وفي هذا الإطار، كشفت مصادر لموقع “سكاي نيوز عربية، أن تنظيم الإخوان الإرهابي أعد 50 ملفا يتعلق بأوضاع الجماعة في الداخل المصري، لاسيما قضايا سجناء التنظيم، لتقديمها للإدارة الأميركية الجديدة، في محاولة للتأثير على قرارتها بخصوص الشرق الأوسط.

وأعاد هذا الأمر إلى الواجهة مرة أخرى المحاولات المتكررة التي يتبعها أنصار التنظيم الإرهابي، لاستخدام ملفات حقوق الإنسان والسجناء في مصر للتقرب من الإدارات الديمقراطية.

تهنئة سريعة

وقبلها سارعت جماعة الإخوان الإرهابية، إلى الاحتفاء بفوز المرشح الديمقراطي جو بايدن برئاسة أميركا، أملا في إحداث تغيير جذري في السياسات الأميركية تجاه الجماعة، لا سيما أن بايدن شغل منصب نائب الرئيس خلال فترة تولي أوباما على مدار 8 سنوات (2009- 2017).

وكان بايدن شريكا في اتخاذ القرارات الداعمة للإخوان إبان الاحتجاجات التي عرفت بـ”الربيع العربي”؛ مما ساعدها في الصعود إلى الحكم في عدة دول عربية، على رأسها مصر وتونس.

تهم معلبة

الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، عمرو فاروق، كشف لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن مكتب الإخوان الهاربين في تركيا، أعد 50 ملفا يتعلق بأوضاع الجماعة في الداخل المصري، خاصة فيما يتعلق بسجناء التنظيم، إلى جانب بعض التقارير التي يسعى من خلالها إلى تشويه سمعة النظام السياسي المصري، بهدف تقديمها للإدارة الأميركية الجديدة الأيام المقبلة.

وأشار فاروق، إلى أن وسطاء الإخوان في البيت الأبيض رتبوا لقاء في مارس المقبل، يجمع بين قيادات الإخوان المصرية الهاربة في الخارج، ومسؤولين من البيت الأبيض، وممثلين عن الحزب الديمقراطي، فضلا عن شخصيات من الكونغرس محسوبة على إدارة بايدن.

ويهدف هذا الاجتماع، بحسب المصدر، لمناقشة وضع التنظيم في مصر، مع تقديم الملفات التي تم إعدادها مؤخرا بهدف الإساءة للدولة المصرية ومؤسساتها.

وأوضح فاروق، أن الرئيس الأسبق باراك أوباما، “طرف داعم في الحوار المرتقب بين قيادات الإخوان والإدارة الأميركية الجديدة”، لاسيما أن الملفات التي تم تجهيزها تعتمد على وقائع ملفقة تخص النظام السياسي المصري في تعامله مع إشكاليات تنظيم الإخوان في الداخل.

وقال فاروق، إن الإدارة الأميركية رفضت لقاء الإخوان كفصيل سياسي وحيد، وطالبت بضرورة أن يضم الوفد ممثلين عن القوى المدنية والسياسية المصرية، مما دفع الجماعة للترتيب مع أيمن نور، مؤسس قناة “الشرق”، ليكون ضمن الوفد، من خلال التحالف الذي أسسه مؤخرا في تركيا.

كما سيضم الوفد كيانات إخوانية تم تشكيلها في تركيا، مثل “المجلس الثوري المصري”، و”المنبر المصري”، و”التحالف المصري للمنظمات المصرية في الخارج”، وتقديمها على أنها كيانات تمثل المعارضة المصرية في الخارج.

وأكد فاروق، أن تنظيم الإخوان أعطى قواعده وأبواقه الإعلامية تعليمات بضرورة شن حملات ممنهجة ضد النظام السياسي المصري خلال المرحلة الراهنة، تتعلق بملف الحريات والسجناء، والقضاء، ومنظمات المجتمع المدني، بهدف إشعال الموقف بين الإدارة الأميركية والحكومة المصرية، واستثمار الموقف لصالحها في ظل الإدارة الأميركية الجديدة.

وأضاف أن جماعة الإخوان حركت عددا من المنظمات الحقوقية التابعة لها في الخارج، فضلا عن المؤسسات الحقوقية الدولية الموالية للجماعة ومشروعها، في التنديد بملف ملف سجناء الإخوان، والمحسوبين عليها، وافتعال الأزمات داخل السجون.

عقدة المظلومية

الباحث في معهد دراسة معاداة السامية والسياسة العالمية، رامي عزيز، أشار إلى أن الإخوان “يحاولون الآن تقديم أنفسهم كقوة أسهمت في إنجاح بايدن ووصوله إلى البيت الأبيض، وهذا جزء من عملية خلط الأوراق التي يعتمدونها دائما”.

وتابع: “إنهم يقدمون أنفسهم كممثلين وحيدين للإسلام في الولايات المتحدة، وهو أمر غير صحيح، فضلا عن أن نسبة المسلمين في أميركا لا تتجاوز 3 بالمئة، وليسوا جميعهم موالين أو مؤيدين للإخوان”، لافتا إلى أن الإخوان يتجاهلون ترقب الاتحاد الأوروبي للموقف الأميركي، من أجل بلورة عقوبات قاسية ضد تركيا خلال الفترة المقبلة؛ وهي الدولة الداعمة بسخاء للتنظيم.

وأكد عزيز، في تصريحات صحفية، أن جزءا من سياسات الإخوان “مرتبط بادعاء المظلومية والتعرض إلى انتهاكات”؛ مشيرا إلى أن هذا ما سيقومون به من خلال المنظمات الحقوقية الأميركية، في إطار سعيهم لممارسة ضغوط على الحكومات العربية.

وتابع: “هذا الأمر وإن كان يحمل أولوية في أجندة الديمقراطيين بشكل عام، فإن جزءا منه مرتبط بالمواقف التي تُقال في سياق الانتخابات بشكل عام، والجزء الآخر مرتبط بما سيكون واضحا من أدلة على استخدام الجماعة للعنف كأداة لتحقيق أغراضها، مما استوجب تطبيق القوانين على العناصر المنتمية إليها”.

ترتيب البيت الداخلي

أما النائب السابق لرئيس مجلس الاستخبارات الأميركية، إلين ليبسون، فقد عبرت عن اعتقادها بأن بايدن سيعمل على استعادة الثقة داخل المجتمع الأميركي، قبل أن يبحر في مياه الشرق الأوسط.

وكتبت ليبسون في مقال بموقع “سنديكيشن بيورو”: “لا يعتبر الشرق الأوسط المكان المناسب لإصلاح التحالف، مقارنة بأوروبا وحلفاء آسيويين”.

ونوهت إلى أن الرئيس الأميركي الجديد، “سيعمل على إعادة تأسيس علاقات شخصية إيجابية مع قادة الشرق الأوسط الرئيسيين”.