وقال عمدة سلوفيانسك فاديم لياخ إن المدينة تعرضت لقصف صاروخي ومدفعي متواصل، تزايدت وتيرته، منذ استولت موسكو على ليسيتشانسك آخر مدينة رئيسية في مقاطعة لوغانسك المجاورة، مؤكدا أهمية إجلاء أكبر عدد ممكن من السكان، حيث دمر القصف عشرات المنازل، إضافة إلى قتلى وجرحى.

ومؤخرا، حاول الروس شن هجوم على مدينتين في الشمال وإلى الشمال الغربي من سلوفيانسك، هما بارفينكوف وسفياتوهيرسك لكنهم لم ينجحوا، كما استخدمت المدفعية في منطقتين قريبتين هما شوروف وبروسيفكا.

ثأر قديم

وعن خطة روسيا المقبلة، قال الأكاديمي والمحلل السياسي آرثر ليديكبرك: “من شبه المؤكد أن موسكو ستدفع باتجاه المحاولة للاستيلاء على بقية دونباس، وخاصة مدينتي سلوفيانسك وكراماتورسك، وكلاهما تعرضتا للقصف في الأيام الأخيرة. ولسلوفيانسك أهمية خاصة بالنسبة للانفصاليين الموالين لموسكو، لكونها موقع الحراك الأول في عام 2014”.

وأضاف ليديكبرك، لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن “روسيا ستعمل بالتوازي على الاتجاه غربا كون ذلك هو السبيل الوحيد لحفظ الأماكن المستعادة من القصف الأوكراني خاصة مع إرسال الغرب الصواريخ بعيدة المدى لكييف”.

وأوضح أن “كلتا المدينتين تمثل محور نقل مهما، وبهما صناعة ثقيلة كبيرة وإمكانيات تصنيع، الوصول والسيطرة عليهما إنجاز مهم للقوات الروسية حيث ستقترب بذلك من إخضاع منطقة دونيتسك وتأمين جزء كبير من شمالها، فالمدينتان تقعان على بعد نحو 25 كيلومتراً من حدودها الغربية ومن ثم اقتراب نهاية معركة الشرق”.

أهمية رمزية

وأشار إلى أن “كلاً من سلوفيانسك وكراماتورسك يتمتع بأهمية رمزية أيضاً، حيث استولت عليهما القوات الانفصالية الموالية لموسكو لعدة أشهر في عام 2014، قبل أن يطردهم الجيش الأوكراني ويعيد سيطرته مرة ثانية”.

وفر آلاف الأشخاص من سلوفيانسك مع تعزيز وحدات القوات الروسية تقدمها نحوها ضمن استعدادها لاستئناف الهجوم، وتضاعفت أرقام الإخلاء هذا الأسبوع في سلوفيانسك، وفقاً لـ”لياخ”، حيث هناك قرابة 37 ألفاً من الناس غادروا المدينة حالياً من إجمالي 110 آلاف نسمة.

وقال زعيم منطقة دونيتسك الشعبية، دينيس بوشيلين إن قواته التي كانت تساعد في تحرير أراضي لوغانسك، يتم نقلها الآن إلى اتجاه دونيتسك، فيما قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، إن الحرب في أوكرانيا ستستمر حتى تحقيق كل الأهداف التي أعلنها بوتن.

ومنذ انسحاب القوات الروسية من محيط العاصمة كييف، مطلع أبريل الماضي، اتجهت الجهود الروسية نحو الشرق والجنوب وحققت نجاحات واسعة كان أبرزها السيطرة الكاملة على منطقة لوغانسك.

ومنذ 2014، تسيطر موسكو وقوات الانفصاليين الموالين لها على معظم أراضي دونيتسك ولوغانسك اللتين أعلن فيهما الانفصاليون “جمهوريتين” بالعام ذاته، واعترفت بهما موسكو قبل أيام من بدء عملياتها العسكرية في أوكرانيا في 24 فبراير الماضي.