جوز الهند: فوائده، واستخداماته، وأضراره المُحتمَلة

لُبُّ جوز الهند هو القطعة البيضاء الموجودة داخل ثمرة جوز الهند، وثمار جوز الهند هي البذور الكبيرة التي تحملها أشجار جوز الهند التي تنمو في المناطق ذات المناخ المداري. تحيط بلُبّ جوز الهند قشرةٌ بُنِّيةٌ خشبيّةٌ قاسية، ومع تزايد شعبية الزيت والحليب اللّذين يُستخرَجان من هذه الثمرة قد يتساءل العديد من الناس عن طريقة استخدام لُب جوز الهند وعن الفوائد الصحية التي يمكن أن يقدِّمها للجسم، فدعنا نتعرف معاً على أبرز فوائده، واستخداماته، والعناصر المُغذِّية الموجودة فيه.

Share your love

1. الخصائص الغذائية لجوز الهند:

يُعَدّ لُب جوز الهند غنيَّاً بالدهون والسعرات الحرارية بينما يحتوي نِسَباً معتدلةً من الكاربوهيدرات والبروتين. يحتوي كوبٌ واحدٌ (80 غرام) من لُب جوز الهند المُقطَّع الطازج على:

  • السعرات الحرارية: 283 سعرة حرارية.
  • البروتينات: 3 غرامات.
  • الكاربوهيدرات: 10 غرامات.
  • الدهون: 27 غرام.
  • السكريات: 5 غرامات.
  • الألياف: 7 غرامات.
  • المنغنيز: 60% من الكمية الموصى باستهلاكها يوميَّاً.
  • السيلينيوم: 15% من الكمية الموصى باستهلاكها يوميَّاً.
  • النحاس: 44% من الكمية الموصى باستهلاكها يوميَّاً.
  • الفوسفور: 13% من الكمية الموصى باستهلاكها يوميَّاً.
  • البوتاسيوم: 6% من الكمية الموصى باستهلاكها يوميَّاً.
  • الحديد: 11% من الكمية الموصى باستهلاكها يوميَّاً.
  • الزنك: 10% من الكمية الموصى باستهلاكها يوميَّاً.

يُعَدُّ لُب جوز الهند غنيَّاً بالعديد من المعادن المهمة، لا سيما المنغنيز والنحاس، إذ في حين يدعم المنغنيز عمل الأنزيمات واستقلاب الدهون يساعد النحاس في بناء العظام وتعزيز صحة القلب.

1. 1. الدهون:

يُعَدُّ جوز الهند من أنواع الفاكهة المميّزة بسبب احتوائه نِسَباً مرتفعةً من الدهون، وحوالي 89% من الدهون الموجودة في لُبِّه هي دهونٌ مُشْبَعة. معظم هذه الدهون هي من “الجليسريدات الثلاثية متوسطة الحلقات” (medium-chain triglycerides) التي تُمتَصُّ كما هي في الأمعاء القيقة ويستخدمها الجسم لإنتاج الطاقة.

1. 2. الألياف:

يوجد في كوبٍ واحدٍ (80 غرام) من جوز الهند المطحون 7 غرامات من الألياف، أي ما يعادل 20% من الكمية المُوصى باستهلاكها يوميَّاً. معظم هذه الألياف من النوع الغير قابل للانحلال، أي أنَّها غير قابلةٍ للهضم. عوضاً عن ذلك تُحرِّك هذه الألياف الطعام داخل جهاز الهضم وتساعد في الحفاظ على صحة الأمعاء.

2. فوائد جوز الهند الصحية:

قد يقدّم لُب جوز الهند عدة فوائد صحية للجسم، وقد ركزت معظم الأبحاث التي أُجريَت لإثبات الفوائد الصحيّة لهذه الفاكهة الاستوائية الاهتمام على الدهون التي فيها.

2. 1. الحفاظ على صحة القلب:

يحتوي لب جوز الهند زيوتاً قد تُعزّز مستويات “البروتين الدهني عالي الكثافة” (النوع المفيد من الكوليسترول) وتقلل مستويات “البروتين الدهني منخفض الكثافة” (النوع الضار من الكوليسترول) وهذا قد يقلّل خطر الإصابة بأمراض القلب.

في دراسةٍ استمرت أربعة أسابيع شارك فيها 91 شخصاً قَدَّم لهم الباحثون يوميَّاً 1.6 أونصة (50 مل) إمَّا من زيت جوز الهند البِكري، وإمَّا من زيت الزيتون البِكري، وإمَّا من الزبدة غير المُملَّحة. شهِدَتْ مستويات البروتين الدهني مرتفع الكثافة لدى الأشخاص الذين تناولوا زيت جوز الهند ارتفاعاً كبيراً موازنةً بأولئك الذين تناولوا زيت الزيتون والزبدة.

