حقوقي فرنسي لـ “عربي21”: “ماكرون” قد يجر العالم لحرب دينية

حقوقي فرنسي لـ "عربي21": "ماكرون" قد يجر العالم لحرب دينية
فرانسوا دوروش قال إن “الاقتصاد الفرنسي تضرر كثيرا من جائحة كورونا واليوم تضربه جائحة غباء ماكرون”- عربي21 ​

قال
رئيس منظمة عدالة وحقوق بلا حدود، الحقوقي الفرنسي، الدكتور فرانسوا دوروش، إن
“الرسومات المسيئة للنبي محمد جرمتها المحكمة الأوربية لحقوق الإنسان، حيث
قررت سابقا أن السخرية والإهانة لنبي الإسلام ليست مما يُطلق عليه حرية
تعبير”، مؤكدا أن “الرئيس ماكرون يلعب في المجال السياسي، ويخطب ود
الناخب الفرنسي، لكنه دون أن يشعر قد يجر العالم إلى حرب دينية لن تحمد
عقباها”، وفق قوله.

وطالب،
في مقابلة خاصة مع “عربي21″، “ماكرون” بأن “يخرج
للمسلمين باعتذار واضح لا مواربة فيه، بالتزامن مع القيام بتقنين وتشريعات تضمن
حرية المسلم في ممارسة شعائر دينه دون اضطهاد تحت أي مسمى”.

وعن
حملة مقاطعة البضائع الفرنسية، أضاف أن “مؤشرات الاقتصاد الفرنسي في تهاو حاد؛ فقد تضرر كثيرا من جائحة كورونا، واليوم تضربه جائحة غباء ماكرون في الوقت ذاته الذي ترجف أوروبا كلها من الردة الثانية لموجة كورونا وإغلاق الأسواق
التجارية”، مؤكدا أنه “في حال استمرار حملة المقاطعة، فإن الاقتصاد
الفرنسي سوف يتضرر أكثر، خاصة أن هناك أيادي خفية تؤجج نار الفتنة والقلاقل ضد
المسلمين، ما يوسع دائرة المقاطعة”.

وأشار
“دوروش”، الذي شغل سابقا منصب رئيس الاتحاد الوطني للأطباء الفيدراليين
في فرنسا، إلى أن “ماكرون يضع فرنسا وتاريخها في خدمة حملته الانتخابية،
ويدفع ثمن ذلك من هيبة بلادنا واقتصادها ودماء الأبرياء؛ فهو كالطفل الذي يلعب
بعود ثقاب وهو يجلس على برميل بارود”.

الأوضاع
في فرنسا هذه الأيام تبعث على الحزن. فنحن أمام رجل تخلى عن كل قيم العدالة
والإنسانية، وضرب عرض الحائط بمبادئ العلمانية الفرنسية التي تأسست على الأخوة
والعدالة والمساواة لكل الناس. حتى أن الثورة الفرنسية حملت هذه القيم إلى
المستعمرات البريطانية وساعدت في تأسيس الفكر والقيم فيما يُعرف اليوم بالولايات
المتحدة الأمريكية التي تبنت هذه القيم فصارت قلعة للعدالة والديمقراطية
والمساواة. فلما نكس رجل مثل ماكرون الذي يُفترض أن يكون حامي العلمانية الفرنسية
فنراه تحول إلى نسخة صفراء لليمين المسيحي المتطرف الذي يستغل آلام الناس ليصل إلى
السلطة.

عن
أي علمانية يتحدثون اليوم وفرنسا ترسل مقاتلين فرنسيين ليس لهم أصول أرمينية
للقتال في إقليم قره باغ الذي تحتله أرمينيا من أذربيجان؟ كيف تحولت
العلمانية إلى حامية للقيم المسيحية التي تفرق الناس وفق أهواء الكنيسة وتحصرهم في
مربعات عرقية مبنية على مبادئ دينية مسيحية ضيقة. هل هذا هو سبب هجوم ماكرون على
مسلمي فرنسا ووصفهم بالانعزاليين لأنه وأمثاله من المتطرفين السياسيين قد حصروا كل
مجموعة عرقية ودينية في زاوية تخدم مصالح أولئك المخادعين اللاهثين خلف السلطة في
أوروبا؟

وهل
ترى ما يجره ماكرون على فرنسا من خلال معاداته للمسلمين يخضع لمعادلة مشروع
“فرنسا التاريخي؟” الذي تحدث عنه في لقائه مع قناة عربية استخدمها
لتلميع صورته المتسخة بدماء العنصرية التي أهرقها في طرقات باريس. مع الأسف فإن
ماكرون يضع فرنسا وتاريخها في خدمة حملته الانتخابية، ويدفع ثمن ذلك من هيبة فرنسا
واقتصادها ودماء الأبرياء.

