تلك المشاهد تختصر حال المواطن اللبناني في مختلف مناطق البلاد، من أقصى الشمال حتى أقصى الجنوب، وسط مشادات بين المواطنين ‏وأصحاب الأفران، بسبب عدم توفر الخبز.

ولم تستطع الأفران تأمين الخبز بسبب نفاد مادة الطحين من الأفران، مما يعني أن الازمة مستمرة رغم تطمينات وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال، أمين سلام، وسط معلومات عن تأخير الحلول بسبب إضراب موظفي القطاع العام في وزارة الزراعة.

وصباح اليوم الأربعاء، استفاقت مدينة جونية على وقوع قتيل قضى دهساً على الطريق الساحلية أثناء توجهه إلى أحد الأفران، وانتشرت صوره على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي وسط تعليقات غاضبة على ما آلت اليه الظروف.

وعد حكومي

من جهته كشف وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال، عباس الحاج حسن، لـ”سكاي نيوز عربية”، أن كمية 30 ألف طن من القمح ستسلم للمطاحن وهي مخصصة للأسبوع الحالي، قائلا إنه ليس ثمة تأخير في فحص عينات القمح مطلقاً لدى الوزارة.

واستنكر الحاج حسن ما يجري على أبواب الأفران من طوابير وإذلال للمواطنين وتضارب بالأيدي واصفا إياه بـ “غير المنطقي والمحزن والمقلق “.

وقال المسؤول اللبناني “نحن كوزارة الزراعة نقوم بواجبنا كاملا ولا نؤخر الفحص الضروي لصلاحية القمح المستوردة رغم إضراب موظفي القطاع العام، وموظفونا يقومون بعملهم على أكمل وجه، وما يروج عن تأخير في عمل الوزارة إشاعات لا صحة لها “.

وختم بالقول ” إن أزمة القمح في لبنان هي أزمة استيراد للمادة من الخارج، وهناك تأخير في الاستيراد تسأل عنه وزارة الاقتصاد .”

طمأنة وزارية

وبالرغم من طمأنة وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال، أمين سلام، بوجود كميات كافية من الطحين والقمح، فإن ذلك لا يترجم على أرض الواقع، بل على العكس يزداد الوضع سوءاً يوما بعد يوم وتغلق المزيد من الأفران أبوابها أمام المواطنين .

وكان وزير الإقتصاد أكد يوم الثلاثاء لوسائل الاعلام المحلية أنه “في حال اتخذ قرار رفع الدعم، فإن سعر ربطة الخبز سيتراوح بين 30 ألف و35 ألف ليرة لبنانية”.

وكشف أن “الاتفاق مع البنك الدولي يقضي برفع الدعم عن الطحين، وأن هذه الخطوة ستتخذ بعد تسعة أشهر، حيث ستتمكن الأسر الفقيرة من الحصول على الخبز من خلال بطاقات تموينية”.

وفيما يتعلق بالأزمة الحالية، أشار سلام إلى أن 50 ألف طن من القمح ستدخل إلى لبنان خلال عشرة أيام، تكفي لشهر ونصف الشهر وستخضع لفحوص وزارة الزراعة وقال “يجب الإسراع في الإنتاج حتى لا تحدث أزمة في البلد”، مشيراً إلى أنه “تم تشكيل لجنة بادارة وزارة الاقتصاد لتنظيم وصول القمح إلى المرفأ وبعدها إلى المطاحن، وبمساعدة جميع الأجهزة لمتابعة وصول القمح إلى الأفران”.

وتحوّلت الأفران في لبنان إلى حلبات مصارعة، فمن تلاسن بشأن أسبقية الحصول على ربطة خبز إلى تشابك بالأيدي وضرب بالعصي والحجارة، إلى إطلاق نار مساء الثلاثاء ، خلف عدداً من الجرحى.

وتنقلت المشاهد المروّعة من فرن إلى آخر، مما دفع نقابات المخابز والأفران إلى طلب تأمين الحماية الأمنية للأفران التي تعمل وتشهد طوابير أمامها “

سوق سوداء للخبز!

وكما جرت العادة في لبنان، سرعان ما ظهرت سوق سوداء، تباع فيها ربطة الخبز 820 غرام بسعر يتراوح بين 25 ألف ليرة إلى 30 ألف ليرة، وذلك بدلاً من 13 ألف ليرة كما حددته وزارة الاقتصاد.

وقال صاحب فرن في مدينة صيدا جنوب البلاد لموقع “سكاي نيوز عربية”، “كل مسؤول يرمي المسؤولية على الطرف الآخر، وغالبيتهم يتفقون على توجيه إصبع الاتهام ظلماً للاجئين السوريين واتهامهم بأنهم السبب الرئيسي للأزمة ومن أكثر المستفيدين من الأموال المخصصة لدعم الطحين”.

وشهدت معظم أسواق السوبرماركت في بيروت وطرابلس، يوم الخميس، إقبالا كثيفاً من قبل المواطنين على شراء البسكويت والكعك بدلاً من الخبز بعد فقدانه منذ أكثر منذ يومين لدى معظم محلات بيع المواد الغذائية.