للفم والأسنان واللثة أهمية كبيرة سواء في الأكل أو في عمليات ضرورية مثل المضغ والبلع والذي يعتبر أول خطوة في عملية هضم الطعام كما تعتبر الأسنان بمثابة نقطة التلامس الأولى لجسدك مع المواد الغذائية التي تتناولها؛ لذلك فإن ما تضعه داخل فمك لا يؤثر على صحتك العامة فحسب، بل يؤثر بشكل كبير أيضاً على صحة فكك ولثتك وأسنانك.

لذا إن كنت تعاني من نقص التغذية فغالباً ما تظهر العلامات الأولى في فمك.

وتبدأ العناية بصحة فمك وأسنانك منذ الصغر وتحديداً خلال فترة الرضاعة ومدى تأثير حليب الأم على نمو الأسنان.

تأثير حليب الأم على صحة أسنان أطفالها

أثر حليب الأم على إطباق أسنان طفلك

تساهم الرضاعة الطبيعية في الحفاظ على صحة أسنان طفلك والحصول على أفضل اطباق لفكي الأسنان وذلك طبقاً لما توصلت إليه الدراسة التي أجريت عام 2015 في مجال طب أسنان الأطفال وتم تأكيدها من قبل رابطة طب الأسنان الأمريكية (بالإنجليزية: The American Denta Association) عام 2017 حيث أثبتت كلتا الدراستين أن استمرار الأم على الرضاعة الطبيعية للطفل لمدة لا تقل عن 6 شهور خاصة الستة أشهر الأولى بعد الولادة تجعل الرضيع أقل عرضة من غيره في الإصابة بتشوهات الأسنان أو ظهور مشاكل أخرى مثل: اعوجاج الأسنان (بالإنجليزية: Teeth Crowding) أو التأثير على اصطفافها وكذلك تقليل التعرض لمشاكل أخرى في الأسنان مثل: العضة المفتوحة (بالإنجليزية: Open Bite) والعضة المعكوسة (بالإنجليزية: Cross Bite) وغيرها وبالتالي يمكنك الحفاظ على صحة أسنان طفلك وحمايته من اللجوء إلى تقويم الأسنان فيما بعد.

اقرأ أيضاً: العضة المفتوحة الأمامية .. أحدث المفاهيم العلاجية

الرضاعة الطبيعية أثناء بزوغ الأسنان

تنصح الأكاديمية الأمريكية لطب أسنان الأطفال (بالإنجليزية: American Academy of Pediatrics) باستمرار حصول الطفل على حليب الأم لمدة عام كامل ولا تفضل أبداً الانقطاع عن الرضاعة الطبيعية قبل ذلك حتى أثناء بزوغ الأسنان، كذلك أشادت منظمة الصحة العالمية (بالإنجليزية: World Health Organization) بعد فطام الطفل قبل إتمام عامين كاملين من الرضاعة الطبيعية وذلك للحفاظ على الصحة العامة للطفل وتعزيز جهازه المناعي بالإضافة إلى ضمان سلامة تكوين عظامه وأسنان بطريقة صحية وسليمة.

الرضاعة الطبيعية وتأثيرها على منع تسوس الأسنان

بالإضافة إلى أهمية حليب الأم في تغذية وتقوية مناعة طفلك إلا أن الرضاعة الطبيعية تلعب دوراً كبيراً أيضاً في الحفاظ على صحة أسنان طفلك وحمايتها من التسوس في سن صغيرة عوضا عن استعمالك زجاجة حليب الأطفال (بالإنجليزية: Baby Bottle) والتي تحتوي على المشروبات السكرية المحلاة مثل: اللبن الصناعي والعصائر بأنواعها وخاصة وقت النوم مما يتسبب في التصاق السكر على أسنان طفلك وبقائه لفترة زمنية طويلة ما يؤدي إلى تعرض أسنانه للتسوس وخصوصاً الأسنان الأمامية (بالإنجليزية: Anterior Teeth) إذ تتأثر بالتسوس بشكل ملحوظ أكبر من بقية الأسنان.