يظن
الأغبياء أن اللعب على مخاوف الناس في أوروبا، كما هو الحال اليوم في فرنسا، هو
أقصر الطرق للفوز السياسي. لقد تكلمت في مقالات سابقة عن انتهازية قائد الانقلاب
في مصر، الجنرال عبد الفتاح السيسي، الذي برع في استغلال الخوف من الإسلام وترهيب
الناس من الخطر الذي وصفه بالإسلامي كي يؤسس لحكمه الظالم في مصر ما بعد الانقلاب.
ويبدو أن السيسي، كما صرّح هو نفسه في لقاءات له مع محطات إعلامية، يقدم فزاعاته
هذه المسماة بالإرهاب الإسلامي، مرة ثانية، إلى أسياده في الدوائر السياسية في
أوروبا لتمكين حكمهم أو للفوز في حملاتهم الانتخابية.

من
المؤسف أن ماكرون قرر أن ينحرف عن مساره الذي كان سابقا مُغايرا لشراسة اليمين
المتطرف في الهجوم على المهاجرين والإسلام فتبنى اليوم نهجهم وزاد عليه عنفا
وقسوة. هذا ما نراه يحدث أمام أعيننا من تصاعد الهجوم السياسي والإعلامي على
الإسلام ورموزه ومقدساته بشكل مؤسف ولأجل تبييض صورة رئيس ضعيف مهزوز سياسيا
ومنهزم على كل الأصعدة كي يفوز في صندوق الاقتراع بفرنسا.

ماكرون
فشل في تحقيق أبسط الوعود لناخبيه، وقمع السترات الصفراء، وخيب رجاء كل مطالب
بأبسط الحقوق. وعندما فشل في رسم نجاح له سياسيا أو اقتصاديا في فرنسا أو في
المحافل الأوروبية والدولية قرر أن يرسم ولكن بطريقة أخرى.

استخدم
ماكرون أموال دافعي الضرائب الفرنسيين التي تقدمها الحكومة لمجلة “شارل
إبدو” لتكون هذه الرسومات الرخيصة خنجر الخيانة الذي يطعن به المواطن الفرنسي
البسيط كي يدفعه إلى صندوق الاقتراع دفعا ترهيبيا. يحسب ماكرون أن مخططه الأصفر
الرخيص هذا سوف ينصبه بطلا في أعين الفرنسيين، ويجلب إليه الأصوات التي تناصر
اليمين المتطرف بصفته البديل الشاب والمتحمس لرفع قيم العلمانية الفرنسية مع
التمسك بعصى التطرف اليميني من أوسطها كي لا يخسر أمام اليمين المسيحي المتطرف
الذي بات يحسده على مكره وخبثه السياسي.

ولكن
هل ينجح ماكرون في خداع الشعب الفرنسي كما يُبشّره السيسي بنجاحاته في مصر؟، مع الأسف
السيسي لم ينجح في مصر، ولا حتى عن طريق الفزاعة الإسلامية التي يُبشّر بها. قائد
الانقلاب المصري استطاع الصمود بعض الوقت على جماجم الآلاف من المصريين وفوق أحزان
الآلاف المؤلفة من المعتقلين في سجون ذلك البلد المُمزق سياسيا والمُنهك اقتصاديا.
فهل ينخدع ماكرون ويقع في فخ السيسي الذي سوف يودي بمستقبله السياسي في فرنسا لا
محالة؟

لا
زال عند ماكرون فرصة للرجوع إلى الصواب والنظر إلى مسلمي فرنسا على أنهم جزء من
نسيج هذا المجتمع يسمو ويرتفع بتأييدهم هم والآخرين.

ربما
لم يكن في حسبان ماكرون هبوب الملايين من الشعوب الإسلامية للرد على إهانته لنبي
الإسلام صلى الله عليه وسلم. لكننا رأيناه يترنح قليلا تحت الضغط الاقتصادي في
لقائه مع الجزيرة. نعم إن جوقة الحكام الظلمة في البلاد العربية تدفع ماكرون
للاستمرار. لكننا نأمل أن يكون لديه الحنكة السياسية كي يترك السيسي وابن زايد ومن
على شاكلتهم ويمد يد الصداقة للشعوب المسلمة في بلاده وما وراءها كي يخسر
الانتخابات أو يفوز بها كإنسان وليس كبديل لمصاصي الدماء الذين يقتلون شعوبهم
ليبقوا على كراسي الموت. لكن مع الأسف إلى الآن ما زلنا نرى ماكرون يتخبط هو
ورجاله في تصريحات تدل على فقدانهم لمقود السفينة، وأنهم يستمعون إلى شياطين تملي
عليهم هوسه السياسي.

