وانتزعت “لبؤات الأطلس” بطاقة العبور إلى نهائي كأس أمم إفريقيا، بعد تجاوزهن في نصف النهائي المرشح الأول للظفر باللقب القاري، منتخب نيجيريا، بركلات الترجيح (5-4)، بعد انتهاء الوقت الأصلي والإضافي بنتيجة (1-1).

ويطمح المنتخب المغربي لتحقيق إنجاز غير مسبوق، بالتربع على عرش الكرة الإفريقية لأول مرة في تاريخ كرة القدم النسوية في المغرب، خصوصا بعد أن أزاح عن طريقه منتخب نيجيريا الحاصل على 11 لقب من أصل 13 منذ انطلاق المسابقة عام 1991، فيما توج منتخب غينيا الاستوائية مرتين.

ويضم المنتخب المغربي النسوي الذي تقوده غزلان شباك، عددا مهما من العناصر التي تألقت خلال هذه البطولة من بينهم روزيلا العيان لاعبة وست هام الإنجليزي، وياسمين أمرابط لاعبة وسط ليفانتي الإسباني، وسناء مسعودي لاعبة الجيش الملكي، إلى جانب حارسة عرين المنتخب خديجة الرمشي التي كان لها دور مهم في بلوغ المغرب هذا الدور من البطولة.

حلم اللقب القاري

ويبدي عدد من المتتبعين للشأن الرياضي في المغرب، تفاؤلهم بشأن حظوظ المنتخب المغربي للظفر باللقب الإفريقي في المباراة النهائية التي ستجمعه بنظيره الجنوب إفريقي، رغم قوة الخصم وصعوبة المواجهة بالنظر إلى قيمة اللاعبات الجنوب إفريقيات اللواتي أثبتن مهارتهن خلال منافسات المسابقة القارية.

ويرى المدرب الوطني والمدرب السابق لنادي يوفنتوس الإيطالي النسوي، مصطفى القرفي، بأن الحظوظ ستكون متساوية بين الفريقين، إلا أن الكفة تميل لصالح المنتخب المغربي، بالرغم من قيمة منتخب جنوب إفريقيا.

ويستطرد القرفي في تصريح لموقع سكاي نيوز عربية، بأن “منتخب المغرب أتبت قوته في منافسات “الكان” الحالية بداية من دوري المجموعات مرورا بربع النهاية ووصولا إلى مباراة دور النصف، حيث تمكن من إزاحة نيجيريا الخصم العنيد والمتوج بالألقاب، بفضل حنكة مدربه الفرنسي رينالد بيدروس ومهارات لاعباته المحليات والمحترفات”.

ويتوقع القرفي، أن ينهج المنتخب النسوي المغربي خطة محكمة تعتمد على الكثير من التركيز أمام الكتيبة الجنوب إفريقية مع تفادي الأخطاء خصوصا من قبل خط الدفاع، فيما يأمل المتحدث أن تعمل اللبؤات على إنهاء العمليات، وأن يتم استثمار مهارات روزيلا العيان المحترفة في فريق ويست هام الإنجليزي على الطرف.

ويشدد المتحدث، على أن المستوى الذي بلغه المنتخب النسوي خلال هذه البطولة، لم يأتي من فراغ بل كان ثمرة عمل كبير سواء من قبل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم التي وفرت جميع الإمكانات للمنتخب النسوي أو من قبل المدرب بيدروس الذي حقق نتائج مهمة منذ التحاقه بالفريق الوطني.

عاملا الأرض والجمهور 

ويتسلح المنتخب المغربي خلال نهائي كأس أمم إفريقيا للسيدات، بعاملي الأرض والجمهور، حيث يرتقب أن يشهد اللقاء حضورا جماهيريا كبيرا لتشجيع كتيبة المدرب رينالد بيدروس، من أجل بلوغ منصة التتويج باللقب القاري. 

وسجلت مباراة الدور نصف النهائي بين المغرب ونيجريا، حضورا جماهيريا قياسيا فاق 45 ألف متفرج، وهو رقم مرشح للارتفاع خلال المباراة النهائية.

وأبدى مصطفى القرفي، إعحابه بالصورة التي يقدمها الجمهور والذي يحج بكثافة إلى مركب مولاي عبد الله بالرباط في كل مقابلة يجريها المنتخب النسوي المغربي.

ويرى المتحدث، على أن حضور مشجعين من مختلف الفئات العمرية قد أعطى شحنة معنوية قوية للاعبات اللواتي تألقن بشكل ملفت خصوصا خلال البطولة القارية، متوقعا أن يشكل الحضور الجماهيري في نهائي النسخة الحالية نقطة فارقة لصالح منتخب المغرب.

من جانبه يقول عبد الله هيدامو المدرب السابق لفريق الجيش الملكي الذي يعد الركيزة الأساسي في تشكيلة لبؤات الأطلس بمشاركة 13 لاعبة ضمن التشكيلة، إن توافد الجماهير على الملعب من أجل متابعة وتشجيع لاعبات المنتخب كان له دور أساسي في وصول نساء المغرب إلى هذا الدور وفي تحقيقه نتائج إيجابية، فيما ساهم في المقابل في الضغط على الفرق المنافسة.

وأرز هيدامو في تصريح لـسكاي نيوز عربية، بأن الجمهور المغربي كسر قاعدة العزوف التي لازمت مباريات كرة القدم النسوية، وذهب أبعد من ذلك بتحطيمه لرقم القياسي في نسبة الحضور بكأس إفريقيا للسيدات.

ويشير هيدامو صاحب التجربة الطويلة في كرة القدم النسوية، أن مسار المنتخب النسوي قد شهد قفزة نوعية وبات يتألق على المستوى القاري والعربي، بفضل الدعم الكبير الذي قدم له والإمكانات الهامة التي تم توفيرها للمدرب الحالي.

كأس العالم 2023

وبصمت ” لبؤات الأطلس” على مشوار جيد خلال جميع أدوار البطولة الإفريقية، حيث لم يتعرضوا للخسارة أمام أي منتخب، وسجلت اللاعبات المغربيات 8 أهداف فيما استقبلت شباكهن 3 أهداف.

ومباشرة بعد بلوغه نصف نهائي البطولة الأفريقية، ضمن منتخب المغرب التأهل إلى بطولة كأس العالم للسيدات 2023، كأول منتخب عربي يحقق هذا الإنجاز التاريخي.

ويؤكد عبد الله هيدامو، بأن مشاركة المنتخب الوطني النسوي في بطولة كأس العالم 2023 المقررة إجرائها في أستراليا ونيوزلندا، لن تكون سهلة بالنسبة للاعبات المغرب، بالنظر لمستوى وقيمة المنتخبات الحاضرة في هذه التظاهرة الرياضية العالمية.

ويشدد المتحدث، أنه على منتخب المغرب الاستعداد جيدا لهذه المنافسة العالمية، حتى يكون جاهزا من أجل أن يوقع على مشاركة مشرفة في أول تجربة له في هذه المحطة العالمية.