حكم مرتكب الكبائر

حكم مرتكب الكبائر ، هل مرتكب الكبائر يدخل الجنة ، حكم مرتكب الكبيرة عند المرجئة ، كفارة الكبائر ، بحث عن حكم مرتكب الكبيرة .

mosoah

حكم مرتكب الكبائرحكم مرتكب الكبائر

ما هو حكم مرتكب الكبائر ؟ يعتبر هذا السؤال من أكثر الأسئلة الدينية القيمية التي تواجدت علي مواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث في الآونة الأخيرة، خصوصا وأننا أصبحنا في زمن تكثر فيه الفتن والمعاصي، ونجد أن من يقوم بالذنوب والكبائر يتباهى بفعله لهذه الآثام دون حرج من الناس أو خوف من الله عز وجل.

ويعود السبب في ذلك للعديد من العوامل، التي أدت لوقوع العالم الإسلامي في هذه الغفلة والفتة، فنجد أن الكثير من الأمم والشعوب والمجتمعات قد نست الله تعالي رحمنا الله وأياكم، فأنساهم الله أنفسهم وأغرقهم في ضلاهم وذنوبهم، خصوصا وأن تعاليم الدين وتعليمه قد شاروا علي الاختفاء من الأمم العربية والإسلامية.

ومن الجدير بالذكر هو أن الكبائر في الآونة الأخيرة صرنا نراها بكثرة في مجتمعاتنا دون مانع أو رادع، ولهذا فكثرت التساؤلات حول حكم ارتكاب الكبائر، وبناءا علي هذا فستحمل طيات السطور الأتية كافة المعلومات الممكنة حول الكبائر، وحكم فاعلها، وأكثر من ذلك من خلال مقالنا عبر موسوعة .

حكم مرتكب الكبائر

كثرت الفتن والمعاصي في وقتنا الحالي، ووقع الكثير من في الغفلات، ووساوس الشياطين، وأصبحت الكبائر التي يقام فيها حد الله تُفعل باستباحة وفي العلن، ولهذا فكثر السؤال في الآونة الأخيرة عن حد مرتكب الكبائر وعقابه، ونظرا لكونا نسعى جاهدين كي نوفر للقارئ العربي كافة المعلومات التي يبحث عنها، فستحمل طيات السطور الأتية حد مرتكب الكبائر في الشريعة الإسلامية، خصوصا وأنه يقال بان مرتكب الكبائر كافر فهل هذا بصحيح ؟ هذا هو ما سنتعرف عليه سويا.

  • وفقا لما أورده فقهاء الأمة الإسلامية، فإن فاعل الكبائر ومرتكبها، ليس بكار ولا خارج عن الملة كما يصوره بعض الخوارج ويكفرونه في حالة ارتكابه لأي كبيرة من الكبائر كالزنا والسرقة وعقوق الوالدين أو حتي قَبل الربا، ولكن في الحقيقة هو ليس بكافر ولا خارج عن الملة، وإنما فعله للكبيرة تنقص من إيمانه ويؤثر سلبا علي توحيده بالله عز وجل، أي يكون عبدا ضعيف الإيمان.
  • وهذا هو ما أكد عليه فقهاءنا من أهل السنة، فأجمعوا علي أن مرتكب الكبائر هو عاصي لله عز وجل، وضعيف الإيمان وناقص التوحيد، مما يؤول إلى إضعاف شهادته، إلا أنه ليس بكافر، فلم يكفر الكفر الأكبر، ولهذا فقد شرع الله حدود الإسلام التي تقام علي مرتكب الكبائر تكفيرا عن ذنبه.
  • فعلي سبيل المثال شرع الله حد الجلد مئة جلدة للزاني البكر مع تغريبه لمدة عام، وحد السارق هو أن تقطع يده، أي أن هذه المعاصي والآثام ليست بردة وإنما هي ضعف في إيمان العبد، والغرض من حد الله هو تأديب العباد العُصاه، وردهم لله من خلال توعيتهم لجزاء الدنيا، ليتذكروا حساب الآخرة.

هل مرتكب الكبائر يدخل الجنة

في سياق الحديث عن الكبائر، فقد تساءل الكثيرون حول ما إذا كان مرتكبها يدخل الجنة كحال باقي المسلمين، أم أنه يخلد في النار، وهذا نظرا لكبر الذنب الذي قد قام به، وبناءا علي هذا فستحمل طيات السطور الأتية إجابة الفقهاء علي هذا السؤال.

