أثناء مرور الإنسان بمراحل النمو المختلفة، يحمل معه كل ما زرع فيه في سنواته الأولى من طاقات وقدرات ومواهب.
ويعتقد بعض العلماء إن الثلاث سنوات الأولى من عمر الطفل هي التي تحدّد شخصيّة الإنسان، والبعض الآخر يمددها إلى سن 14 سنة.
وكما هو معروف فإن النمو النفسي عند بني الإنسان ليس متجانساً ومتوازناً بل يختلف حسب شخصيّة كل فرد، ويحتاج النمو النفسي إلى التوازن بين كل من:

  • الحاجات والدوافع.
  • التنازع بين غريزتي “الحب” و”الكره”.
  •  البيئة والمحيط والتربية والأخلاق.

لذا علينا معاملة كل إنسان انطلاقاً من ذاته، لأنه شخص مستقل في حريته وإمكانياته وردود فعله الخاصة. وهذا التوازن بين تلك الأمور يساعد الإنسان على النمو، وفي المقابل فإن العمر الجسدي ليس مرافقاً دائماً للعمر النفسي.

وسنتحدث في هذا المقال عن خصائص نمو الطفل النفسية والجسدية خلال المراحل الدراسية، حيث ينمو الأطفال بمعدلات مختلفة وتكون لديهم اهتمامات وقدرات وشخصيات مختلفة. ولكن هناك بعض المعالم الشائعة التي يصل إليها العديد من الأطفال في هذه المرحلة.

للمزيد: أهمية الصحة العقلية والنفسية للأطفال

المرحلة الأولى (6-10 سنوات)

النمو الجسمي

يغلب على هذه المرحلة قوة الصحة الجسمية والتميز بقلة القابلية للتعب، لذا يميل الطفل لقضاء أوقات طويلة في اللعب والجري والحركة ويصبر على الجوع. لكن يلاحظ أن نشاط الأولاد يكون أكثر عنفا، ويعتمد على النمو العضلي اكثر من البنات، اللواتي يبدو نموهن في تكوين ذهنهن وتكون ألعابهن أكثر هدوءاً وأقل عنفاً.

النمو الحركي

تعتبر هذه المرحلة مرحلة النشاط الحركي العنيف، ويصحب ذلك عدم اهتمام الطفل بمظهره وأناقته، وهو يقوم بالمخاطرات والتجارب. ولهذا يكون الطفل في هذه المرحلة اشبه “بالرجل البدائي” في حياته العملية البدائية.

النمو اللغوي

تظهر في هذه المرحلة من عمر الطفل الطلاقة اللغوية، ويزداد المحصول اللفظي لديه ما يساعده على النمو اللغوي واتساع دائرة حياته الاجتماعية وزيادة تجاربه، ويميل لوصف مشاهداته والتعبير عن أفكاره. وقد يميل الطفل إلى كثرة القراءة، وبالأخص ما يتعلق بحياة النبات والحيوان وأطفال الشعوب الأخرى.

النمو الانفعالي

تتبلور في هذه المرحلة قدرة الطفل على التعبير عن انفعالاته باللغة، بدلا من التعبير الحركي. ونظراً لتمتعه بالمزيد من الحرية، فإن انفعالاته تكون في معظمها هادئة وسعيدة، فيما عدا ما يصادفه من احباط من جهة حاجاته ورغباته، أو ما يلقاه من متاعب الأخوة أو الزملاء المتمثلة بالمنافسة والغيرة والغضب.

ويجد الطفل في اللعب مع اصدقائه وأقرانه متنفسا لدوافعه المختلفة، ويميل للألعاب التي تحتاج الى تفكير عقلي كمكعبات الفك والتركيب.

كما وتتأثر حياة الطفل في هذه المرحلة بما يتلقاه من التقدير والتشجيع، وما يشعر به من النجاح، وما يغمره من الحب والعطف. وفي هذه المرحلة يقل بكاء الطفل، ويتأثر كثيراً بالثواب والعقاب، وبخاصة العقاب المعنوي، ولا يقبل العقاب البدني. وفي سن العاشرة تظهر نزعة الطفل الى حب التملك و الجمع والاقتناء.

النمو الاجتماعي

في نهاية هذه المرحلة يظهر ميل الطفل الى تكوين الجماعات الصغيرة. غير أن تجمعهم لا يكون له صفة الدوام طويلا.

كما تظهر في هذه المرحلة الكثير من الصفات الاجتماعية المميزة لبعض الأطفال، مثل حب الزعامة، أو الميل للانقياد والتبعية وحب التعاون والمنافسة والغيرة وحب العزلة.

ويرغب الطفل في هذه المرحلة بالتخلص من الدلال والدلع، ولا يحب أن ينادى بأسماء الطفولة، ويرغب في أن يكون له كيان ذاتي واستقلال، وتقل نزعته للتمركز حول نفسه، فلا يكون أنانياً و يستجيب للنصح والإرشاد وتقل نزعته للعناد.