وأظهرَت دراسةٌ استمرَّت 8 أسابيع وأُجريَت على 35 شخصاً بالغاً وسليماً نتائج مشابهةً إذ وُجِدَ أنَّ تناول ملعقةٍ واحدة (15 مل) مرتين يوميَّاً من زيت جوز الهند أدى إلى زيادةٍ كبيرةٍ في مستويات البروتين الدهني مرتفع الكثافة (النوع المفيد من الكوليسترول).

ولُوحِظَ في دراسةٍ أخرى استمرَّت 8 أسابيع أنَّ الأشخاص الذين تناولوا 7 أونصات (200 غرام) من العصيدة المصنوعة من حليب جوز الهند انخفضت لديهم مستويات البروتين الدهني منخفض الكثافة وارتفعت مستويات البروتين الدهني مرتفع الكثافة بشكلٍ كبيرٍ موازنةً مع أشخاصٍ تناولوا العصيدة المصنوعة من حليب الصويا.

2. 2. المساعدة في خسارة الوزن:

قد يساعد لُب جوز الهند في فقدان الوزن، إذ تَذكُر الدراسات أنَّ “الجليسريدات الثلاثية متوسطة الحلقات” الموجودة في هذه الفاكهة قد تعزز الشعور بالشبع، حرق السعرات الحرارية، وحرق الدهون، وهذه الأمور جميعاً تعزز خسارة الوزن.

إضافةً إلى أنَّ غِنى لُب جوز الهند بالألياف يمكن أن يعزز الشعور بالشبع، وهذا قد يساعد في الحيلولة دون الإفراط في تناول الطعام. إذ وجدَتْ دراسةٌ استمرَّتْ 90 يوماً أُجريَتْ على 8 أشخاص أنَّ تدعيم النظام الغذائي العادي بتناول 1.3 كأس (100 غرام) من جوز الهند الطازج كلّ يومٍ أدَّى إلى خسارة جزءٍ كبيرٍ من الوزن موازنةً مع ما فعله تدعيم النظام الغذائي بتناول الفول السوداني أو زيت الفول السوداني.

تَجدُر الإشارة إلى أنَّ كمياتٍ كبيرةً من زيت جوز الهند و”الجليسريدات الثلاثية متوسطة الحلقات” استخدمَت هذه الدراسات، لذلك من غير الواضح إن كان تناول كمياتٍ أقلّ من لُب جوز الهند يحقق النتائج نفسها.

2. 3. الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي:

يُعَدُّ جوز الهند غنيَّاً بالألياف التي تساعد في زيادة كتلة البراز وتعزّز انتظام حركة الأمعاء مما يحافظ على صحّة الجهاز الهضمي. ولأنَّ هذه الفاكهة غنيةٌ أيضاً بالدهون يمكنها أن تساعد الجسم في امتصاص العناصر المُغذِّية القابلة للانحلال بالدهون كفيتامينات “أ”، و”د”، و”ي”، و”ك”.

إضافةً إلى ذلك تبيَّن أنَّ “الجليسريدات الثلاثية متوسطة الحلقات” الموجودة في لُب جوز الهند تعزز قوة البكتيريا الموجودة في الأمعاء التي قد تقي الجسم من الإصابة بالالتهابات ومن أمراضٍ مثل متلازمة الأيض.

قد يمنع جوز الهند أيضاً نمو الخمائر المؤذية كالمبيضة البيضاء (Candida albicans)، التي يمكن أن تسبب أمراضاً خطيرة.

2. 4. فوائد أخرى:

قد يقدم تناول جوز الهند فوائد صحيةً أخرى من بينها:

  • ضبط مستوى سُكَّر الدم: قد يقلّل تناول هذه الفاكهة سُكَّر الدم ويوجه البكتيريا الموجودة في الأمعاء إلى المساعدة في ضبط مستويات سُكَّر الدم.
  • تعزيز المناعة: قد يساعد المنغنيز الموجود ومضادات الأكسدة الموجودة في جوز الهند في تعزيز المناعة وتقليل الالتهابات. وقد تتمتع “الجليسريدات الثلاثية متوسطة الحلقات” الموجودة في هذه الفاكهة بخصائص تكافح الفيروسات، والفطور، وتقضي على الأورام.
  • تعزيز صحة الدماغ: قد تولّد “الجليسريدات الثلاثية متوسطة الحلقات” الموجودة في جوز الهند الطاقة عوضاً عن الجلوكوز، وهذا الأمر قد يكون مفيداً للأشخاص الذين يعانون ضعفاً في الذاكرة ووظائف الدماغ كأولئك المصابين بمرض الزهايمر.

