حقوق الطفل في الإسلام

حقوق الطفل في الإسلام

بواسطة:
كتّاب سطور
– آخر تحديث:
١٢:٣٧ ، ٢٨ يناير ٢٠٢١
حقوق الطفل في الإسلام

‘);
}

التربية

تُعد التربية من حقوق الأطفال وواجبات الاَباء، وحث الله تعالى على التربية بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}،[١] وجاء في الآية الكريمة حث الناس على طاعة الله تعالى للنجاة من نار جهنم وتعليم أهاليهم الطاعة، وتتمثل بالابتعاد عن الفسق والأمور التي تُغضب المعبود سُبحانه وتعالى، وينبغي على المسلم أن يُعلم أولاده الدين الإسلامي دين الأخلاق والخير، وبناء أُسرة مسلمة، ويُطلب من الأب والأم تعليم الأطفال حُب الله ورسوله مع اطلاعهم على ماهية الجنة والنار والحساب، وهذا المقال يُسلط الضوء على حقوق الطفل في الإسلام، ويُعرج على معاملة أشرف الخلق مع الأطفال بالإضافة للتطرق لموضوع اليتيم في الإسلام.[٢]

حقوق الطفل في الإسلام

حقوق الطفل في الإسلام عديدة منها قبل ولادة الطفل وجزء اَخر بعد قدومه إلى الدنيا، ومن حقوقه قبل ولادته اختيار الزوجة الصالحة وكذلك الزوج الصالح، وعند تكونه في رحم والدته يتلقى عناية إلهيه بالإضافة لإجازة للحامل بافطار شهر رمضان نتيجة الجُهد من الحمل وفي ذلك توفير مناخ مُناسب داخل الرحم للجنين، وعند قدومه إلى الحياة يكون زينة في القلوب لقوله تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا}،[٣] ومن هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- التحنيك وهو مضغ التمر ووضعه في فم المولود، ومن حقوق الطفل في الإسلام الرضاعة من الأم وبالعلم الحديث ثبت أن حليب الأم يؤثر على بشكل ايجابي على نفسية وصحة المولود.[٤]

‘);
}

وتُعد العقيقة أحد حقوق الطفل في الإسلام، وهي ذبح شاة للمولود سواء كان ذكرًا أو أُنثى، ويكون وقت الذبح في اليوم السابع من الولادة، وعلى الاَبوين أيضًا حلق شعر المولود بغض النظر عن الجنس، والتصدّق بوزن الشعر من الذهب أو الفضة، بالإضافة إلى تسميته باسم حسن يليق بالمُجتمع الإسلامي، وينبغي على الوالدين التفرغ للأطفال للعب معهم وتعليمهم، ومن حقوق الطفل في الإسلام التربية السليمة القائمة عن منهجية الدين الإسلامي، ومن المعروف أن المواليد بالفطرة مسلمين موحدين وعلى الوالدين رعاية الفطرة الإنسانية حسب الأصول، كما من حق الأطفال العيش في بيت فيه مودة ورحمة، ومن واجبات الأب والأم توجيه الأبناء نحو الصلاح والخير وإبعادهم عن السوء.[٤]

معاملة النبي مع الأطفال

التعرف على حقوق الطفل في الإسلام يُحتم معرفة معاملة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- مع الأطفال، النبي الكريم أفضل الأنبياء والمعلمين، فهو الزوج والأب والجد ومنبع الحنان، والمُقاتل الشُجاع في المعارك والحروب، وهذه الصفات لا تتوافر إلا بشخصية أشرف الخلق، وكان النبي الكريم يُدرك تمامًا حقوق الطفل في الإسلام، لذلك يجد المسلم في حياة نبيه العديد من المواقف مع الأطفال منها مع ابنه إبراهيم حين توفاه الله، حزن عليه النبي الكريم وقال: “إنَّ العَيْنَ تَدْمَعُ، والقَلْبَ يَحْزَنُ، ولَا نَقُولُ إلَّا ما يَرْضَى رَبُّنَا، وإنَّا بفِرَاقِكَ يا إبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ.”[٥] وقال الصحابة -رضوان الله عليهم- ما رأينا أرحم من النبي بالعيال.[٦]

