‘);
}
الاستنشاق لغة مصدر استنشق، وهو إدخال الماء وجذبه إلى باطن الأنف عن طريق النفس،[١] أمّا الاستنشاق اصطلاحاً: فلا يخرج معناه الاصطلاحي عن اللغوي حيث أنّه قيام المسلم بإدخال الماء إلى أنفه بغية تنظيفه من الأوساخ، وتجدر الإشارة إلى أنّه يرتبط بالاستنشاق الاستنثار وهو إخراج الماء من الأنف بعد استنشاقه،[٢] وفيما يأتي بيان لحكم الاستنشاق في الوضوء، وذكر لبعض سنن الوضوء.

حكم الاستنشاق في الوضوء

تعددت آراء العلماء في حكم الاستنشاق في الوضوء كما يأتي:[٣][٤]

القول الأول

ذهب الجمهور إلى القولأنّ الاستنشاق في الوضوء سنة، إلّا أنّ ذلك لا يعني أنّه يشرع للمسلم تركه، حيث أنّه ثابت عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في قوله وفعله، فحريّ بالمسلم المحافظة عليه في وضوئه، وإن كان لا يؤثر على صحة الطهارة والصلاة، وقد استدلوا على كونه سنة بأمرين:

  • أوّلهما: أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أمر المسيء في صلاته أن يتوضأ كما أمر الله -تعالى- حيث قال -صلّى الله عليه وسلّم-: (إذا قُمْتَ إلى الصَّلاةِ فتوضَّأْ كما أمَرَكَ اللهُ عزَّ وجلَّ)،[٥] والله -تعالى- ما ذكر الاستنشاق في الوضوء فقد قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ).[٦]
  • ثانيهما: لم يُعرف عن الصحابة والتابعين القول بوجوب إعادة الوضوء على من ترك الاستنشاق في وضوئه، وقد أشار الإمام الشافعي -رحمه الله- إلى ذلك حيث قال: “ولم أعلم اختلافًا في أن المتوضئ لو تركهما عامدًا أو ناسيًا وصلى لم يعد”.