حكم نقض الايمان بعد توكيدها

“ما هو حكم نقض الايمان بعد توكيدها في الإسلام”، هذا ما نصحبُكم في جولة للإجابة عن عبر مقالنا في موسوعة، حيث إن الإيمان هو الذي يرمز إلى الاطمئنان والطمأنينة إلى ما أمر الله به وعبادته حق عبادة سُبحانه، وأما عن تعريف الإيمان كمصطلح فهو عبارة عن إيمان القلب واللسان وعمل الجوارح، إذ أن الإيمان هو الذي سأل سيدنا جبريل عنه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم” قالَ: أخبرني عنِ الإيمانِ. قالَ: الإيمانُ أن تُؤْمِنَ باللَّهِ، وملائِكَتِهِ، وَكُتبِهِ، ورسلِهِ، واليومِ الآخرِ، والقدرِ كلِّهِ؛ خيرِهِ وشرِّه. قالَ: صدَقتَ”، فماذا عن الإيمان وما الكم الذي يأتي في نقضه هذا ما نُشير إليه في مقالنا، فتابعونا.

حكم نقض الايمان بعد توكيدها

إن الإيمان من أهم الأمور التي يتوجب على العبد الصالح أن يتحلى بها، فإن إيمان القلب والعقل يؤثر على الأخلاق وما يظهر من الإنسان من سلوكيات قد تتنافى مع دينه الحنيف.

ولاسيما وأن الإيمان هو الذي يعتمد على عدد من الشروط منها الإيمان بالمولى عز وجلّ والإيمان بالملائكة والكتب السماوية المُنزلة من الله تعالى، والإيمان بالرُسل والقدر في خيره وشره.

فماذا عما إذا نقض المسلم إيمانه بأحد الأفعال التي قد تَبدُر منه وما حُكم الشرع في هذا، نُسلط الضوء على أبرز تلك ما جاء في هذا التساؤل من أحكام فيما يلي:

• من عصى من بعض الهداية وحنث عن العهد الذي أقامه بينه وبين الله بأن يؤمن به وأن يطيعوه في كل ما يأمر ويبتعدوا عن كل ما ينتهوا عنه، فإن نقض الإيمان بعد توكيدها مُحرم شرعًا، فإن الوفاء بالعهد مع الناس يجب الالتزام به فما بالنا بالالتزام بالعهود مع المولى عز وجلّ فهي أولى أن نلتزم بها، وألا نتقاعس عنها فإن القسم باسم المولى عز وجلّ هو عبارة عن إشهاد للمولى على هذا الحلف، فيجب على المسلم أن يلتزم فإن الله يرعى هذا الحلف وينظر في أمره.
• ذُكر الحكم في نقض الايمان بعد توكيدها في القرآن الكريم في سورة النحل الآية 91 في قول الله تعالى”وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلَا تَنقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا ۚ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ “.
• فيما نجد أن تلك الآيات هي التي تُشير إلى ضرورة الالتزام بالعهود التي يُبرمها العباد وألا يتراجعوا عن الإيمان بالله تعالى ورسله وكتبه والقدر، وأن يحافظوا على دينهم الحق وأن يتقوا الله تعالى فيما أعطاهم من شريعة تُهدي إلى الحق.
• يتمسك العبد بالإيمان وما أبرمه من عهد مع الله تعالى بالطاعة والاستماع إلى تعاليمه والاهتداء بما أمرنا به، والابتعاد عن نواهيه.

تعريف الإيمان بالله

تعرفنا على حكم نقض الإيمان وإبرام العهد أمام الله بالإيمان ومن ثم هدمه، فماذا عن تعريف الإيمان بالله، هذا ما نُلقي الضوء عليه في السطور التالية:

• يُعرّف الإيمان بأنه؛ القول باللسان والاعتقاد بالقلب والعمل بالجوارح.
• كما يُعرّف الإيمان بالله  في المذهب الحنيفي بأنه؛ قول باللسان وعمل بالجنان.
• فيما جاء أن الإيمان في اللغة هو الذي يُعرّف بأنه؛ أمن والذي يأتي عكس الخوف، وجاءت تلك الكلمة مشتقة من الاستقرار والطمأنينة والأمن.
• أما عن الإيمان اصطلاحًا فهو الذي يعني؛ مطلق تصديق ما جاء المولى عز وجلّ من أوامر.
• وكذا فنجد أن الإيمان في هو الذي يُعرّف بأنه؛ القرار، أو التصديق والاطمئنان والاستقرار.
• فيما جاء الإيمان عند العرب بأنه؛ الإيمان بعد التصديق الذي يصل إليه المسلم، وقد أشار المولى عز وجلّ إليه في قوله تعالى في سورة يوسف الآية 17 ” وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ “.
• وعلى صعيدٍ أخر فقد جاء الإيمان بمعنى التأمين فهو الذي يعني؛ أن يشعر المسلم بالأمن وعدم الخوف، فقد ورد هذا المعنى في عدد من الآيات والأحاديث النبوية الشريفة، حيث جاء في قول الله تعالى في سورة البقرة 125 ” وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا”.