وقد ثبت من خلال دراسة بحثية مكثفة أجريت على يد كلا من طبيبي الأسنان بريان بالمر وهارولد توريني منذ 500 إلى 1000 عام على مجموعة من الأطفال الرضع لفترة طويلة وقد قادهم البحث إلى استنتاج أن الرضاعة الطبيعية لا تسبب تسوس الأسنان.

كما أن للرضاعة الطبيعية تأثيرا إيجابياً على النمو الطبيعي والتناغم لعظام الفكين وخاصة الفك العلوي (بالإنجليزية: Maxilla) وفي الوقت نفسه فإن حليب الأم يساهم في تطوير عملية التنفس والبلع والمضغ والتنسيق بينهم في تناغم.

كذلك تلعب الرضاعة الطبيعية دوراً كبيراً في تقوية عضلات الفك مثل: عضلة الخد أو ما يعرف بالعضلة المبوقة (بالإنجليزية: Buccinator Muscle).

فوائد أخرى لحليب الأم لصحة أسنان الطفل

يحتوي حليب الأم على العديد من المغذيات المفيدة لنو الطفل واكسابه مناعة طبيعية ولأن حليب الأم مادة غذائية سهلة الامتصاص فإنه يسهل امتصاص الأطفال والرضع للمغذيات والمعادن الموجودة بها، مما يساهم في تقوية الأسنان ومنع تكاثر البكتيريا على الأسنان.

العناية بأسنان طفلك خلال فترة الرضاعة

من المهم العناية بأسنان طفلك منذ البداية وبعد بضعة أيام من الولادة، إذ ينصح بالبدء في مسح لثة طفلك بقطعة شاش نظيفة ورطبة أو قطعة قماش كل يوم. وبمجرد ظهور السن الأول ابدئي مباشرة في تنظيف أسنان الطفل مرتين في اليوم مع استخدام معجون أسنان خاص بالأطفال يحتوي على الفلورايد بكمية لا تزيد عن حجم حبة الأرز وذلك لمكافحة التسوس.

بعض النصائح لمساعدة أطفالك على تجنب تسوس الأسنان

  1. العناية بفم طفلك منذ الولادة عن طريق تنظيف اللثة بلطف بالماء وقطعة قماش ناعمة أو شاش.
  2. بمجرد ظهور الأسنان ينصح بتنظيف أسنان طفلك مرتين في اليوم.
  3. حليب الأم مع السكر هو أسوأ من السكر وحده عندما يتعلق الأمر بتسوس الأسنان، لذلك عليك التأكد من عدم ترك أي أطعمة أخرى على أسنان الطفل إذا كنت ترضعين طفلك رضاعة طبيعية طوال الليل.
  4. تجنب تناول طفلك الكثير من الأطعمة السكرية واللزجة أيضًا.
  5. قد يكون من المفيد لطفلك أن يشرب الماء بعد الوجبات للمساعدة في غسل بقايا الطعام.
  6. نظفي أسنان طفلك جيدا خاصة إذا كان يتناول أي شئ آخر غير حليب الأم مثل: الأدوية.
  7. توصي جمعية طب الأسنان الأمريكية حاليًا باستخدام مسحة من معجون الأسنان المحتوي على الفلورايد أو كمية بحجم حبة الأرز للأطفال دون سن 3 سنوات.

اقرأ أيضاً: معاجين الأسنان الخالية من الفلورايد: مع أم ضد؟

تبادل القبلات بين الأم ورضيعها

بعد أن يحصل طفلك على أسنان، يمكنه الحصول على البكتيريا المسببة للتسوس وتسمى المكورات العقدية (بالإنجليزية: Streptococcus mutans ) من خلال مشاركة اللعاب سواء ملامسة اللعاب من الأم أو أي شخص آخر للطفل، وللمساعدة في منع انتقال هذه البكتيريا إلى الطفل، تجنبي أي لعاب يلامس فم رضيعك مثل: مشاركة الملاعق والأكواب أو القبلات الرطبة على الفم أو مضغ الطعام للطفل أو وضع لهاية الطفل في فمك.

اقرأ أيضاً: فوائد الرضاعة الطبيعية