كان النبي الكريم يلاعب احفاده الحسن والحسين أبناء فاطمة بنت محمد وعلي بن أبي طالب دائمًا، فكان أحفاده يلاعبونه على ظهره وهو ساجد، فيُطيل في السجود ويكره أن يعجل عليهم حتى قضاء حاجتهم، وكان يُخصص من وقته لأحفاده ويضعهم في حجره ويدعو لهم ويُقبلهُم، ورغم عُلو منزِلتهُ وانشغالهُ بأمور الجِهاد والدعوة، لكنه نبي الرحمة مع الجميع، فقد كان يتعمد إدخال السرور إلى قلوب الأطفال ويسأل عنهم باستمرار، ولذلك فإن الاهتمام بالطفل واعطائه حقوقه وتربيته بشكل سليم وبث الشجاعة في قلبه، وفتح المجال له لإبداء رأيه ضمن إطار الأدب جميعها تربية نبوية تؤهل لمعرفة الحقوق والمطالبة بها. [٦]

أساليب تربوية قرآنية

حقوق الطفل في الإسلام مُستمدة من القراَن الكريم والسنة النبوية، والمُربي الأعظم في التاريخ الإسلامي والمُعلم الأول النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، والتربية الإسلامية أفضل أنواع التربية التي تُحول الأطفال إلى قادة بالمستقبل، وهذا ما صنعه الرسول الكريم مع صحابته وأولادهم، وسطر بحياته الكثير من المواقف التي تحث على التربية القرآنية للأطفال، ومن يُريد أن يتبع منهجية الرسول الكريم بالتربية عليه أن يتعامل مع الأطفال بالتدرج والصبر على قول وعمل الناس، واقناعِهِم بالمنطق ولغة الحوار، وينبغي على المسلم العمل على أنتكون شخصية ابنه مُميزة وذات اطلاع بالأمور الإنسانية والخبرات العملية والعلمية لضمان قيادته بالمستقبل للناس.[٧]

ومن حقوق الطفل في الإسلام توفير صاحب علم ليكون مدرسًا له ليبني شخصية الطفل بطريقة سليمة وصحيحة، وأن يكون صاحب موهبة لإقناع الطفل بالتعلم، والنهضة به بشكل سليم موافق للشريعة الإسلامية، وعلى المُعلم والاَبوين التفرقة بين الافراط والتوازن، حيث مدح الطفل قليلًا يزيد من ثقته من نفسه، بالمقابل فإن الافراط في المديح رُبما يكون سببًا كارثيًا على الطفل في عدم الرغبة ببذل المزيد من الجهود للحصول على علم جديد، وعلى المُعلم خلق حالة توافق ومحبة بين التلاميذ وتبادل للآراء فيما بينهم، والجدير ذكره أن تربية الأبوين والمدرسة التي تعتمد على القراَن الكريم والسنة الشريفة، تكون نتائجها بكل تأكيد تخريج أبناء أشداء وأهل علم.[٧]

اليتيم في الإسلام

حث الإسلام على معاملة اليتيم بإحسان وإكرام، وجاء في قوله تعالى في سورة الأنعام: {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ}،[٨] وفي الآية الكريمة تنبيه رباني على عدم الاعتداء على أموال الأيتام لأن الاعتداء يُعد من السبع الموبقات التي تُدخل صاحبها إلى النار، وجاء بالكتاب الكريم تحذير من إهانة اليتيم وقهره في قوله تعالى: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ}،[٩] وكذلك أكد الله تعالى على أنه يحفظ حقوق الأيتام، بدوره أشار النبي الكريم على حقوق الضُعفاء وهم اليتيم والمرأة، وجعل خير البيوت الذي فيه إكرام يتيم، وأشرها بيت فيه إهانة يتيم.[١٠]

المراجع[+]

  1. سورة التحريم، آية: 6.
  2. “دليل المسلم الجديد – [46 تربية الأبناء في الإسلام”]، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 05-10-2019. بتصرّف.
  3. سورة الكهف، آية: 46.
  4. ^أب“من حقوق الطفل في الإسلام”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 05-10-2019. بتصرّف.
  5. رواه أنس بن مالك، في صحيح البخاري، عن البخاري، الصفحة أو الرقم: 1303، [صحيح].
  6. ^أب“مواقف نبوية مع الأطفال”، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 06-10-2019. بتصرّف.
  7. ^أب“أصالة التجربة التربوية في التراث الإسلامي”، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 06-10-2019. بتصرّف.
  8. سورة الأنعام، آية: 152.
  9. سورة الضحى، آية: 9.
  10. “الإسلام وإكرام اليتيم”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 06-10-2019. بتصرّف.
Source: sotor.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!