حكم التمباك في نهار رمضان

ما هو حكم التمباك في نهار رمضان ؟ كان هذا السؤال واحد من أكثر الأسئلة التي قد تم طرحها علي كافة منصات التواصل الاجتماعي ومحركات البحث العربية في الآونة الأخيرة، خصوصا وأننا علي أعتاب الدخول إلى هذا الشهر المبارك، فلم يعد يفصل بيننا وبينه سوي القليل من الأيام، ولهذا فقد تساءل الكثيرون حول العديد من الأشياء، وهل من شأنها أن تكون من المفطرات أم لا.

كما أن ديننا الحنيف لم يترك لنا أي مسألة دون أن يفتنا فيها، بجانب كون أن التمباك والتدخين يعدان من أشهر الأشياء التي أبتلي بها الله تعالي المسلمون، وللأسف الشديد نجد بأنها منتشرة بشكل كبير جدا وعلي نطاق واسع، ونظرا لأهمية التمباك لدي شاربيه، فقد تساءل الكثيرون حول رأي الدين فيه، وهل هو من المفطرات أم لا، خصوصا وأنه مهما كان مدي حب الشخص له فلن يكون أحب إليه من صيام هذا الشهر الكريم.

وبناءا علي كثرة التساؤلات التي حامت حول حكم الإسلام في التمباك، وهل يعد أحد المفطرات أم لا، فستحمل طيات السطور التالية كافة المعلومات الممكنة حول حكم التمباك في الإسلام، مع توضيح ما إذا كان من المفطرات أم لا، وذلك من خلال مقالنا عبر موسوعة .

حكم التمباك في نهار رمضان

يحاول كافة المسلمين في شتي بقاع الأرض التحقق من كافة عاداته اليومية قبل دخوله علي شهر الصوم الكريم، وهذا في محاولة منه بأن يقضي شهر رمضان بشكل صحيح لينال صيامه بشكل كلي دون نقصان، ولهذا فيجب أن يكون لديه علم تام بكافة الأشياء التي من شأنها أن تنقص من صيامه أو أسوء أن تكون من المبطلات، حيث أن المفطرات أو المبطلات الأساسية لا غبار عليها ولا يوجد من ليس لديه علم بها، فهي مثل الأكل أو الشرب، أو حتي التقيؤ المتعمد أو الجماع أو الاستمناء، أو الحيض والنفاس، إلا أنه بجانب هذه المبطلات يتواجد أشياء وعادات أخري جانبية والتي من شأنها أن تكون من المبطلات، وبناءا علي هذا فنجد بأن الكثيرون يسألون حول العديد من الأشياء ما إذا كانت من المفطرات أم لا، ومن أبرز هذه الأشياء كان التمباك، وبناءا علي كون أننا نسعى بشكل جاهد كي نوفر للقارئ العربي كافة المعلومات التي يبحث عنها، والتي من شأنها أن تساعده في موضوع بحثه، فسنعمل علي سرد حكم التمباك في الإسلام، موضحين ما إذا كان من المفطرات أم لا وذلك من خلال ما يلي سرده.

• وفقا لما أورده فقهاء الأمة الإسلامية، فإن التمباك هو أحد مبطلات الصيام، وهذا نظرا لكون أنه واحد من المواد المحرمة سواء كان في شهر الصوم أو في الأشهر العادية.
• حيث أن التمباك يعد من المواد التي تختلط بريق الصائم، ومن ثم تدخل إلى جوف معدته، مما يؤدي إلى بطلان الصيام، فبجانب كونه من مبطلات الصيام، فهو واحد من الخبائث التي حرمت في الدين الإسلامي.
• وذلك بالإضافة إلى ما أورده الشيخ عبد الله بن جبرين رحمه الله قائلا ” بأنه لا يوجد أي احتمالات في كون أن الدخان والنارجيلة والشمة وما شابههم من المحرمات ” وهذا بناءا علي كون أنهم من الخبائث التي تضر بالصحة وتكون مسببة للعديد من الأمراض الخبيثة بل وحتي قد تؤدي إلى الوفاة، فيقول الله تعالي في سورة الأعراف في الآية رقم 157 ” وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ “.
• فكما أوضحنا تعد هذه المواد من العناصر التي تصيب شاربها بالأمراض الخطيرة والتي قد تؤول به إلى الموت، فتعد من المحرمات والخبائث، فقد قال الله تعالي في كتابه الكريم في سورة النساء في الآية رقم 29 ” وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا “، وذلك إلى جانب قوله في سورة البقرة في الآية رقم 195 ” وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ “.
• علاوة عن أن صرف المال في هذه الأشياء المضرة، والتي لا تعود علي الإنسان بالنفع، يعد تبذير، وقد نهي الله تعالي عن التبذير في كتابه الكريم واصفا أصحاب هذه الصفة بأنهم إخوان للشياطين، ويجب علي المبتلي بهذا الشيء أن يتوب عنه، وأن يصبر علي البلاء ويعتزم.

