والخميس نشرت مبادرة “جوانا أمل” التي تعمل في مجال رعاية أطفال السرطان، مقطع فيديو يظهر فيه بخيت وهو يرفع علامة النصر مودعا زملاءه فردا فردا، بعد أن قضى معهم 5 سنوات لتلقي العلاج.

ومنح شفاء بخيت الأمل للآلاف من الأطفال المصابين بالسرطان في السودان، وعزز المطالب بضرورة دعم المستشفيين الوحيدين المتخصصين بعلاج الأورام في البلاد، وذلك وفقا لعلم الدين آدم المسؤول في المبادرة التي أطلقتها منظمة “كلنا قيم”.

وتشرف المنظمة على استراحتين في الخرطوم ومدني وسط البلاد، تؤويان الأطفال المصابين وأهاليهم القادمين من المناطق النائية لتلقي العلاج.

ويقول آدم لموقع “سكاي نيوز عربية” إن الإرادة القوية التي يتمتع بها بخيت ساعدته على الشفاء.

ويوضح: “رغم المعاناة التي استمرت 5 سنوات فإن بخيت كان متعلقا بالأمل والحياة، حيث كان يلعب كرة القدم ويركب الدراجات، وظل يهزم آلام المرض وجلسات جرعات العلاج الكيماوي الأسبوعية بالمزيد من الحيوية وممارسة الأنشطة الرياضية والثقافية. كان دائما يمنح الأمل لزملائه”.

ويرى آدم أن شفاء بخيت يجب أن ينبه السلطات في السودان إلى ضرورة الاهتمام بمعالجة الأزمة الحالية التي تعيشها مستشفيات السرطان، في ظل النقص الحاد في الأدوية ولوازم العلاج.

وشهدت الأسابيع القليلة الماضية نقصا كبيرا في أدوية السرطان، مما أشاع حالة من اليأس في أوساط المصابين وأهاليهم، وتداول ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي صورا لمصاب غير صورة حسابه على “فيسبوك” بملصق يدعو فيه بـ”حسن الخاتمة”، بعد أن فشلت جهود توفير جرعة العلاج اللازمة له لعدة أيام.

وحذر أطباء وعاملون في مستشفيات ومنظمات تنشط في مجال تقديم الرعاية الصحية والنفسية للأطفال مرضى الأورام، من أوضاع مأساوية يواجهها المصابون بسبب النقص الحاد في الأدوية والجرعات المنقذة للحياة.

وتزايدت مؤخرا حالات إصابة الأطفال بالسرطان بشكل مخيف، فوفقا لبيانات حصل عليها موقع “سكاي نيوز عربية” يستقبل المركزان الوحيدان لعلاج الأطفال المصابين بالسرطان في السودان ما يتراوح بين 2000 و2500 طفل شهريا.

وتضاعفت خلال الفترة الأخيرة أسعار بعض الأدوية المكونة لجرعات علاج السرطان بأكثر من 10 مرات، مما بات يشكل عبئا كبيرا على أهالي المرضى في بلد يعيش 60 بالمئة من سكانه تحت خط الفقر.

ويقول الأطباء إنهم يعملون في ظروف قاسية، ففي حين يبذلون ما في وسعهم للحفاظ على حياة المرضى من خلال التدخلات الطارئة المتمثلة في منح المسكنات والصفائح الدموية، فإن هذه التدخلات تفي فقط لمعالجة المضاعفات أو الآلام المصاحبة للمرض لكنها لا تحدث التقدم المطلوب في العلاج، في ظل عدم توفر جرعات الكيماوي.

ورسم أطباء يعملون في مجال علاج الأورام صورة مأساوية لأوضاع الأطفال المصابين، مشيرين إلى أنهم باتوا عاجزين عن تقديم البروتوكولات المهمة اللازمة للحفاظ على حياة المرضى، مع ندرة حادة في بعض مكونات تلك البروتوكولات.

ويعاني السودان تدهورا مروعا في الخدمات الصحية ونقصا كبيرا في الأدوية، حيث تشير بيانات رسمية إلى اختفاء أكثر من ألف صنف من نحو 1700 صنف مستخدمة، منها 160 من الأدوية المنقذة للحياة.

ويعمل العديد القليل المتوافر من الأطباء والكوادر الصحية ساعات طويلة في ظل النقص الحاد في الكوادر الصحية وتردي أوضاع المستشفيات السودانية، بسبب الدمار الكبير الذي لحق بالقطاع الصحي خلال الأعوام الثلاثين الماضية.