وقالت وزارة الطوارئ الأوكرانية إن صاروخا أصاب مبنى من 9 طوابق في بلدة بيلهورود دنيستروفسكي، متسببا في مقتل 17 شخصا وإصابة العشرات، إضافة إلى اندلاع حريق بمبنى ملحق به يستخدم كمخزن.

وتمتاز أوديسا بأهمية تاريخية، وخاصة بالنسبة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، الذي تحدث بأسى عن إعادة تشكيل روسيا الإمبراطورية، التي تمتد إحدى مناطقها على طول البحر الأسود ومركزها أوديسا، حيث كانت تشكل درة التاج الإمبراطوري الروسي وميناء استراتيجيا في العهد السوفييتي.

وقال بوتن في أبريل 2014 إن أوديسا ليست، تاريخيا، جزءا من أوكرانيا، بل من نوفوروسيا “روسيا الجديدة” التي يودّ أن يراها قائمة.

انتصار استراتيجي كبير

وتعقيبا على ذلك، قال الأكاديمي والمحلل السياسي، آرثر ليديكبرك: “إن تمكنت روسيا من السيطرة على مدينة أوديسا الأوكرانية يعني أن كييف أصبحت دولة حبيسة ومعزولة عن البحر الأسود، وسيمثل ذلك انتصارا معنويا كبيرا لبوتن الذي لم يخف رغبته في السيطرة عليها، لذلك يحاوط الأوكرانيون الميناء بالألغام من كل الجوانب”.

وأضاف ليديكبرك، لـ”سكاي نيوز عربية” أن “المعركة قد تكون برية وجوية، لكن بعد قصف مكثف وتسويتها بالأرض، ستبدأ المعركة من ميكولايف القريبة من خيرسون، ثم ستتجه إلى أوديسا.

وأكد على أن “خسارة الساحل تمثل ضربة استراتيجية هائلة للاقتصاد الأوكراني. سيكونون قادرين فقط على التصدير عن طريق البر والسكك الحديدية إلى الاتحاد الأوروبي بشكل فعال”.

وأشار إلى أن “70 بالمئة من تجارة أوكرانيا عبر البحر تتم عبر موانئ أوديسا، العاصمة الساحلية لأوكرانيا، التي تسهم بنحو 20 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، ومن دون أوديسا، ستكون كييف معزولة إلى حد كبير عن الأسواق الدولية، وفي حال تمكنت القوات الروسية من تأمين البنية التحتية للموانئ الأكثر ربحا في أوكرانيا، فهذا من شأنه أن يمنح موسكو ميزة سياسية واقتصادية غير مسبوقة في منطقة البحر الأسود”.

وأوضح أن الهدف من اجتياح روسيا لأوكرانيا هو السيطرة الكاملة على الجزء الجنوبي من البلاد، بالإضافة إلى منطقة دونباس الشرقية، وهو الهدف الذي إذا تحقق، سيمكنها من إنشاء جسر بري عبر أوكرانيا يربط منطقة روستوف الروسية بشبه جزيرة القرم التي ضمتها في 2014 وما بعدها.

وتابع: “تمنح السيطرة على جنوب أوكرانيا القوات الروسية إمكانية الوصول إلى ترانسنيستريا، وهي منطقة انفصالية في مولدوفا، حيث تتمركز وحدة من القوات الروسية منذ أوائل التسعينيات”.

وفي عام 2018، افتتحت روسيا جسرا بطول 19 كيلومترا فوق مضيق كيرتش، ليربط منطقة كراسنودار عن طريق البر بشبه جزيرة القرم التي ضمتها في عام 2014، لكن الممر البري يعني سيطرة روسيا على مساحة شاسعة من الأراضي الأوكرانية وربطها مع القرم.

وتشتهر أوديسا بكونها مدينة صناعية وزراعية، وتضم مرفأين هما أوديسا ويوجني، والأخير يعتبر أيضا مرفأ نفطيا مهما على الصعيد العالمي، وتضم أيضا منفذا آخرا لا يقل أهمية في الإقليم نفسه إلى الجنوب الغربي، بالإضافة إلى أنها تمثّل مركزا رئيسيا للنقل التكاملي مع خطوط السكك الحديدية، حيث يتمّ توصيل النفط من أوديسا إلى الاتحاد الروسي والدول الأوروبية عبر شبكة خطوط أنابيب استراتيجية.

وأدت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا والعقوبات الغربية المفروضة على موسكو إلى تعطيل عمليات تصدير الحبوب من البلدين، مما أثار مخاوف من انعدام الأمن الغذائي في العالم.