حليب جوز الهند: فوائده واستعمالاته

حَظِيَ حليب جوز الهند مؤخراً بانتشارٍ كبير، فهو بديلٌ صحيٌّ لحليب الأبقار، وقد يقدّم للجسم أيضاً عدداً من الفوائد الصحية. سنلقي نظرةً مفصَّلةً في هذه المقالة على حليب جوز الهند وسنتعرّف إلى طريقة تحضيره، والعناصر المُغذِّية الموجودة فيه، وفوائده، واستخداماته، وآثاره الجانبيّة.

Share your love

ما هو حليب جوز الهند؟

يُستخرَج حليب جوز الهند من اللُبّ الأبيض لثمار جوز الهند البُنّيّة التي تنمو على أشجار جوز الهند. حليب جوز الهند ذو قوامٍ سميك ومذاقٍ شهيٍّ يشبه مذاق القشطة، ويُستخدَم على نطاقٍ واسعٍ في تحضير الأطباق التايلندية وأطباق بلدان جنوب شرق آسيا، ويحظى بشعبيةٍ أيضاً في هاواي، والهند، وبعض بلدان أمريكا الجنوبية والبحر الكاريبي.

يختلف حليب جوز الهند عن مياه جوز الهند التي توجد بشكلٍ طبيعي داخل ثمار جوز الهند الخضراء غير الناضجة، وعلى عكس مياه جوز الهند لا يتشكل حليب جوز الهند بشكلٍ طبيعي، بل يُمزَج لُب جوز الهند مع الماء لصناعة حليب جوز الهند الذي تبلغ نسبة الماء فيه 50%، بينما تبلغ نسبة الماء في مياه جوز الهند 94% وتحتوي دهوناً وعناصر مُغذِّيةً أقل بكثيرٍ من تلك الموجودة في حليب جوز الهند.

طريقة صناعة حليب جوز الهند:

ثمَّة نوعان من حليب جوز الهند يختلفان باختلاف ثخانة القوام ورقَّته وطريقة المعالجة:

  • حليب جوز الهند السّميك (الثخين): يُبرَشُ لُبُّ جوز الهند الصّلب بَرْشاً ناعماً ويُسلَق بالماء إمَّا على درجة حرارةٍ مرتفعةٍ وإمَّا على نارٍ هادئة، ثمَّ يُصفَّى المزيج بقماشة لاستخراج حليب جوز الهند السّيمك منه.
  • حليب جوز الهند الخفيف (الرقيق): بعد صناعة حليب جوز الهند الثخين يُغلى جوز الهند المبروش المتبقي في قماش التصفية بالماء، تُكرَّر بعد ذلك عملية التصفية للحصول على حليب جوز الهند الخفيف.

يُستخدَم حليب جوز الهند السّميك في الأطباق التقليدية لصناعة الحلويات و”الصلصات سّميكة القوام” في المقابل يُستخدَم حليب جوز الهند الخفيف لإعداد أطباق الحساء و”الصلصات خفيفة القوام”.

يحتوي معظم حليب جوز الهند المُعلَّب مزيجاً من النوعَيْن السّميك والخفيف، كذلك يمكن إعداد حليب جوز الهند في المنزل بكلّ سهولةٍ وتعديل سماكته وخِفّتِهِ حسب الرغبة.

المحتوى الغذائي لحليب جوز الهند:

يُعَدُّ حليب جوز الهند من الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية، حيث تُعَدُّ الدهون مصدر 93% من السعرات الحرارية التي فيه، من ضمن هذه الدهون نوعٌ مُشْبَع يُعرَف باسم “الجليسريدات الثلاثية متوسطة الحلقات”. يحتوي حليب جوز الهند أيضاً العديد من الفيتامينات والمعادن، يوجد في كوبٍ واحدٍ (240 غرام) من حليب جوز الهند:

  • السعرات الحراريّة: 552 سعرة حراريّة.
  • الدهون: 57 غرام.
  • البروتينات: 5 غرامات.
  • الكاربوهيدرات: 13 غرام.
  • الألياف: 5 غرامات.
  • فيتامين “س”: 11% من الكمية الموصى باستهلاكها يوميَّاً.
  • الفولات: 10% من الكمية الموصى باستهلاكها يوميَّاً.
  • الحديد: 22% من الكمية الموصى باستهلاكها يوميَّاً.
  • المغنيزيوم: 22% من الكمية الموصى باستهلاكها يوميَّاً.
  • البوتاسيوم: 18% من الكمية الموصى باستهلاكها يوميَّاً.
  • النحاس: 32% من الكمية الموصى باستهلاكها يوميَّاً.
  • المنغنيز: 110% من الكمية الموصى باستهلاكها يوميَّاً.
  • السيلينيوم: 21% من الكمية الموصى باستهلاكها يوميَّاً.