هل التمباك حرام

بعدما قد تعرفنا علي حكم شرب التمباك في نهار رمضان، وقد أوضحنا بأنه من المحرمات ومن مبطلات الصيام، وقد أوضحنا فيما سبق بأن التمباك من المحرمات سواء كان في شهر رمضان أو غيره من الشهور، إلا أننا سنستعرض فيما يلي رأي الفقهاء في التمباك، وفقا للشريعة الإسلامية، وذلك من خلال ما يلي.

• عندما سئل الشيخ عبد العزيز بن باز حول حكم شرب التمباك، فقد قال بأن التمباك يعد أحد المحرمات الخبيثة، وهذا رأي جمهور الأطباء الذين يعرفون هذه المادة، ويعرفون الضرار الكبير الذي يمكن أن تسببه هذه المادة.
• والجدير بالذكر هو أن كافة الأطباء حول العالم قد أجمعوا علي مدي الضرر الكبير الذي تسببه هذه المادة، خصوصا وأن هؤلاء الأطباء كانوا من أطباء المسلمين أو غير المسلمين، وقد نصح كافة الأطباء باجتناب هذه المادة.
• فيقول الله تعالي في كتابه الكريم في سورة المائدة في الآية الرابعة ” يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ ۖ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ” فنجد بأن الله تعالي قد أحل لنا الطيبات وحرم علينا الخبائث، فيقول تعالي في كتابه العزيز بسورة الأعراف في الآية رقم 157 ” وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ “، وقد وصف الفقهاء التمباك بأنه أحد الخبائث التي منعها الإسلام.

هل البخور يعد من المفطرات في رمضان

بعدما قد تعرفنا علي حكم التمباك في الإسلام، وهل ما إذا كان من المفطرات أم لا، فنكون قد أشارنا إلى أن التمباك من الخبائث المبطلة للصيام، وفي نفس سياق المواد المتعلقة بالأدخنة فقد تساءل الكثيرون حول البخور وهل يعد من المفطرات في هذا الشهر أم لا، وهذا هو ما ستحمله طيات السطور التالية من تفاصيل.

• من الواجب بالتنويه حول البخور وهل يعد من المفطرات أم لا، هو أنه يجب توضيح بأن البخور من الأشياء التي قد أختلف عليها الفقهاء، خصوصا وأن أصحاب المذهب المالكي أفادوا بأن استنشاق البخور عن طريق الفم من دون قصد لا يعد من المفطرات، إلا أنه في حالة لو استنشقه الصائم متعمدا، فقد أفطر.
• أما أصحاب المذهب الشافعي، فيرون بأن البخور لا يعد من المفطرات، سواء كان من دون عمد أو عن عمد، وهذا نظرا لكون أن البخور لا يعد من مصنفات الأطعمة والأشربة.
• بينما أصحاب المذهب الحنيفي فيرون بأن البخور وكافة مشتقات الدخان التي تدخل إلى الحلق، تعد من المفطرات، خصوصا وأنه لا يجوز للمسلم استنشاقه بشكل متعمد، إلا أنه علي الرغم من إجماع أصحاب المذهب الحنبلي يرون بأن البخور لا يعتبر من المفطرات.

هل التمباك يبطل الوضوء

نظرا لكون أن التمباك يعد من الخبائث التي تبطل الصيام، فقد تساءل الكثيرون هل من شأنه أن يكون من مبطلات الوضوء أو منقضاته، وبناءا علي هذا فستحمل طيات السطور التالية إجابة لهذا السؤال بشكل واضح، وذلك من خلال ما يلي ذكره.

• التمباك يعد أحد فصائل التدخين، فوفقا لما أورده الفقهاء فإن التدخين حرام شرعا كالتمباك وهو من المكروهات، إلا أنه لا يعد من منقضات الوضوء، وعلي الرغم من ذلك فيكره جدا أن يصلي العبد وهو يحمل رائحة التدخين.
• خصوصا وأنه لا يستحب أن يصلي العبد وهو يحمل لرائحة الطعام الكريهة، فقد روي جابر بن عبد الله عن رسول الله صل الله عليه وسلم قد قال ” مَن أكَلَ ثُومًا أوْ بَصَلًا فَلْيَعْتَزِلْنَا، أوْ لِيَعْتَزِلْ مَسْجِدَنَا “، فعلي الرغم من كون أن البصل والثوم من الأطعمة المباحة، إلا أنه مكروه أن يتناوله الفرد ومن ثم يقوم للصلاة.