ويرى مراقبون أن هذا اللقاء المقرر قبل نهاية العام الجاري، تأكيد روسي على المضي بترجمة نتائج الاستفتاءات وضم المناطق الأربع، خاصة في ظل ما يشاع عن احتمال “عملية مقايضة”، عبر احتفاظ روسيا بمقاطعتي لوغانسك ودونيتسك شرقي أوكرانيا، واستعادة كييف مقاطعتي خيرسون وزابوروجيا جنوبي البلاد، وهو سيناريو عززته سيطرة القوات الأوكرانية على مدينة خيرسون الاستراتيجية بعد الانسحاب الروسي منها.

وفي المقابل، لا يستبعد محللون حدوث مفاجآت خلال اللقاء الذي سيكون الأول من نوعه بعد الانسحاب من خيرسون، عبر طرح أفكار وصيغ جديدة لتنظيم العلاقة بين موسكو وتلك المناطق.

مغزى اللقاء

يقول مدير مركز الحوار الروسي العربي الخبير بالشأن الروسي مسلم شعيتو، إن هذا الاجتماع “ضروري جدا” في ظل ما تتعرض له هذه المناطق من قصف واستهداف متواصلين من قبل القوات الأوكرانية، لا سيما بعد قرارها عبر الاستفتاءات الانضمام لروسيا، في مسعى من قبل كييف للتقدم نحو بحر آزوف وقطع أواصر المناطق التي قررت التبعية لموسكو.

ويضيف شعيتو في حديث مع موقع “سكاي نيوز عربية”: “هذه المناطق خاضعة للحكم العسكري وحال الطوارئ، مما ينعكس سلبا على حياة الناس اليومية، لهذا سيسعى بوتين للتعرف عن كثب على ما يعانيه سكان هذه المناطق، والعمل على معالجة مشكلاتهم ومشقاتهم الاقتصادية والأمنية”.

واعتبر أن “انسحاب روسيا من قسم من مقاطعة خيرسون خطوة تكتيكية تجنبا لوقوع ضحايا بين المدنيين والعسكريين الروس هناك، في ظل القصف الأوكراني على قلب المدينة، لكنها تبقى على رأس الأجندة الروسية، حيث ستعمل موسكو في الوقت المناسب على استعادتها، لهذا فمشروع ضم المناطق الأربع بما فيها خيرسون قائم ولن تتراجع روسيا عن ذلك، كون هذه المناطق غدت وفق الدستور الروسي جزءا من الأراضي الروسية”.

علامات استفهام

من جهة أخرى، يقول الباحث والخبير في العلاقات الدولية طارق سارممي، إن “أهمية الاجتماع المرتقب بين بوتين ورؤساء المناطق تنبع من كونه ينعقد في ظل تزايد علامات الاستفهام حول مستقبل عملية الضم، وهو ما بات موضع تشكيك وترقب بعد الانسحاب الروسي من مدينة خيرسون، وهي عاصمة إحدى أهم المناطق الأربع وأكثرها قيمة استراتيجية”.

ويضيف سارممي لموقع “سكاي نيوز عربية”: “بوتين يريد عبر هذا اللقاء تأكيد مضيه في مشروعه بأوكرانيا الهادف لضم مناطق واسعة من شرقها وجنوبها، بما يحقق أهداف الحرب الروسية هناك، وهو تجديد التزام بحماية واحتضان المناطق الأربع، لكن رغم ذلك تبقى عقدة خيرسون ماثلة ومعرقلة لعملية الضم”.

ويستطرد الخبير في العلاقات الدولية: “مر أكثر من 5 أسابيع على انسحاب القوات الروسية من المدينة، وهو ما يوحي بأن الأمور تتجه نحو تكريس خطوط التماس كما هي عليه الآن بين الجانبين الروسي والأوكراني، وإلا فكيف يمكن تفسير مضي كل هذه الفترة دون أن تحرك روسيا ساكنا في جبهة خيرسون”.

المناطق الأربع

وتبلغ مساحة الأراضي الأوكرانية التي جرت فيها استفتاءات الانضمام لروسيا نحو 100 ألف كلم مربع، أي ما يشكل نحو 20 بالمئة من مساحة أوكرانيا.

ويتراوح عدد سكان تلك المناطق الخاضعة للسيطرة الروسية ما بين 7 إلى 8 ملايين نسمة، أي ما يقارب 15 بالمئة من مجموع سكان البلاد، وهي:

• لوغانسك: مساحتها نحو 26.5 كم مربع، وعدد سكانها نحو مليونين وربع المليون نسمة.

• دونيتسك: مساحتها حوالي 26.5 كم مربع، وعدد سكانها يتجاوز 4 ملايين نسمة.

• خيرسون: مساحتها تبلغ 28.5 ألف كم مربع، ويسكنها نحو مليون نسمة.

• زابوروجيا: مساحتها 20 ألف كم مربع، وعدد سكانها يفوق 1.5 مليون نسمة.