يعتقد بعض الخبراء أيضاً أنَّ حليب جوز الهند يحتوي بروتيناتٍ مميزة قد تكون مفيدة صحِّيَّاً للجسم، بيد أنَّ إثبات ذلك يحتاج إلى إجراء المزيد من الأبحاث.

تأثير حليب جوز الهند في الوزن والاستقلاب:

ثمَّة بعض الأدلة التي تشير إلى أنَّ دهون “الجليسريدات الثلاثية متوسطة الحلقات” الموجودة في حليب جوز الهند قد تساعد في خسارة الوزن، وضبط نِسَب الدهون والعظام والعضلات في الجسم، وتحويل الغذاء إلى طاقة (أو العمليّة التي تُعرَف بعملية الاستقلاب).

يُشكِّل اليوريك أسيد حوالي 50% من زيت جوز الهند، إذ يمكن أن يُصنَّف هذا الحمض حمضاً دهنيَّاً طويل الحلقة وحمضاً دهنيَّاً متوسط الحلقة لأنَّ طول حلقته تتوسط أطوال حلقات الأحماض التي تنتمي إلى الصنفين وقدرته على التأثير في الاستقلاب تتوسط قدرات أحماض الصنفين. لكنَّ نسبة الأحماض الدهنية متوسطة السلسلة تبلغ 12% في زيت جوز الهند أيضاً – حمض الكابريك وحمض الكابريليك.

على عكس الأحماض طويلة السلسلة تنتقل “الجليسريدات الثلاثية متوسطة الحلقات” من الجهاز الهضمي مباشرةً إلى الكبد حيث تُستخدَم لإنتاج الطاقة أو الكيتون، وتَذْكُر الأبحاث أيضاً أنَّ “الجليسريدات الثلاثية متوسطة الحلقات” قد تساعد في تخفيف الشهية وتقليل استهلاك السعرات الحرارية أكثر من الأحماض الأخرى، إذ في دراسةٍ صغيرةٍ أُجريَتْ على أشخاص يُعانون من السُمنة انخفض استهلاك مجموعةٍ من هؤلاء للسعرات الحرارية بمقدار 272 سعرة بعد أن تناولوا 20 غراماً من “الجليسريدات الثلاثية متوسطة الحلقات” موازنةً مع جزءٍ آخر من المجموعة تناولوا زيت الذُرة. إضافةً إلى ما سبق، تُعزّز “الجليسريدات الثلاثية متوسطة الحلقات” حرق السعرات الحرارية والتخلُّص من الدهون – مؤقَّتاً على الأقل. بيد أنَّ الكميات القليلة من “الجليسريدات الثلاثية متوسطة الحلقات” الموجودة في حليب جوز الهند من غير المُرجَّح أن تؤثِّر بشكلٍ كبيرٍ في وزن الجسم أو عملية الاستقلاب، إذ لاحظَتْ بضع دراستٍ أُجريَتْ على أشخاصٍ سمينين وأفرادٍ يعانون من مرض القلب أنَّ تناول زيت جوز الهند قلّل محيط الخصر، لكنَّ زيت جوز الهند لم يؤثر أبداً في وزن الجسم.

لا يوجد دراسات أُجريَتْ مباشرةً للتحقق من تأثير حليب جوز الهند في الوزن والاستقلاب، لذلك نحن في حاجةٍ إلى إجراء المزيد من الدراسات قبل ذِكْر أيَّة معلومات.

