الرئيس بوتين أكد أن الدول الغربية أعلنت بشكل واضح ودون رجعة الحرب على الاقتصاد الروسي بشكل كامل، وتابع “أوروبا شنت عقوبات عدوانية غير مسبوقة كانت تهدف في وقت قصير، وبشكل أساسي، إلى سحق اقتصادنا”، كما أكد أن موسكو تبحث عن شركاء جدد غير أوروبا.

خبراء ومحللون تحدثوا لموقع “سكاي نيوز عربية” عن رسائل بوتين المستمرة للداخل والخارج على مدى الأسبوع الجاري، أخرها خطابه والذي ركز على الداخل الروسي بشكل كبير، وهنا يقول نعومكن بورفات المتخصص بالسياسية الدولية بجامعة تافريسكي الأوكرانية أن الداخل الروسي الآن غير راض بالفعل عن التحركات العسكرية في أوكرانيا وما جنته موسكو من تلك الحرب.

بوتين ورسائل الداخل

وفيما يخص البحث عن شركاء جدد خارج حدود أوروبا، أوضح نعومكن بورفات، خلال تصريحاته لـ”سكاي نيوز عربية”، أن معظم دول العالم ترفض بالفعل حرب روسيا في أوكرانيا والتي أثرت على الاقتصاد العالمي ككل والجميع يدفع ثمن تحركات روسيا.

من جانب أخر تقول الأكاديمية سمر رضوان نائب رئيس تحرير مركز رياليست للدراسات ومقره موسكو، إن خطاب الرئيس الروسي حمل رسائل عدة لعل أبرزها طمأنة الشعب الروسي في الداخل، بأن الأمور على خير وتحت السيطرة، وألا يلقوا للإشاعات التي تتحدث عن انهيارات ما في بعض القطاعات الاقتصادية.

وأوضحت رضوان خلال تصريحاتها لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن هناك أرقام ودلائل تحدث عنها بوتين بالفعل وهذا لم يحدث كثيرًا.

  • زيادة 5.8% لمدة 10 أشهر في معدل بناء المساكن في جميع أنحاء بيلاروسيا.
  • مستوى الأسعار بعد الارتفاع الكبير في مارس-أبريل، لم يتغير عمليا منذ مايو، وأصبح الروبل أحد أقوى العملات بالعالم.
  • وصف بوتين تعزيز السيادة التكنولوجية وتجاوز نمو الصناعة التحويلية بأنها إحدى مهام عام 2023.
  • تعليمات بمضاعفة مبلغ التمويل لبرنامج سندات البنية التحتية.
  • انخفاض معدل الفقر في روسيا وصل إلى 10.5%.
  • بالنسبة لسكان المناطق الجديدة في الاتحاد الروسي، سيتم تقديم قروض عقارية تفضيلية للبناء الجديد بمعدل 2%.

 وأكد الرئيس الروسي إن بلاده قامت بتصدير حوالي 22 مليون طن من الحبوب، بشكل رئيسي إلى الدول الآسيوية والأفريقية. وبحلول نهاية هذا العام، نحن على استعداد لتوريد 4-5 ملايين طن أخرى من الحبوب.

رسائل الخارج

في تلك الزاوية يقول الباحث الروسي في العلاقات الخارجية ألكسندر أرتاماتوف، إن الغرب وواشنطن لديهم هدف محدد في أوكرانيا وهو استنزاف روسيا من تلك البوابة وهذا ما أدركته موسكو بعد شهرين من العملية العسكرية ومع الدعم السخي بالأسلحة لكييف، وتابع “أوروبا تكتوي بنار العقوبات أكثر من روسيا”.

وأضاف أرتاماتوف، أن أهم رسائل اليوم للخارج هي استمرار موسكو في عمليتها وفرض سيطرتها على الأقاليم التي تم ضمها والاستثمار فيها وتشجيع عملية البناء، بخلاف أن السوق الهندية والصينية لن تتوقف عن استيراد النفط الروسي، فضلاً عن الجنوح باتجاه أميركا اللاتينية والشرق الأوسط، وسط معلومات كثيرة عن دراسة التعامل بالروبل في عدد من البلدان.

الرئيس الروسي أوضح خلال خطابه على عدة نقاط أبرزها:

  • يجب على روسيا أن تأخذ تعاونها مع شركائها في الخارج إلى مستوى جديد.
  • ستبحث روسيا عن شركاء واعدين أكثر من الاتحاد الأوروبي، وتعيد توجيه إمدادات الطاقة.
  • طريق الشرق الأقصى بزيادة إمدادات الغاز إلى الشرق إلى 48 مليار متر مكعب بحلول عام 2025.
  • تواصل روسيا مساعدة البلدان الأكثر فقرا بالطعام، والأسمدة الزراعية.