حكومة ماليزيا الجديدة تواجه اختبار مكافحة كورونا (تقرير)

حكومة ماليزيا الجديدة تواجه اختبار مكافحة كورونا (تقرير)

حكومة ماليزيا الجديدة تواجه اختبار مكافحة كورونا (تقرير)

Istanbul

جاكرتا / بيزارو إدروس – ديفينا حليم / الأناضول

-قد تواجه الحكومة الجديدة نفس مصير الحكومة السابقة إذا فشلت في التعامل مع فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية
– خلال حفل تنصيبه الأسبوع الماضي، حث رئيس الحكومة الجديدة الوزراء على إثبات قدراتهم خلال 100 يوم
– تواصل ماليزيا تسجيل عدد كبير من حالات الإصابة بفيروس كورونا

يرى خبراء أن مصير الحكومة الماليزية الجديدة، بقيادة رئيس الوزراء إسماعيل صبري يعقوب، سيتم تحديده بحسب تعاملها مع الأزمة الاقتصادية وجائحة فيروس كورونا.

وأشار عزمي حسن، الخبير السياسي في جامعة التكنولوجيا الماليزية، إلى أن المئة يوم المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة إلى الحكومة الجديدة في مكافحة فيروس كورونا.

وخلال حفل تنصيبه، الأسبوع الماضي، حث يعقوب الوزراء على إثبات قدراتهم خلال 100 يوم.

وقال حسن: “إذا لم يتغير الوضع كثيرًا في غضون 100 يوم، فإن الانتقاد للحكومة الجديدة سيكون أمرًا لا مفر منه”.

** أيام حرجة

يرى حسن أن فشل إدارة رئيس الوزراء السابق محي الدين ياسين في السيطرة على الوباء يرجع إلى اعتمادها المفرط على نصائح المسؤولين، خصوصا في قطاع الصحة، من دون مراعاة معاناة الناس، مشيراً إلى إن الحكومة الجديدة “مختلفة عن سابقتها”.

وأضاف: “يفضل رئيس الوزراء متابعة الوضع عن كثب وبشكل مباشر. كما أنه يعرف أيضًا كيف يعبر عما يريد، ولذا طلب من كل وزير أن يبذل قصارى جهده في غضون 100 يوم”.

وتفاءل الخبير السياسي أيضًا بأن الحكومة الجديدة ستتعامل مع الأزمة بشكل أفضل، على الرغم من أن معظم وزرائها “وجوه قديمة”.

وانتقد زعيم المعارضة الماليزي أنور إبراهيم، الأسبوع الماضي، رئيس الوزراء لاحتفاظه بوزراء من الحكومة السابقة.

وشدد إبراهيم في خطابه على أن البلاد تواجه أزمة صحية واقتصادية بسبب تدهور وضع فيروس كورونا.

وقال إن البلاد تواجه أزمة الوباء والمشكلات الاقتصادية التي تضغط على الناس، وخصوصاً منخفضي الدخل. لكن الخطوة التي تم اتخاذها بتعديل وزاري لا تظهر القدرة على التعامل مع هذه القضايا بشكل فعال.

وتواصل ماليزيا تسجيل عدد كبير من حالات الإصابة بفيروس كورونا، حيث يستمر “متحور دلتا” في تدمير البلاد.

حتى الآن، تجاوز العدد الإجمالي للإصابات في البلاد 1.76 مليونا، منها نحو 17 ألف حالة وفاة، فيما تم تقديم 34 مليون جرعة من اللقاحات حتى الآن، وتلقيح 46 بالمئة من السكان البالغ عددهم 32 مليون نسمة.

** تحديات الانتعاش الاقتصادي

في خطابه أمام الشعب بمناسبة الذكرى 64 لعيد استقلال البلاد، الاثنين، أكد صبري أن ماليزيا واجهت الكثير من التحديات لتحقيق الاستقلال وبناء نفسها بعد ذلك.

وقال صبري إن “نحن الآن نواجه الكثير من التحديات المتزامنة من تفشي الأمراض والاضطرابات الاقتصادية”، مضيفاً: “آمل ألا نفقد الأمل”.

وحث الماليزيين على التطعيم فورا لمساعدة البلاد على التعافي من فيروس كورونا، مؤكداً أن اللقاحات ثبت أن لها تأثيرات إيجابية في مكافحة الوباء.

وأضاف: “هذا النجاح سيمهد الطريق للانتعاش الاقتصادي في هذا البلد، ويسمح لنا بالعيش في الوضع الطبيعي الجديد. يجب استعادة الاقتصاد وتحسين رفاهية الناس وعودة ثقة المستثمرين”.

استنادًا إلى أحدث البيانات الصادرة عن دائرة الإحصاءات العامة الماليزية (DOSM)، ارتفع الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بنسبة 16.1 بالمئة على أساس سنوي في الربع الثاني من عام 2021.

كما ارتفع معدل البطالة في ماليزيا إلى 4.8 بالمئة في يونيو/ حزيران الماضي، ليصل إلى 768 ألفا و700 شخص، بعدما سجل نسبة 4.5 بالمئة في مايو/ أيار الماضي 728 ألفا و100 عاطل عن العمل.

وقال سودارنوتو عبد الحكيم، الخبير السياسي بجامعة شريف هداية الله في جاكرتا، إن الانتعاش الاقتصادي يمثل تحديًا كبيرًا للحكومة الجديدة بقيادة صبري.

وعلى الرغم من إعلان ماليزيا، العام الماضي، حزمة تحفيز اقتصادي بقيمة 250 مليار رينجت (60 مليار دولار)، فإن الأزمة كان لها تأثير مضاعف في البلاد.

وقال حكيم لوكالة “الأناضول”: “إذا فشلت الحكومة الجديدة في التعامل مع أزمة فيروس كورونا، فمن المحتمل أن تواجه المصير ذاته لحكومة محي الدين ياسين”.

وفي منتصف أغسطس/ آب الماضي، انخفض الرينجت الماليزي إلى أدنى مستوى له في عام واحد، وتراجعت الأسهم في كوالالمبور عندما سلم ياسين خطاب استقالته إلى الملك.

** اتحاد سياسي

وقال الخبير إن عودة حزب المنظمة الوطنية الماليزية المتحدة (أمنو) إلى السلطة معرضة للخطر أيضًا.

وأضاف عبد الحكيم أنه يجب على الحكومة الجديدة وسط هذه الأوقات العصيبة أن تكون أكثر شمولاً من خلال احتضان المعارضة ومجموعات المجتمع المدني.

وقال إن “الخطة الأولية لرئيس الوزراء إسماعيل صبري كانت تتضمن إشراك المعارضة في التعامل مع الوباء والاضطرابات الاقتصادية والسياسية على الأقل حتى عام 2023. لكن الفكرة ألغيت في النهاية”.

وفي بيان، صدر الثلاثاء الماضي، بمناسبة احتفالات ماليزيا بالعيد الوطني، نصح ملك ماليزيا الشعب بالحفاظ على الوحدة والانسجام من خلال تنحية خلافاتهم في الرأي “لتتمكن من توافر تكافل قوي بين الجميع وإخراج البلد من الوباء”.

Source: Aa.com.tr/ar
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!