإيرانية والصحوة الأسلامية ، وهكذا تحولت مجلة المختار الإسلامي إلي ضمير الأمة وأصبحت هي الصوت الوحيد علي الساحة التي تواجه كل هذه الأحداث فواجهنا العلمانيين والشيوعيين وغيرهم ، عن طريق كتاب ربنا سخرهم للمجلة واليوم يوجد 15 كاتباً يكتبون للمجلة من الحاصلين علي درجة الدكتوراة وعلي مستوي راق من الصدق والفهم والجرأة والشجاعة أيضاً ، وأنا حتي اليوم عندما أقرأ المجلة فإنني أقرأها كقارئ عادي بعيداً عن الساحة.

== كم عدد صدر منها حتي اليوم ياحاج حسين ؟

230 عدداً علي مدار 23 سنة لم تتوقف سوي ثلاث سنوات عندما صدرت قرارات السادات سنة 1981 باعتقالنا ومصادرة المجلات الإسلامية الاعتصام والدعوة والمختار وبعض المجلات المسيحية (الكرازه) وأغلقت مطابعنا ولكننا رفعنا قضية وكسبناها وأعدنا إصدار المجلة.

== المجلة كان لها ملاحق هاجر وزمزم ؟
هذه قصة أخري ، أطفال المسلمين للأسف مهملين رغم انهم هم شباب المستقبل، واخترنا لها أسم زمزم وتكلمنا كثيراً عن زمزم وتاريخها وسيدنا إسماعيل وكان الهدف هو أن نجعل الطفل يعيش مع القصص الإسلامي والتاريخ الإسلامي ووسائل التسلية البريئة ونجحت زمزم نجاحاً كبيراً حتي أنها كانت تنافس المختار الإسلامي.

وهاجر هي أم إسماعيل وهي أم العرب ، وذلك لأن المرأة المسلمة مستهدفة وأردنا أن نصدر لها مجلة إسلامية علي مستواها ، وكنت قد استشرت القرضاوي ونصحني بان تقوم بتحريرها نساء مسلمات وليسوا رجالاً لأنهن أقدر علي التعبير عن بنات جنسهن وفعلاً كوننا مجموعة وباقه ممتازة من المحررات وبعد ذلك أصدرنا أيضاً ملحق للشباب بعنوان المسلم الواعد.

ولمواجهة مشكلة الكتاب وغلاء الأسعار فأردنا أن نحل المشكلة المادية للقارئ فعملنا له سلسلة كتاب في مجلة ولخصنا حوالي 30 كتاب من خلالها وكل هذه الملاحق كانت توزع مجاناً مع مجلة المختار وهذه مجموعة الصحافة للأسرة المسلمة المرأة – الطفل – الشاب – الرجل لمخاطبة كافة الميول وكنا نخاطب نحو 100 ألف قارئ مسلم وهذه مهمة، وقد أصبحت المختار الإسلامي مدرسة لها تأثير بها علي القارئ وعلي الحياة الفكرية والأسلامية وخرج منها أناس أصبحوا مشهورين ومفكرين.

== الحالة الإسلامية بوجه عام لم تكن تفكر في مسألة تنمية كوادر صحفية والجانب الإعلامي كان جانباً مغفلاً ينظر باستخفاف، فقد كانت الجوانب الحركية هي الأغلب ، وأنتم فكرتم بشكل مختلف ، وأخيراً بدأ الناس يهتمون بمسألة الإعلام الإسلامي ولكنكم فكرتم فيها بشكل مبكر.فهل هذا صحيح؟

– الكوادر الإسلامية والكتاب الإسلاميين موجودون من زمان ولكنهم يحتاجون لمن يلقي عليهم الضوء فمثلاً : نجيب الكيلاني روائي وأديب من الخمسينات وشاعر ومفكر إسلامي وكان طبيبا ولم يكن معروفاُ لتجاهل النقاد له لأن اتجاهاتهم دائماً غير إسلامية يساريين وناصريين وغيرهم ، فكانوا يسلطون الأضواء ويلمعون أمثالهم . وسيد قطب يكتب من الثلاثينات وكان أديباً وشاعراً ، وعندما بدأ أديباً سلطت عليه الأضواء لكنه لما تحول إلي إسلامي لم يكن ممكناً تجاهله ، وهو مثال في مسألة الصياغة والأسلوب الرفيع المستوي السهل الممتنع (في ظلال القرآن) ترجم لجميع اللغات وأثر في المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بأسلوبه الراقي البديع ، فنحن رواد من زمان ولكن لم تكن هناك أضواء تسلط علينا بشكل كاف.