وعن طريق تجاربه مع أصدقائه ومعاملاته الاجتماعية تتكون عنده المبادئ الخلقية، كالصدق والأمانة والولاء للجماعة. كما يستطيع تعلم المبادئ الدينية والقيم الاخلاقية.

النمو العقلي والمعرفي

تعتبر هذه المرحلة مرحلة النشاط العقلي المتدفق. وهي مرحلة يعتمد فيها الطفل على الواقع أكثر من الخيال، فهو يريد أن يتعلم بنفسه بواسطة النشاط الذاتي التجريبي والمحاولة.

وبزيادة قدرة الطفل على التفكير المنطقي يستطيع تعلم الحساب، ويدرك الأبعاد المكانية والزمانية، ويكتسب الكثير من أساليب السلوك، بالمحاكاة والتقليد والتقمص.

للمزيد: هل يعاني طفلك من تأخر في النمو والتطور أم لا؟

المرحلة الثانية (10- 14 سنة)

النمو الجسمي

يمكن أن يكون هناك اختلاف كبير في السن الذي يبدأ فيه الأطفال في تطوير الخصائص الجنسية الثانوية. بالنسبة للفتيات، تشمل الخصائص الجنسية الثانوية تطور الثدي ونمو شعر الإبط والعانة.

أما بالنسبة للبنين، تشمل نمو شعر الإبط والصدر والعانة ونمو الخصيتين والقضيب.

للمزيد: كيف نقوم بتثقيف أطفالنا جنسيا؟

النمو الانفعالي

يمكن أن يكون للبلوغ المبكر في البنات، و البلوغ المتأخر في الأولاد مشكلات نفسية مصاحبة، حيث قد يشعر الولد أو البنت بحرج عندما يقارن نفسه بزملائه الذين في مثل سنه.

النمو العقلي والمعرفي

تعتبر هذه المرحلة مرحلة تفتح المواهب وتميز القدرات والميول الخاصة، الأمر الذي يستوجب العناية باهتمامات الطفل والكشف عن ميوله والتعرف على استعداداته المتميزة.

النمو الاجتماعي

نظراً للانتقال السريع من مرحلة الطفولة الى مرحلة البلوغ، فإن الأولاد والبنات يتفاجؤون أحيانا بهذا التغير، ويعتريهم نوع من الدهشة ويجدون بعض الصعوبة في تفسير تطور حالتهم، وتكييف سلوكهم للتغيرات الجديدة، حيث يجد الفتى والفتاة أنه قد أصبح كبيرا، ولا بد أن يتصرف مثل الكبار، ولكنه في نفس الوقت لم ينضج النضج الكافي للقيام بهذا النوع من السلوك. لذا تمر به فترات من الحيرة والارتباك، لأنه يريد أن يعرف مكانه بين الكبار والصغار.

نصائح تربوية للتعامل مع الطفل في مرحلة الدراسة

  • تعويد الطفل على النظام وتنظيم الوقت بين اللعب والعمل.
  • اختيار المناهج التي يتعلمها الطفل التي تكون موضوعاتها تناسب مداركه وقدراته، وتقدم له المعلومات بطرق مبسطة تساعد على تنمية حب التعلم لديه.
  • بناء التعلم في هذه المرحلة على النشاط والعمل، حيث يتعلم الأطفال عن طريق المشروعات التي يتعاونون فيها لتحقيق أهداف مشتركة.
  • إتاحة الفرص للطفل للخروج في رحلات وإقامة المخيمات، كي ينمو عنده حب التعلم الذاتي والبحث.
  • احترام رغبات الطفل في تكوين الصداقات والعمل التعاوني.
  • وضع الحدود والإرشادات والتوقعات وإنفاذها بالعقوبات المناسبة.
  • نمذجة السلوك الجيد؛ حيث ينبغي أن يكون الأهل والمدرسون قدوة صالحة في الصفات الخلقية والاجتماعية، حتى يكتسب الطفل منهم العادات الجيدة.
  • ثناء طفلك على تعاونه و انجازاته الشخصية.
  • مساعدة طفلك على اختيار الأنشطة المناسبة لقدراته.
  • تشجيع طفلك على التحدث معك والانفتاح على مشاعره.
  • تشجيع طفلك على القراءة والقراءة مع طفلك.
  • تعزيز النشاط البدني للطفل.
  • تعليم طفلك الاحترام والاستماع إلى الآخرين.
  • تشجيع طفلك على التحدث عن ضغط العلاقات مع أصدقائه ووضع إرشادات للتعامل معهم.
  • قضاء الوقت معًا وإيلاء الاهتمام الكامل لطفلك خلال هذا الوقت.
  • تحديد وقت معين لاستعمال الشاشة (التلفزيون والفيديو والكمبيوتر). للمزيد: مخاطر الأجهزة الالكترونية على صحة الأطفال

للمزيد: عنف الأطفال في المدارس وتدابيره التربوية