تأثير حليب جوز الهند في الكوليسترول وصحّة القلب:

لأنَّ حليب جوز الهند غنيٌّ جدَّاً بالدهون المُشْبَعة، قد يتساءل البعض إن كان مفيداً لصحّة القلب. قليلةٌ هي الدراسات التي أُجريَتْ للتحقق من تأثير حليب جوز الهند في صحّة القلب تحديداً، لكنَّ إحدى الدراسات تَذْكُر أنَّه قد يكون مفيداً للأشخاص الذين تكون مستويات الكوليسترول في أجسامهم عاديَّةً أو مرتفعة، إذ وجدَتْ دراسةٌ استمرَّتْ 8 أسابيع أُجريَتْ على 60 شخصاً أنَّ تناول العصيدة المُعَدَّة من حليب جوز الهند خفَّضَتْ مستويات البروتين الدهني منخفض الكثافة (النوع الضار من الكوليسترول) أكثر من تناول العصيدة المُعَدَّة من حليب الصويا، كذلك أدى تناول العصيدة المُعَدَّة من حليب جوز الهند إلى ارتفاع مستوى البروتين الدهني عالي الكثافة (النوع المفيد من الكوليسترول) بنسبة 18%، في المقابل أدى تناول العصيدة المُعَدَّة من حليب الصويا إلى ارتفاع نسبة المُركَّب نفسه بمقدار 3% فقط.

ووجدت معظم الدراسات التي أُجريَتْ إمَّا على زيت جوز الهند أو على رقائق جوز الهند أنَّ مستويات البروتين الدهني منخفض الكثافة (الكوليسترول الضار) والبروتين الدهني عالي الكثافة (الكوليسترول المفيد) وثلاثي الجليسيريد شَهِدَتْ تحسُّناً عند تناول هذين المُكوِّنَيْن. في المقابل أدَّت الدهون الموجودة في جوز الهند إلى ارتفاع مستويات البروتين الدهني منخفض الكثافة في بعض الدراسات إلى جانب ارتفاع مستويات البروتين الدهني مرتفع الكثافة أيضاً، كذلك شَهِدَتْ مستويات ثلاثي الجليسيريد ارتفاعاً أكبر من الذي أدَّتْ إليه أنواعٌ أخرى من الدهون في دراساتٍ أخرى. وقد يرفع حمض الغار، وهو الحمض الدهني الرئيسيّ الموجود في الدهون الموجودة في جوز الهند، مستوى البروتين الدهني منخفض الكثافة (الكوليسترول الضار) من خلال الحدّ من نشاط المُستقْبِلات التي تُنَقِّي الدم من البروتين الدهني منخفض الكثافة.

وتَذْكُر دراستان أُجريتا على عددٍ مشابهٍ من المشاركين أنَّ تأثُّر مستويات الكوليسترول بحمض الغار قد تختلف من فردٍ إلى آخر وقد تعتمد أيضاً على الكمية التي تُستهلَك منه عن طريق الطعام.

في دراسةٍ أُجريَتْ على نساءٍ سليمات أدى استبدال حمض الغار بـ 14% من الدهون الأحادية غير المشبَعة إلى ارتفاع مستوى البروتين الدهني منخفض الكثافة (الكوليسترول السيء) بمقدار 16% تقريباً، بينما أدّى استبدال حمض الغار بـ 4% من هذه الدهون إلى تأثُّر الكوليسترول تأثُّراً طفيفاً جدَّاً.

فوائد صحيّة أخرى قد يمنحها حليب جوز الهند للمرضى:

قد يؤدي تناول حليب جوز الهند أيضاً إلى:

  • تخفيف الالتهابات: وجدَتْ دراساتٌ أُجريَتْ على الحيوانات أنَّ خلاصة جوز الهند وزيت جوز الهند خفَّفا الالتهابات والتورُّم لدى الجرذان والفئران المصابة بالجروح.
  • تقليص حجم قرحة المعدة: في إحدى الدراسات قلَّص حليب جوز الهند حجم قرحة المعدة لدى الجرذان بمقدار 54% موازنةً مع النتائج التي حققتها الأدوية المضادة للقرحات.
  • محاربة الجراثيم والبكتيريا: تَذْكُر دراساتٌ مختبريّة أنَّ حمض الغار قد يقضي على الجراثيم والفيروسات المُسبِّبة للأمراض بما فيها تلك التي تبقى في الفم.

تذكَّر أنَّ ثمَّة دراساتٍ لم تُجرَ لتحديد تأثير حليب جوز الهند تحديداً.