ومن أميز صفات المختار الإسلامي بعد المبدأ والفكرة ، الأسلوب الصياغة (فن الصياغة) وهو الفن الصحفي ، فهناك بعض الصحفيين الصغار اليوم لديهم مواهب متميزة في الأداء حتي لو كانت إتجاهاتهم غير إسلامية إلا أنني أغبطهم علي أسلوبهم المؤثر ، هذا الأسلوب الجذاب هو الذي يأسر الشباب. وأنا أقول أننا لو تعلمنا هذه الصياغة واستفدنا من تلك القوالب وحولناها إلي اتجاه إسلامي فأنا اعتقد أن هذا نصر كبير جداً وهذا هو دور المختار الإسلامي أن تصنع كادر إسلامي يستطيع أن يكتب وهناك من خرج من عندنا و أصدر مجلة بل واصبح رئيساً للتحرير.

== تفكيركم المبكر في هذه المسألة هل باعتبار أنكم احتككتم بالبشر وكان لكم خبرة كبيرة في هذا المجال؟

اشتغلت في بيروت 4 سنوات كانت فترة مهمة جداً ، وهي بلد فيها التزام وجدية (الواجهه الديمقراطية للعالم العربي) لأن بها الصحافة من كل الإتجاهات فاستفدنا من هذا المناخ وكان في بيروت تجمع لدور النشر الإسلامية ومن خلالها مارسنا عملنا بحرية واكتسبنا خبرة كبيرة ، مناخ الحرية وتدافع الأفكار يقود إلي تألق الفكر الإسلامي ولذلك عدت إلي مصر مشبعاً بأفكار عديده أريد تطبيقها ، كنا علي الساحة حوالي خمس أو ست دور نشر دار الشروق ، المختار ، الإعتصام ، الفكر العربي بدأنا نطور الكتاب نفسه ، ورق جيد ، طباعة جيدة ، غلاف فاخر ، تصميمات جذابه واستفدنا أيضاً من تطور الطباعة في السبعينات.

== المختار الإسلامي كمجلة وكدار نشر كان لها طابعها المميز لم يكن لها تصنيف مدرسي معين ، ولا تمثل تياراً معيناً ، فلماذا اعتمدتم منهجا مستقلا عن كل التيارات الموجودة ؟

– هذا السؤال مهم جداً وأنا أشكرك علي توجيهه ، نحن أبناء الحركة الإسلامية وما قبل هذا في الخمسين سنة الأخيرة نواجه مشكلة قليل من يتحرر منها فنحن مسلمون المفروض أن تشملنا كلمة الإسلام، أما كل التوجيهات والاتجاهات والهيئات الموجودة ولا داعي لذكر أسماء فهي وسائل وليست غايات فمن هنا فكرت أن المختار يجب أن تخاطب الأمة ، فكل من يقول لا إله إلا الله محمداً رسول الله تتجه إليه المختار بخطابها دون النظر إلي توجهه أو الاسلوب الذي يتخذه في حياته فهذه حريته الخاصة ما دام ينتظم في الاتجاه الإسلامي العام ، يهمنا الكليات الإسلامية ، شعارها مجلة كل المسلمين . لذلك أنتصرنا لكل الاتجاهات الموجودة في العالم الإسلامي تحت راية الإسلام ، نحن ندافع عن المسلمين في كل مكان ماداموا يعملون لنصرة الإسلام ولصالحه.

== : كناشر كيف تنظر لحالة النشر اليوم مقارنة بالسبعينات ؟

النشر اليوم يعاني معاناه شديدة ، لأن صحوة السبعينات لا أعتقد أن تتكرر مرة أخري وهناك من لم تعجبه تلك الإتجاهات لأن لها ما بعدها وطبعاً هناك أيضاً أزمات اقتصادية وظروف سياسية ومع تطور الدش و الإنترنت والتليفزيون و وسائل الإعلام الأخري كل ذلك جذب الشباب ، و في تصوري أن دور النشر الإسلامية اليوم في حاجة إلي من يدعمها وعلي المؤسسات الإسلامية أن تقف مع دور النشر الملتزمة لكي تؤدي دورها في خدمة الإسلام والمسلمين.

