جاءت التصريحات عقب اجتماع وزيري دفاع الولايات المتحدة والصين في أول محادثات مباشرة بينهما منذ تولي إدارة الرئيس جو بايدن السلطة، في ظل تصاعد لغة التصادم بين الجانبين مؤخرا حول الجزيرة.

وتزايدت التوترات بين تايبه وبكين في العامين الماضيين مع تكثيف الصين لأنشطتها العسكرية بالقرب من تايوان للضغط عليها لقبول الحكم الصيني، حيث تطالب بكين بالسيادة على تايوان باعتبارها إقليما تابعا لها.

 

ومؤخرا، أجرى الجيش الصيني تدريبات حول تايوان “كتحذير جدي” لها من “التواطؤ” مع الولايات المتحدة، بعد أن أثار الرئيس الأميركي جو بايدن غضب الصين عندما بدا وكأنه يشير إلى تغيير في سياسة الولايات المتحدة المتمثلة في “الغموض الاستراتيجي” بشأن تايوان.

والأسبوع الماضي، قالت وزارة الدفاع في تايوان إن 30 طائرة صينية اخترقت المجال الجوي التايواني، بعد نحو شهر من اختراق 9 طائرات حربية صينية للمجال الجوي.

توترات عسكرية تتصاعد
وتعقيبا على ذلك، قال المحلل السياسي الأميركي، أندرو بويفيلد، إن التوترات العسكرية بين تايوان والصين في أسوأ حالاتها منذ أكثر من عدة عقود حيث سبق تصريحات وزارة الدفاع الصينية استعراض غير مسبوق للقوة عبر مقاتلات من بكين.

وأضاف بويفيلد، لـ”سكاي نيوز عربية”، أن “السياسة الأميركية تجاه تايوان باتت تتضح ملامحها يوما بعد يوم على عكس الغموض الذي اكتنف هذه السياسة منذ وقت طويل في إطار الغموض الاستراتيجي”، لافتا إلى أنه “منذ تولى الرئيس الأميركي جو بايدن منصبه أكدت إدارته في العديد من البيانات الدبلوماسية مع حلفاء بلاده على أهمية الحفاظ على السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان.

وأشار إلى أن “ما تسبب في توتر الأجواء هو تصريحات بايدن الارتجالية حول تدخل الولايات المتحدة للدفاع عن تايوان عسكريا إذا تعرضت لغزو صيني، هذا التأكيد يظهر أن واشنطن تولي اهتماما كبيرا بالوضع في مضيق تايوان”.

 

 وحول موقف واشنطن حال حدوث غزو صيني، قال بويفيلد إن “الرد سيكون مختلفا عن الطريقة التي ردت بها الولايات المتحدة والدول الأوروبية على غزو روسيا لأوكرانيا، سيكون هناك تدخل من بداية الأزمة شريطة أن لا يكون هناك استفزاز من تايوان تسبب في الأزمة”.

وتعيش تايوان، الجزيرة الديمقراطية التي تتمتع بحكم ذاتي، تحت تهديد دائم من احتمال تعرّضها لغزو صيني، فيما تعتبر بكين الجزيرة أرضا تابعة لها وتعهّدت بضمها بالقوة إذا لزم الأمر.

تعاون أمني بين أميركا وتايوان
ومؤخرا، كشفت تايوان عن تخطيط واشنطن لبدء مرحلة “أمنية” جديدة بين البلدين عبر تعاون بين الحرس الوطني الأميركي والجيش التايواني.

مرحلة جديدة أعلنت عنها رئيسة تايوان تساي إينغ وين، كمحاولة لتعميق العلاقات الأمنية بين البلدين في مواجهة ما تشكو حكومة تايبيه من أنه تهديد متزايد من الصين، حيث تعد الولايات المتحدة أهم داعم ومورد للأسلحة لتايوان، على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بينهما.

 وكان مسؤولون أميركيون قالوا، في وقت سابق، إن واشنطن تبحث عن سبل لتسريع تسليم النسخة الأحدث من طائرات “إف-16” إلى تايوان بعد تصاعد التوتر مع الصين.

فيما ذكر مسؤول تايواني كبير، أن الحكومة أعربت للإدارة الأميركية عن رغبتها في تسليم أسرع للمقاتلات، في ظل التوترات المتصاعدة والاختراقات الصينية للأجواء.

استعدادات عسكرية تايوانية
ولتحسين قدرات المراقبة والدفاع، تعتزم القوات المسلحة التايوانية، نشر رادارات من طراز Bee Eye أو المعروف باسم رادار “عين النحل”، العام المقبل.

ويمكن لرادارات المصفوفة النشطة الممسوحة ضوئيًا إلكترونياً “Bee Eye”، اكتشاف الطائرات، والطائرات بدون طيار، التي تحلق على ارتفاع منخفض، والتي يصعب تتبعها بواسطة أنظمة الرادار الأخرى.

 وكشفت وزارة الدفاع أن الرادارات ستتمركز في البؤر الاستيطانية التي تسيطر عليها تايوان في دونجين، وكيموي، بالقرب من البر الرئيسي الصيني، وبالإضافة إلى ذلك، ستنشر الجزيرة أحدث الأنظمة في جزر دونجشا، وتايبينغ المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي.

وفي الآونة الأخيرة، عمد جيش تايوان إلى استخدام دروس مستفادة من الحرب المستمرة منذ شهرين في أوكرانيا خلال التدريبات السنوية التي تعتمد عليها الجزيرة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم من جانب الصين.