وقال فولوديمير زيلينسكي، في خطاب مصور مساء الأحد، عن وضع القوات الأوكرانية على الأرض، وطبيعة الهجمات التي تشنها القوات الروسية على بلاده، وأشار إلى قصف موسكو مدينة كراماتورسك، إلا أنه لم يذكر خسائر بشرية نتيجة هذا القصف.

في وقت سابق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الأحد، مقتل 600 جندي أوكراني في قصف على كراماتورسك بإقليم دونباس شرقي أوكرانيا، فيما وصفته بـ”الضربة الانتقامية”، ردا على الهجوم الأوكراني الذي استهدف نقطة انتشار مؤقتة في ماكييفا.

ضربة بعد هدنة

بالنظر إلى خريطة المعارك عقب انتهاء هدنة الـ36 ساعة التي أعلنتها موسكو (من الجمعة حتى مساء السبت) من طرف واحد، نجد أن موسكو نشَّطت القتال على جميع الجبهات، وبالأخص محيط دونباس وباخموت وخيرسون، في آن واحد، حسب آصف ملحم، مدير مركز “جي سي إم” للدراسات ومقره موسكو.

ويوضح ملحم التحركات الروسية العسكرية كالآتي:

  • تكثيف قوة النيران على جميع الجبهات مستغلة فقدان كييف للطاقة بعد استهداف البنية التحتية.
  • تلقّت موسكو معلومات استخباراتية بأنه في كراموتورسك يوجد أكثر من 700 جندي أوكراني في المجمع رقم 28، وأكثر من 600 في المجمع رقم 47 حيث توجد مدرسة عسكرية هناك.
  • قصفت القوات الروسية هذين البناءين بسبعة صواريخ أودت بحياة أكثر من 600 جندي أوكراني.

رد الفعل الأوكراني

لم تعلن كييف رسميا عن خسائر، وتحاول دوائر أوكرانية سياسية وإعلامية الترويج بأن هذا الخبر غير صحيح وأن الصواريخ الروسية لم تصب البناءين اللذين وُجِد فيهما الجنود الأوكرانيون، بل إنها سقطت في الأراضي المحيطة بالمدرسة.

هنا يسرد آصف ملحم، خلفيات رد الفعل الأوكراني وحقيقة الضربة الروسية كما يراها:

  • الجيش الأوكراني يعاني خسائر كبيرة في الجنود والعتاد على جميع الجبهات، وهذا الأمر صرح به بريستايكو، سفير أوكرانيا لدى بريطانيا، لمجلة “نيوزويك” الأميركية، لكن الجانب الأوكراني يتكتم على خسائره باستمرار.
  • روسيا تقصف يوميا البنى التحتية الحساسة، وهي لا تصيب غيرها؛ وبالتالي فهي عالية الدقة، وإصابة بناء بعينه ليست قضية صعبة عسكريا.
  • تمتلك روسيا نظام استخبارات واستطلاعا فضائيا متطورا، والضباط الروس يعلمون كل تفاصيل الجبهة.
  • النفي مجرد نوع من الحرب الإعلامية النفسية، خاصة أن الرد الروسي جاء عنيفا جدا، وهذا يؤكد أن روسيا تملك خيوط المعركة وقادرة على إدارتها بنجاح.

مكسب روسي وصمت غربي

أما على الجانب الغربي، فلم تعلق واشنطن أو حلف الناتو بعد على الضربة الانتقامية الروسية، وتُرجع الباحثة في الشؤون السياسية سمر رضوان هذا إلى:

  • الصمت دليل قاطع على أن الضربة تعد الأقوى للمعسكر الغربي بالكامل منذ بدء العملية الروسية في أوكرانيا.
  • الوضع الحالي وصل إلى مفترق طرق، خاصة بعد تصريح وزير الدفاع الأوكراني بأنهم يقاتلون بدل “الناتو”، وعلى الأخير أن يدعمهم بالأسلحة لأجل ذلك، وهذا اعتراف صريح بأن هذه حرب بين “الناتو” وروسيا، وتثبت بلسان الأوكرانيين أنهم أداة لا أكثر.
  • تلك الضربة تعد رسالة إلى الغرب الذي بدأ علنا يواجه موسكو في المسرح الأوكراني، على خلفية إدخال أنواع أسلحة حديثة في سياق هذه الحرب خلال الأيام الأخيرة.