3. الأضرار المُحتمَلة من تناول جوز الهند:

صحيحٌ أنَّ لُب جوز الهند يقدّم عدة فوائد صحيّة للجسم إلَّا أنَّ له أضراراً مُحتمَلة، إذ إنَّه يحتوي كمياتٍ كبيرةً من الدهون المُشْبَعة التي تُعَدُّ الآراء حولها متضاربةً جدَّاً، حيث وجدَتْ دراسةٌ أُجريَتْ على 115 ألف شخص بالغ أنَّ الدهون المُشبَعة جدَّاً مرتبطةٌ بازدياد خطر الإصابة بمرض القلب.

على الرغم من أنَّّ تأثير الدهون المُشْبَعة في الإصابة بأمراض القلب لا يزال محلّ جدال إلَّا أنَّ الدراسات تبيِّن أنَّ استبدال الدهون غير المشبعة بالدهون المشبعة قد يقلّل خطر الإصابة بأمراض القلب. ويقول بعض العلماء إنَّه على الرغم من أنَّ جوز الهند لا يبدو مضرَّاً لصحة القلب إلَّا أنَّ الكميات التي يتناولها معظم الناس لا تكفي لإثبات آثاره السلبية. وبالنظر إلى أنَّ هذه الفاكهة قد يكون لها آثارٌ إيجابيّة على صحّة القلب من الضروري إجراء مزيدٍ من الأبحاث على لُب جوز الهند وفوائده الصحيّة بعيدة المدى.

من الجدير بالذكر أيضاً أنَّ لُب جوز الهند غنيٌّ بالسعرات الحرارية، والإفراط في تناوله قد يؤدي إلى زيادة غير مرغوبة في الوزن إذا لم تمتنع عن تناول أطعمة أخرى للتخفيف من استهلاك السعرات الحرارية. وأخيراً ثمَّة بعض الأشخاص الذين يتحسسون بشكلٍ خطيرٍ من جوز الهند، لكن يبقى التحسس من جوز الهند نادراً وغير مرتبطٍ دائماً بأنواع الحساسية التي تسببها أنواع المُكسَّرات الأخرى.

4. استخدام لُب جوز الهند:

يُمكن أن يُباع لُب جوز الهند بعدة أشكال منها المُجمَّد، والمطحون، والمُجفَّف، ويمكنك في بعض الأماكن شراء ثمرة جوز الهند كاملةً. تحتاج أولاً إلى ثقب العيون السوداء الليّنة الموجودة فيها بمطرقةٍ ومسمار ثمَّ إفراغ الحليب من داخلها، بعد ذلك تستطيع كسر القشر. أزِل اللُب بملعقةٍ إذا كان طريَّاً أو بسكِّينٍ إذا كان قاسياً.

يمكن استعمال لُب جوز الهند بعدة طرق منها:

  • طحنه لإضافته إلى سلطات الفاكهة، أو سلطات الخضروات، أو اللبن، أو الشوفان.
  • مزجه مع الكوكتيلات والصلصات.
  • مزجه مع فُتات الخبز لغَمْر اللحوم، أو الأسماك، أو الدجاج بالمزيج قبل قليها أو شَيِّها.
  • تجفيفه وإضافته إلى المُكسَّرات المصنوعة منزليَّاً.
  • قَلْي قطع جوز الهند الطازجة، أو إضافتها إلى الحساء، أو طهيها مع الحبوب.

4. 1. اختيار المنتجات الصحية:

يُضاف إلى العديد من منتجات جوز الهند المُجفَّفة والمُغلَّفة الكثير جدَّاً من المواد المُحلِّية وهذا يزيد بشكلٍ كبيرٍ محتواها من السُكَّر.

يحتوي كوبٌ واحدٌ (80 غرام) من جوز الهند الطازج وغير المُحلَّى 5 غرامات فقط من السُكَّر، بينما يحتوي كوب واحد (93 غرام) من جوز الهند المطحون والمُحلَّى 34 غراماً من السُكَّر. لذلك تُعَدُّ المنتجات الطبيعية غير المحلاة أكثر المنتجات المفيدة للصحة.

لُبُّ جوز الهند هو جزءُ ثمرةِ جوزِ الهندِ البيضاء القابلة للأكل إمَّا طازجةً وإمَّا مُجفَّفة، وبفضل غِناه بالألياف و”الجليسريدات الثلاثية متوسطة الحلقات” يمكنه أن يقدم للجسم العديد من الفوائد الصحية كالحفاظ على صحّة القلب، وخسارة الوزن، ودعم عملية الهضم، لكنَّه غنيٌّ بالسعرات الحرارية والدهون المشبعة لذلك يجب عليك تناوله باعتدال. بشكلٍ عام يُعَدُّ لُب جوز الهند غير المُحلَّى إضافةً رائعةً للنظام الغذائي المتوازن.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!