  • من الجدير بالذكر مما أورده الفقهاء هو بأن مرتكب الكبائر لا يخلد في النار مثله كمثل الكافرين فكما قد سبق وأشارنا فإنه ليس بكافر أو خارج عن الملة، وإنما هو ضعيف الإيمان، حتي أنه وعلي الرغم من ذلك فيمكنه أن يكون مع من يدخلون الجنة بغير حساب كالكثير من المسلمين الذين سيمُن الله عليهم.
  • حيث انه في حالة توبة العبد وبعده وندمه عن المعاصي والكبائر، فيغفر الله له خصوصا وأن التائب عن الذنب كمن لا ذنب له، علاوة عن قول الله تعالي في سورة النساء في الآية رقم ثمانية وأربعين
    ” إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ “.
  • علاوة عن قوله في سورة الفرقان في الآية من رقم68 وحتي 70 ” وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا “.
  • أي أن الله يغفر كافة الذنوب جميعا، فكل ما علي مرتكب الكبائر إلا أن يتوب لله ويعود إليه، تاركا المعاصي وعائدا لله عز وجل وللصراط المستقيم.

حكم مرتكب الكبيرة عند المرجئة

في البداية وقبل البدء في التعريف بحكم مرتكب الكبائر عن المرجئة، وجب التعريف بمن هم المرجئة، وهم أحد الفرق الكلامية المنتمية لدين الإسلام إلا أنهم قد عارضوا الخوارج وأهل السنة في مرتكب الكبائر، وقد نادوا بأنه لا يمكن الحكم علي أحد العباد بالكفر طالما يؤمن بوحدانية الله، نظرا لكون أن الحكم النهائي هو لله عز وجل فقط.

  • وفقا لما أورده شيخ الإسلام رحمه الله حول قول فقهاء المرجئة في مرتكب الكبائر، فقد قال بأن أغلب النزاع والخلاف فيما بين أهل السنة في هذه المسألة هو خلاف لفظي، وأن القائلون بأن الإيمان قولا هم بعض الفقهاء مثل كحماد بن أبي سليمان، وهو كان أول من أورد ذلك، إلا أن كافة من اتبعوه من أهل الكوفة، قد أمنوا بما يؤمن به أهل السنة.
  • حيث أن أصحاب الذنوب والمعاصي ومرتكبي الكبائر، يندرجون ضمن من توعدهم الله وذمهم، حتي وإن قالوا بأنهم يؤمنون بالله حق إيمانه كإيمان جبريل، خصوصا وأنهم يعتقدون بأن الإيمان فريضة حتي ولو كان دون العمل وتطبيقه، ولكن طالما يقوم بفعل المعاصي والكبائر، فهو مدان يستحق العقاب.
  • ومن الجدير بالذكر هو أن أهل المرجئة يعتقدون بان أهل الكبائر هم من أهل النار، خصوصا وأنه لا يوجد بين العلماء خلاف علي أهل المعاصي، سواء كانوا مؤمنين ظاهرا وباطنا بما أُوحي لرسول الله، فهم من أهل الحساب والوعيد، إلا أنه يدخل منهم الجنة ما حدثنا عنهم رسول الله، فلا يكونوا مرتدين مُبِيحين للدماء.
  • بالإضافة إلى ما أورده شيخ الإسلام من نزاع الفقهاء حول الأحكام في الإسلام، من كافر لمسلم ومؤمن والفاسق في الدنيا والآخرة، فأتجه المرجئين في هذه المسألة بقولهم الذي كان أكثره من علماء أهل الكوفة فقالوا بأن الأعمال ليست الإيمان.
  • ومن الجدير بالذكر هو أن هذه البدعة تعتبر من أخف البدع وأبسطها، نظرا لتواجد العديد من الخلافات حول الأسماء والألفاظ دون الحكم، خصوصا وأن العلماء ممن يضاف إليهم هذا القول أمثال حماد ابن أبي سليمان وأبي حنيفة، أتفقوا مع أهل السنة.
  • حيث أتفقوا علي أن الله سيحاسب فاعلوا الكبائر بأفعالهم في النار، إلا أنهم لا يخلدون فيها، فيقضون مدة حسابهم ومن ثم يخرجون منها بشفاعة رسول الله، وهذا نظرا لكون أن يقول العبد ما يؤمن به بلسانه، ويفعل الأعمال المفروضة عليه، ويترك المعاصي والآثام التي نهي الله عنها.

كفارة الكبائر

  • قال الله تعالي في كتابه الكريم في سورة غافر في الآية الثالثة ” غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ ” أي أن الله تعلي وفقا لما جاء في تفسير بن كثير، في قوله غافر الذنب وقابل التوب، هو أنه يغفر ما سلف من أخطاء عباده ويقبل توبتهم لكن تاب وأصلح.
  • فأي كان الذنب والفعل الخاطئ والكبيرة التي قام بها العبد يغفرها الله في حالة توبته إليه، ورجوعه لله، طالما لم يكفر بالله.

في النهاية ومع صوولنا لنقطة الختام في مقالنا الذي أجاب عن سؤال ما هو حكم مرتكب الكبائر فنكون قد أشارنا إلى الإجابة في كون أن مرتكب الكبائر ليس بكافر ولا بخارج عن الملة كما أشار الكثير من الخوارج، فما هو إلا بضعيف الإيمان، ويمحي ذنبه بالتوبة وترك المعاصي والندم عن أفعاله والرجوع لله عز وجل.

المراجع

  • 1
Source: mosoah.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!