خليل السبسي يكتب عن والده الباجي قائد السبسي: الرئيس حيّ سنة بعد وفاته

يوم 25 جويلية غُمرنا بعطف ومحبة رفاق الباجي قائد السبسي وأصدقائه ومقدري الدور الوطني الذي لعبه على مدى اكثر من ستين سنة والذي توج بمشاركته بعد الثورة في إنقاذ الدولة من الانهيار وقيادة الانتقال الديمقراطي. كنا مع عائلتنا الكبيرة نستعيد ذكريات الراحل العزيز ومناقبه ونصغي بتأثر للشهادات التي نقلتها وسائل الاعلام وروت جوانب لم نكن نعرف كثيرا منها عن سيرة رجل وهب نفسه لخدمة تونس منذ نعومة أظافره، سيرة يمكن تلخيصها في بعدين ، كفاح شخصي ضد الفقر واليتم المبكر، ومن اجل فرض الذات والنجاح بعيدا عن الأنانية والنرجسية، وكفاح من اجل الوطن الغالي الذي لا يضاهيه شيء عنده.

يوم 25 جويلية غُمرنا بعطف ومحبة رفاق الباجي قائد السبسي وأصدقائه ومقدري الدور الوطني الذي لعبه على مدى اكثر من ستين سنة والذي توج بمشاركته بعد الثورة في إنقاذ الدولة من الانهيار وقيادة الانتقال الديمقراطي. كنا مع عائلتنا الكبيرة نستعيد ذكريات الراحل العزيز ومناقبه ونصغي بتأثر للشهادات التي نقلتها وسائل الاعلام وروت جوانب لم نكن نعرف كثيرا منها عن سيرة رجل وهب نفسه لخدمة تونس منذ نعومة أظافره، سيرة يمكن تلخيصها في بعدين ، كفاح شخصي ضد الفقر واليتم المبكر، ومن اجل فرض الذات والنجاح بعيدا عن الأنانية والنرجسية، وكفاح من اجل الوطن الغالي الذي لا يضاهيه شيء عنده.
الباجي الذي رحل منذ عام اثبت أنه حيّ يرزق بمآثره وبمحبتكم وصدقكم واستلهامكم من تجربة حافلة بالرمزيات ولعل أهمها ان يفارق الحياة رئيسا للجمهورية في يوم عيدها، تاركا وراءه شعبا موحدا بعد سنوات من الفتن وتجربة انتقال ديمقراطي مستقرة منذ اول انتخابات اشرف عليها. ربما توقع البعض ان تكون وفاة الباجي أزمة فكانت فرصة وحدت التونسيين والتونسيات في مشهد رهيب شيعت فيها تونس رئيسها بحشود متراصة من قصر قرطاج الى مقبرة الجلاز وامام شاشات التلفزيون ، وكانت أيضا فرصة لتأكيد العمق الدولي لواحد من ابرز وزراء خارجية دولة الاستقلال. لا ننسى كيف تقاسمنا تلك اللحظات القاسية كعائلة وكشعب مع اشقاء تونس واصدقائها، وعلى رأسهم سمو أمير قطر الشيخ تميم وجلالة ملك الأردن الملك عبد الله، والرئيس الجزائري عبد القادر بن صالح والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والسيد فائز السراج رئيس حكومة ليبيا والسيد إيمانويل ماكرون رئيس جمهورية فرنسا وجلالة ملك اسبانيا فيليب السادس، والرئيس البرتغالي مارسيلو دي سوزا،  والسيد احمد أبو الغيط امين عام جامعة الدول العربية وكل الوفود الرفيعة من المملكة العربية السعودية ودولة تركيا والمملكة المغربية  وسلطنة عمان وموريتانيا وبريطانيا والولايات المتحدة وسويسرا وجمهورية مصر العربية ودولة الكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة التي حضرت توديع الوالد العزيز والقائمة طويلة يضيق المكان عن ذكرها.
اشكر كل من تذكر الباجي بن حسونة قائد السبسي في ذكرى وفاته الاولى، اشكر ، رئيس الجمهورية الاستاذ قيس سعيد الذي تنقل للمقبرة لقراءة الفاتحة على روحه الزكية ، ومجلس نواب الشعب ورئيسه الاستاذ راشد الغنوشي على تدشين قاعة تحمل اسم الفقيد، وبلدية تونس التي أطلقت اسمه على أحد شوارع العاصمة ، واشكر التلفزة التونسية التي أعدت شريطا وثائقيا هاما حول الرئيس الراحل، وشاملا يمكن اعتباره استثنائيا، وكذلك مؤسسة ليدرز، التي قامت بعمل توثيقي يذكر فيشكر. واخص ما نقلته عن الرئيس بالنيابة السيد محمد الناصر الذي قدم شهادة عميقة وصادقة ، والشيخ راشد الغنوشي الذي كتب نصا مؤثرا جدا عن الفقيد. وكذلك جريدة الشروق التي خصصت ندوة لإحياء الذكرى بمشاركة نخبة من السياسيين والمؤرخين .والشكر موصول لكل المؤسسات الإعلامية التي غطت الحدث.
والشكر أيضا لابناء نداء تونس وأصدقاء الباجي الذين اعدوا او شاركوا في فعاليات لإحياء ذكرى مؤسس الحزب الذي أعاد بناء المشروع البورقيبي، وفتح للدساترة والتجمعيين المجال للعودة إلى المشهد السياسي من الباب الكبير.
وفي المحصلة عام مضى على رحيلك أيها الوالد العزيز الذي عشنا معه احلى الأيام ونعيش مع ذكره الطيب وفكره الثاقب الان وغدا عبر ابنائنا وأحفادنا وكل من يباهي بحمل لقب قائد السبسي
عام مضى وانت حي فينا توصي التونسيين والتونسيات بالوحدة والتضامن والحكمة. هذا انت حيا في الحياة، وحيا في قلوب وضمائر وعقول ابنائك وبناتك وشعبك وكل من احبك أيها الرجل العظيم والخالد.
باسمي وباسمي أفراد العائلة 
خليل قائد السبسي
 

Source: Alchourouk.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!