الآثار الجانبية المُحتملة لحليب جوز الهند:

إذا لم تكن تعاني حساسيةً من جوز الهند من المُستبعَد أن يسبب حليب جوز الهند آثاراً جانبيةً خطيرة، إذ تُعَدُّ حالات التحسس من جوز الهند نادرةً نسبياً موازنةً مع حالات التحسس من الجوز والفول السوداني. بيد أنَّ بعض خبراء اضطرابات التغذية ينصحون الأشخاص الذين يعانون من حساسية “فودماب” (FODMAP) ألَّا يستهلكوا من حليب جوز الهند أكثر من نصف كوبٍ (120 مل) في كلّ مرة.

تحتوي العديد من أنواع حليب جوز الهند المُعلَّبة “بيسفينول A”، وهي مادة كيميائية يمكن أن تتسرّب من بطانة العلبة إلى الطعام، وقد ربطَتْ دراساتٌ أُجريَتْ على الحيوانات والبشر الـ “بيسفينول A” مع مشاكل الإنجاب والسرطان.

الجدير بالذكر أنَّ بعض العلامات التجارية تحفظ منتجاتها في عُلَبٍ خاليةٍ من الـ “بيسفينول A” حيث يوصى باختيار تلك العلامات التجارية إذا قررت استخدام حليب جوز الهند المُعلَّب.

استخدامات حليب جوز الهند:

على الرغم من أنَّ حليب جوز الهند يُعَدُّ مُغذِّياً إلَّا أنَّه غنيٌّ بالسعرات الحرارية أيضاً، فتذكَّر ذلك حينما تضيفه إلى الطعام أو تستعمله في إعداد الوصفات.

بعض الطرق لإضافة حليب جوز الهند إلى الطعام:

  • أضف ملعقتَيْن كبيرتَيْن (30-60 مل) من حليب جوز الهند إلى القهوة.
  • أضِف نصف كوبٍ (120 مل) من حليب جوز الهند إلى الكوكتيلات أو مزيج البروتين.
  • ضع قليلاً من حليب جوز الهند فوق صحن التوت أو البابايا المُقطَّعة.
  • أضف بضع ملاعق (30-60 مل) من حليب جوز الهند إلى الشوفان أو غيره من الحبوب المطهوة الأخرى.

طريقة اختيار أفضل أصناف حليب جوز الهند:

هذه بضع نصائح لاختيار أفضل أنواع حليب جوز الهند:

  • اقرأ الملصق الذي تُدوَّن عليه المكونات: اختر المنتجات التي تحتوي جوز الهند والماء فقط قدر الإمكان.
  • اختر المعلبات الخالية من الـ “بيسفينول A”: اشترِ حليب جوز الهند من شركاتٍ تستخدم علباً خاليةً من الـ “بيسفينول A”.
  • استعمل المنتجات المحفوظة في عُلَبٍ كرتونية: يحتوي حليب جوز الهند غير المُحلَّى والمحفوظ في عُلَبٍ كرتونيّةٍ دهوناً وسعراتٍ حراريةً أقلّ من تلك الموجودة في المنتجات المحفوظة في عُلَبٍ معدنية.
  • اختر النوع الخفيف (الرقيق): من أجل سعراتٍ حراريةٍ أقل اختر النوع الخفيف من حليب جوز الهند، إذ يحتوي نصفُ كوبٍ (120 مل) من هذا النوع 125 سعرةً حرارية.
  • اصنع حليب جوز الهند بنفسك: للحصول على أكثر أصناف حليب جوز الهند إنعاشاً وغِنَاً بالفوائد الصحية قم بإعداده بنفسك من خلال مزج 1.5-2 كوب (355-470 مل) من جوز الهند المبروش غير المُحلَّى مع 4 أكواب من الماء الساخن ثم صفِّ المزيد بقماش تصفية.

يُعَدُّ حليب جوز الهند طعاماً لذيذاً، ومُغذِّياً، وغنيَّاً بالفوائد الصحيّة، وواسع الانتشار، ويمكن إعداده في المنزل بكلّ سهولة. حليب جوز الهند مليءٌ بالعناصر المُغذِّية المهمّة كالمنغنيز، والنحاس، وتناوله باعتدال قد يعزّز صحّة القلب ويقدم للجسم فوائد صحيّةً أخرى أيضاً. من أجل أن تعرف مذاق بديل الحليب العادي اللذيذ، حاول من اليوم أن تستعمل حليب جوز الهند.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!