خبراء: عدم المساواة في توزيع اللقاح بالهند يهدد بإطالة أمد كورونا

نيودلهي/ لبنى كمال/ الأناضول

أثارت قضية عدم المساواة في توزيع اللقاحات المضادة لكورونا في الهند قلق خبراء الصحة، قائلين إن هذا الأمر يهدد بإطالة أمد الفيروس، الذي يتسبب في وفاة أكثر من 4 آلاف شخص يوميا في البلاد خلال الأسابيع الأخيرة.

وقال كريشنا أوداياكومار، المدير المؤسس لمركز ديوك العالمي للابتكار الصحي بجامعة ديوك في ولاية كارولينا الشمالية، لوكالة “أسوشيتيد برس”، الأربعاء: “توزيع التطعيمات بشكل غير عادل يهدد بإطالة أمد الوباء في الهند”.

وأكد أن: “تسهيل الحصول على اللقاح وتقليل العقبات أمام الفئات السكانية الأكثر ضعفا، يجب أن يكون أولوية قصوى”.

وأشارت “أسوشيتد برس” إلى أن الطريقة الرئيسية لتسجيل الحصول على اللقاح في الهند هي عبر موقع إلكتروني حكومي باللغة الإنجليزية، وهي لغة لا يستطيع ما يقرب من 90 بالمئة من الهنود تحدثها أو قراءتها أو كتابتها.

وبدأت حملة التطعيم في الهند في يناير/ كانون الثاني بهدف تلقيح 300 مليون من سكانها البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة بحلول أغسطس/ آب، لكن حتى الآن لم يتلق التطعيم سوى حوالي 42 مليونا، أي ما يعادل 3 بالمئة فقط من سكانها، حسب الوكالة الأمريكية.

وذكرت أن: “الحكومة ليس لديها جرعات كافية لتغطية حملة التطعيمات، كما أن عملية زيادة إنتاج اللقاح لم تكن بالسرعة المطلوبة”.

ومع تفاقم أعداد الإصابات اليومية في البلاد التي تعدت مئات الآلاف، قامت الحكومة مطلع مايو/ آيار الجاري، بإتاحة التطعيم لجميع البالغين، ما فاقم النقص الحاد في التطعيمات بالفعل، وفقا للوكالة.

وأضافت أن وسط هذه التحديات، غيرت الحكومة الهندية أيضا سياستها فيما يخص من يمكنه الحصول على اللقاح، ومن يجب عليه دفع ثمنه، حيث خصصت لنفسها نصف الجرعات في البلاد، قائلة إنها ستعطي جرعات مجانية لعمال الخطوط الأمامية، ومن تزيد أعمارهم عن 45 عاما.

وبشأن النصف الآخر من جرعات اللقاح، قالت الحكومة إن الولايات والمستشفيات الخاصة يمكنها التفاوض مع صانعي اللقاحات في البلاد، وبذلك أصبح عبء تلقيح من هم دون 45 عاما على عاتق الولايات والقطاع الخاص، والذي يطلب غالبيتهم دفع ما يصل إلى 20 دولارا مقابل الجرعة.

وفي السياق، قال سريناث ريدي، رئيس مؤسسة الصحة العامة في الهند: “تطعيم الناس هو واجب وطني للحكومة التي يتعين عليها توفير اللقاح للجميع مجانا”.

وشدد أنه: “لا ينبغي حرمان أي شخص من الحصول على لقاح لأنهم غير قادرين على تحمل كلفته، أو التسجيل للحصول عليه”.

ومرت الهند بأحلك مراحل الجائحة إثر تسجيلها أرقاما قياسية عالمية تخطت 400 ألف إصابة يومية، خلال الأسابيع الأخيرة، جعلت أنظمة الرعاية الصحية في المدن الكبيرة والمناطق الريفية على شفا الانهيار.

وحتى ظهر الأربعاء، تجاوز عدد مصابي كورونا في الهند 27 مليونا و157 ألفا، توفي منهم 311 ألفا و421، وتعافى ما يزيد على 24 مليونا و350 ألفا، وفق موقع “ورلدوميتر”.