كما
ذكرت، يتضح كل يوم أن ماكرون قد انحرف عن نهجه السياسي الوسطي الذي قدمه على أنه
البديل لفشل اليساريين وعنف وتعنت اليمين المتطرف السياسي. لكن اليوم، ومع
الإجراءات التعسفية وتأييده المباشر لنشر رسومات، والتي في أصلها إباحية جارحة للحياء،
ومهينة للمسلمين فإن ماكرون قد تحوّل إلى مناهض لقيم العلمانية الفرنسية ومحارب
لها. هو اليوم يقوم بنفسه بنشر هذه الرسومات المخزية على واجهات المباني في بلد
يفصل الدين عن الدولة ويقوم بإعلان حرب أسماها كثيرون بالحرب الصليبية على
الإسلام. إن تبقى في فرنسا علمانية تحترم الجميع وتنظر إليهم بعينين عمياوتين عن
جنسهم وعرقهم ودينهم فإن ماكرون قد أحرق أخر سفينة لهذه الدولة العلمانية وأغرقها.

القول
بأن ماكرون في معركة مع “الإسلام السياسي” هو محض كذب وتضليل. لم نر
ماكرون مثلا يرسم صورة تسخر من قائد حزب سياسي إسلامي ولا مفكر له خلفية سياسية
إسلامية. ماكرون بنفسه قام بنشر صورا تسمى في مجال الطباعة “إباحية”
تسخر من نبي ينظر إليه اثنين مليار مسلم على أنه رسولهم من الله الخالق وقائدهم
ومعلمهم. هذا الرجل يسلم عليه المسلمون في كل صلاة ويرسلون له التحيات والتبريكات
في دعائهم بشكل لا يكاد ينقطع على مدار الساعة. فعندما يقوم ماكرون بإهانته أو
التغاضي عمَن يسبونه ويحقرونه فإنه يكون شريكا في حرب أقل ما توصف به أنها حاقدة
تبعث في نفوس اثنين مليار مسلم صورا دامية من حروب صليبية ومحاولات للهجوم على قبر
نبيهم ونبشه. إن الرئيس ماكرون اليوم كالطفل الذي يلعب بعود ثقاب وهو يجلس على
برميل بارود.

الرسومات
التي يدعي ماكرون الدفاع عنها نصرة للعلمانية وحرية التعبير قد جرمتها المحكمة
الأوربية لحقوق الإنسان، حيث قررت أن السخرية والإهانة لنبي الإسلام ليست مما
يُطلق عليه حرية تعبير. نعم ماكرون يلعب في المجال السياسي ويخطب ود الناخب
الفرنسي لكنه دون أن يشعر قد يجر العالم إلى حرب دينية لن تحمد عقباها.

إنه
من الغباء بكل صفاته أن يستخدم السياسيون التمايز العرقي والديني للمجتمع الفرنسي
والأوروبي لتحقيق نجاحات سياسية. فرنسا هي بلد متنوع الأعراق والأديان. هناك
الكاثوليك الملتزمون والملحدون واليهود والمسلمون وغيرهم. ونرى كذلك العرقيات
المختلفة بين الشمال والجنوب والمهاجرين سواء من دول الاتحاد الأوروبي ذو
العرقيات المتباينة أو من المسلمين.

مَن
يظن أن تحقير المسلمين في أوروبا وأي من بلدانها سوف يجلب له الاستقرار أو تحقيق
النجاح فهو متوهم وأقل ما يقال عنه إنه عنصري يقتل استقرار بلده ويجلب عليه
الويلات. أخر الذين نادوا بنقاء العرق في أوروبا وجلبوا عليها الويلات كان أدولف
هتلر الذي دمر أوروبا ليرفع العرق الآري الجرماني في قمة هرم البشرية. لم يكن
وقتها تجذر النسيج المتباين في أوروبا. اليوم أوروبا ليست عرقية واحدة، ولم تكن
كذلك من قبل ولم يزد على تكوينها حتى العنصر الإسلامي الذي وجد في أوروبا منذ دخول
المسيحية إليها فمع بدء بزوغ فجر الإسلام في جزيرة العرب دخل ذلك الدين الإبراهيمي
السماوي إلى أوروبا، ولم تكن أوروبا في معظمها مسيحية الدين ولا متحدة المذهب.

مَن
قال إن حرية التعبير لا حدود لها؟ في الإسلام يتعلم المسلم أن أكثر شيء يذهب
بالناس إلى الجحيم هو ما يتلفظ به لسانهم لذا يحض الإسلام على إمساك اللسان عن
أذية الآخرين ويأمر نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم أتباعه بأن يقول أحدهم الخير
أو ليصمت.

