بدأت الحرب، المتواصلة حتى الآن، بفوز حسن شيخ محمود برئاسة الصومال في يونيو الماضي، واعتمدت الحكومة الجديدة على استراتيجية شاملة من عدة محاور، عسكرية وفكرية واقتصادية واجتماعية، حتى نجحت في تحرير أقاليم بأكملها من قبضة حركة الشباب الموالية لتنظيم القاعدة الإرهابي.

أولا: المحور العسكري.. تحرير المعاقل

  • استهدفت القوات الصومالية تحرير الأقاليم، وليس فقط بلدات وقرى، وبخاصة المعاقل التي تتركّز وتتدرّب فيها الحركة.
  • أعلن الرئيس الصومالي، ديسمبر، تحرير إقليم هرشبيلي الفيدرالي الذي يضم إقليمي هيران (يضم 5 مدن) وشبيلي الوسطى (يضم 7 مناطق) بالكامل من حركة الشباب، وبات تحت نفوذ الدولة.
  • الرئيس قال للصوماليين في خطاب إن المعارك ما زالت مستمرة، حيث يخوضها الجيش ومسلحو العشائر في إقليمي جلمدغ وجنوب غرب الصومال.
  • المتحدث باسم الجيش، الجنرال عبدالله علي عانود، أكد استعادة الجيش للسيطرة على رون نيرغود، وأجرى عملية تطهير في محيط المدينة، أسفرت عن مقتل واعتقال واستسلام العشرات من عناصر حركة الشباب، ويتعقب مع مسلحي العشائر فلولهم.

ثانيا: المحور الاقتصادي.. تجفيف المنابع

الحيلولة بين حركة “الشباب” ومصادر تمويلها (كالتهريب وجمع الإتاوات) تشل حركتها، كما تفرط عقدها، لعدم وجود أموالٍ لدفع أموال لعناصرها، ولذلك ركّزت الحكومة على تجفيف منابعها المالية بعدة طرق:

  • وجه الجيش في نوفمبر ضربة للجهاز المالي للحركة بتصفية 3 من جامعي الإتاوات.
  • حرصت الحكومة على وجود توافق شعبي؛ وهو ما شجع الكثير من رجال الأعمال والتجار وغيرهم على رفض دفع الإتاوات للحركة.
  • تحرير الأقاليم من الحركة يعني فقدانها مصادر تمويل تجمعها من ثروات هذه المناطق، ومن الإتاوات.
  • يتضح حجم خسارة الحركة عند العلم بأنها كانت تجمع ما يتجاوز 100 مليون دولار سنويا.

سبق أن رصد معهد “هيرال” الصومالي، المتخصص في الدراسات الأمنية، في دراسة اعتمدت على مقابلات بين يونيو وأكتوبر 2020 مع 70 من رجال الأعمال والموظفين الحكوميين وممثلي المنظمات غير الحكومية في مقديشو والمنطقة الجنوبية الغربية وهيرشابيل وجوبالاند وبونتلاند، أن حركة الشباب تجمع 15 مليون دولار شهريا.

ثالثا: المحور الفكري.. الحصار

طرد حركة الشباب وقطع تمويلها لا يعنيان القضاء التام على الإرهاب؛ حيث يُمكنها العودة مستقبلا ما دامت أفكارها منتشرة؛ ولهذا استهدفت الحكومة بما يلي:

  • أغلقت أكثر من 600 صفحة تتبع الحركة في مواقع التواصل الاجتماعي: “فيسبوك” و”تويتر” و”تليغرام” و”تيك توك” و”يوتيوب” وغيرها.
  • أَطْلَقَتْ قناة تلفزيونية. ووقت إطلاقها قبل أسابيع، صرّح الرئيس الصومالي في مقر وزارة الإعلام، بأن هدفها تقديم رؤية دينية معتدلة تحارب التفسيرات الإرهابية، وتعزز الوطنية.
  • قناة “دلجر”، وتعني “حامي الوطن”، تهتم كذلك بتغطية أخبار المعارك بين القوات الحكومية والإرهابيين.

رابعا: المحور الاجتماعي.. التوافق الشعبي

وفق الباحث السياسي الصومالي، آدم هيبة، فإن التوافق الذي حدث بين الحكومة والقبائل ورجال الأعمال ضد حركة الشباب، له دور غير مسبوق في الحرب، ويوضح لموقع “سكاي نيوز عربية”:

  • كثير من القبائل كان يلتزم الحياد، ثم انضمت إلى جانب الحكومة في الحرب بعد تضررها من هجمات حركة الشباب على آبار المياه وقوافل الإغاثة لابتزاز الأهالي رغم الجفاف الحاد.
  • هذا الرفض والتحرك الجديد لهذه القبائل، ساعَد الجيش كثيرا في طرد أعضاء الحركة من الأقاليم التي تسيطر عليها، وفقدانها مصادر للتمويل.