== المختار الإسلامي في هذه الدورة الكبيرة دار المختار كدار للنشر والمجلة ، انتقلت في أماكن ولكل مكان ذكري خاصةفكيف تنظر اليوم لهذه الدورة الكبيرة ؟

نحن مؤسسة المختار الإسلامي قد أنشأنا مطابع في وقت مبكر وكانت تؤدي كبيرا فكل المكن لم يكن يطبع إلا كتب المختار الإسلامي، ولما أنشأنا مجلة المختار الإسلامي ثم ملحقاتها أصبحنا نعمل في مجالات عده دار نشر وصحافة وطباعة فكان عندنا تكامل كان ينقصنا فقط شركة توزيع تتبني الكتاب وتسوقه في أنحاء العالم ، لكن الضربات المتتالية التي تعرضت لها المختار الإسلامي أثرت عليها بلا شك ، فلقد أغلقت مطابعنا عام 1981 لمدة 3 سنوات ووجدنا المطابع بعد ذلك المكن عليه غبار وتراب ، حارس المطبعة وجدني حزيناً فقال لي شيئاً طريفاً قال :لا تحزن المكن بتاعك ده بيسبح ربنا، نحن بالفعل لم نطبع إلا ما يرضي الله ونحن كأصحاب رسالة وكان هدفنا الدعوة كان شئ طبيعي أن نصل لما وصلنا إليه ، لكن لو كنا تجار نعمل من أجل المال كنا غيرنا نشاطنا.
س : بالنسبة لعائلة عاشور لها توجهها المعروف ، فهي أحد رموز النشر الإسلامي فهل يمكن أن تحدثنا عن مجلة الإعتصام؟

الاعتصام ظلت تصدر خمسين سنة وكان لها دور لا ينكر وقد أنشأها الوالد وعاني من مشاكل المجلة وعمل مطابع كانت متواضعة وكان يطبع كتباً كان أولها (الفقه الميسر علي مذهب الشافعي) وعدة كتب ومن خلاله تعلمنا المهنة وتعلمنا الإخلاص والصدق والعمل المتجرد لوجه الله تعالي كل واحد له خط ولكن في النهاية يخدم الإسلام.
الوالد أيضاً سجل محاضرات الشهيد حسن البنا(حديث الثلاثاء) بخط يده مكتوباً وصدر في كتاب.

== أحداث أفغانستان الأخيرة ما موقف المجلة وموقفكم أنتم شخصيا منها ؟

الحمد لله عندما غزا الروس أفغانستان كان للمجلة دور طليعي في هذا الموضوع وحللنا واجبنا أخبارهم وأنا ذهبت لأفغانستان واحتكيت بالمجاهدين والتقيت بعبد رب الرسول سياف وعملت حوارات مع المجاهدين وكان لنا دور في الدفاع عنهم ،الآن لا يوجد فرق بين الأمريكان والروس فهؤلاء أعداؤنا واعداء الله ونحن مع الحق ومع المسلمين وانا أعتبر أن المعركة التي تدور الأن في أفغانستان هي معركة بين الكفر والإيمان بين اليقين وبين الاهتزاز ، الله قال “إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم”، “كتب الله لأغلبن أنا ورسلي”، “وإن جندنا لهم المنصورون” .. كل الآيات المبشرات معهم ، وكما خذل الله الإنجليز والروس فسوف يخذل الأمريكان لأن القضية ليست قضية طالبان ولا بن لادن ولكنها حرب علي الإسلام وهي حرب صليبية علي العالم الإسلامي كله . ومسألة الإرهاب مصطلحات يصطنعونها .. ولو قدر أنهم انتصروا علي طالبان فأنهم سيلتفتون للمعتدلين وسيقضون عليهم لأنها حرب علي الإسلام .. لأنهم يرون الإسلام هو المرشح لقيادة العالم بعد سقوط روسيا .. وسقطت أمريكا فهم يدركون أن الإسلام قادم .. ويريدون تعطيله قليلاً ..

== سؤال أخير ياحاج حسين .. ما هي الخبرات التي خرجت بها من تجربتك . كيف تري كل هذا التاريخ في مجموعة من الخبرات لكي نقدمها للقراء ؟

شوف أهم تجربة أنا مريت بها في هذا الموضوع أن تكون صادقاً مع الله سبحانه وتعالي وتخلص له سيكون معك وسيكون نعم المعين .. الصدق قبل أي شئ .. التقوي .. “اتقوا الله ويعلمكم الله ” الله سيلهمك الصواب ويحقق أمالك .
وأن تكون موحدا تفرد الله بالوحدانية والعبودية الحقة .. وأن تري الله جل وعلا في كل أعمالك وتستحضر عظمة الله في نفسك ..

……………

Source: islamweb.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!