وفي
أوروبا التي تدعي العلمانية فإن الإنسان محظور عليه أن يخوض في كثير من الأمور
التي تعرضه للمساءلة القانونية؛ فمثلا لا يستطيع الموظف في شركة سيارات ألمانية أن
يذهب فيحدث المنافسين عن أسرار الشركة أو ينشرها في الصحف. هو يعرف أن هذا ضار
بصاحب العمل ويعرضه للسجن وخراب شركته فلذا هو يجعل نفسه “أمين سر” لهذه
الأفكار ويحافظ عليها حبيسه في وجدانه. مثلها كذلك في الجانب السياسي لا يستطيع
الأوروبي التشكيك في المحرقة النازية وتفاصيلها، فإن فعل فسوف يذهب إلى السجن وفقا
لقانون العقوبات. 

يراقب
المحللون، وأراقب أنا شخصيا، هذه الحملة بشيء من الاستغراب. لقد كانت هناك حملات
مقاطعة في العقود الماضية. ولكن نحن تخطينا الأسبوع الأول وما زالت الدعوات
لمقاطعة البضائع والمنتجات الفرنسية في تزايد. بعض المحللين يعزي استمرارية هذه
الحملات إلى غضب المسلمين من الإساءة لرمزهم الأعظم ونبيهم الكريم في غياب الحملات
الرسمية في البلاد العربية والإسلامية للرد على تجاوزات ورعونة ماكرون، والتي كانت
تحدث في السابق. اليوم ينظر المسلمون فيرون أن قاعدتهم الشعبية صارت مترابطة
يحكمها الحمية الدينية وتخاذل القيادة الحكومية الرسمية وعندما تتحكم الحمية
الدينية بجيب الإنسان فلا شك أن المشاعر الدينية تغلب.

من
المؤسف أن ماكرون وحكومته لم يأخذوا جانب العقل والحيادية والعلمانية الفرنسية
ليضمنوا رفاهة وسلامة المواطن الفرنسي، ولكن أضافوا إلى نار المقاطعة زيت تضامن
الأنظمة العربية الرسمية التي يراها رجل الشارع المسلم على أنها نصير للمستعمر
المستهين بمقدساته الإسلامية.

ليس
هناك أرقام حصرية مُعلنة بعد، ولكن خروج ماكرون المذعور والمنكسر على قناة عربية
يشاهدها ملايين العرب والمسلمين هو دليل على أن مؤشرات الاقتصاد الفرنسي في تهاوٍ
حادٍ. هذا الاقتصاد الذي تضرر كثيرا من جائحة كورونا واليوم تضربه جائحة غباء
ماكرون في نفس الوقت الذي ترجف أوروبا كلها من الردة الثانية لموجة كورونا وإغلاق
الأسواق التجارية. إن استمرت هذه المقاطعة فإن الاقتصاد الفرنسي سوف يتضرر أكثر.

من
الأجدر بالسيد ماكرون أن يخرج للمسلمين باعتذار واضح لا مواربة فيه بالتزامن مع
القيام بتقنين وتشريعات تضمن حرية المسلم في ممارسة شعائر دينه دون اضطهاد تحت أي
مسمى وخاصة بزعم مخالفة العلمانية.

الأوضاع
في فرنسا غير مستقرة منذ تقلد ماكرون الحكم. جاء الرجل بالكثير من الوعود الفضفاضة
وضخم من قدراته على مواجهة التحديات الحياتية للمواطن الفرنسي البسيط، ولكن هذه
الوعود التطمت بموجات الاحتجاجات العمالية في مختلف المواقع والمدن. وفشل
ماكرون في تلبية مطالب أصحاب السترات الصفراء، وكان تعامله مع جائحة كورونا ضعيفا
ومتخبطا.

اليوم
ماكرون يضع إصبعه في عش الدبابير ويخرجه متورما ثم يقول إن المسلمين هم مَن أصابوا
أصبعي. بهذا التطرف الصبياني لن يكون متوقعا حلول الاستقرار ولا التهدئة. السيد
ماكرون فرض حظرا على التجوال ليمنع خروج الآلاف من المسلمين في شوارع فرنسا قبل
بدأه حملته التهجمية على دينهم ثم خرج مع وزير داخليته وخارجيته مرة يتوعدون
المسلمين بأشنع العقوبات، ومرة يغلقون أماكن عبادتهم، ومرة يهدئون لهجة التبجح في
التهجم على الإسلام.

وفي
ظل هذا التخبط الصبياني لماكرون وحكومته فإن الأوضاع تسير في الاتجاه التصادمي في
وقت تدخل فيه فرنسا وأوروبا كلها في موجة ثانية قاتلة لميكروب لا نعلم له دواء،
وكان الأجدر بماكرون تكريس الجهود لإيجاد مصل وقائي لهذا الوباء بدلا من استنفار
جهود المسلمين لمقاطعة اقتصاد فرنسا المتهالك.

Source: Arabi21.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!