أركان الإيمان

• تُعتبر أركان الإيمان من أهم ما يجب على العباد أن يؤمنون بها لكي يُسلموا وجههم لله تعالى، ولاسيما وأن تلك الأركان من يأتي بها جميعًا يحصل على كل أمر خير، ومن لم يؤمن بها جميعًا فقد كفر، وقد وردت العديد من الآيات والأحاديث التي تؤكد على ضرورة الإيمان بأركان الإسلام.
• فقد لخص الله تعالى كل أركان الإيمان التي يجب على المسلم أن يؤمن بها في الباطن والظاهر من خلال الآية 285 في سورة البقرة في قوله تعالى “آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ “.
• تشتمل أركان الإيمان على؛ الإيمان بالله تعالى وجوده وقدرته وأسماءه، والإيمان بالملائكة بأنهم جنود الله في الرض وأن لكل منهم أدوار مُحددة، بالإضافة إلى كوّنهم خلق المولى سُبحانه، وكذا فإن من أركان الإيمان؛ الإيمان بالكتب السماوية أجمع والأنبياء والرسل المنزلين من عند الله تعالى، والإيمان باليوم الآخر، والإيمان بالقدر بخيره وشره.

أشكال الإيمان

تتعدد أنماط الإيمان بالله؛ وهي التي تتمثل في اليمين المغموس، اليمين المنعقد، اليمين اللغو، حيث إنه عبارة عن إرفاق اسم لله لتوكيد أمر بعينه، وإليكم بالتفصيل شتى أشكال الإيمان، والتي نستعرضها فيما يلي:

• اليمين اللغو ؛ هو عبارة عن الحلف على لسان الشخص وقد خرج منه عن دون عمد، حيث إنه عبارة عن الحلف الذي يصدر عن صاحبه طنًا منه أنه أمر حق وصادق في قوله، فيما قد أشار البعض إلى أنه لا يستوجب الكفارة في حالة نقضه.
• أما عن اليمين الغموس فهو عبارة عن؛ حلف العبد كذب باسم الله وهو يعرف أنه كاذب ولا يقول الصدق، الجدير بالذكر أنه أطلق عليها الغموس لإنها تدل على؛ أن صاحبه يُغمس يوم القيامة في النار،فقد فرض البعض الكفارة عن هذا النوع من الحلف، حيث إنه يدعوا الإنسان إلى التوبة والاستغفار والندم على ما اقترفه من ذنب، فلا يجب على المسلم الحلفان باسم الله.
• أما عن اليمين المنعقد؛ فهو عبارة عن الحلف للقيام بفعل أمر ما في القريب العاجل أو المستقبل وفي حالة نفض هذا الأمر يستوجب على الشخص الكفارة، ولاسيما وهذا النوع من اليمين هو الذي يُطلق عليه ” اليمين المُحققة”.
• فيما نجد أن اليمين المنعقد واليمين الغموس هما الذين يقع على المسلم كفارة لابد أن يلتزم بها، ويجب بصفة عامة أن يتجنب المسلم كثرة الحلف بالله.

عرضنا من خلال مقالنا إجابة واضحة عن حكم نقض الايمان بعد توكيدها في القرآن الكريم وأبرز ما جاء فيه من نصوص قرآنية ودلائل تؤكد على أهمية عدم نقض الإيمان من بعد إبرام العهد أمام الله، فإن الإيمان هو الذي يشتمل على عدد من الأركان من بينها الإيمان بالله وكتبه ورسله وملائكته، والقدر، وقد سلطنا الضوء على أشكال الإيمان وما لها من أحكام، فيما يُمكنك عزيزي القارئ مُتابعة المزيد عبر الموسوعة العربية الشاملة بقراءة عدد مراتب الايمان بالقدر، أو بحث عن الايمان بالرسل.