خوفا من الكورونا..المرضى العاديون يقاطعون المستشفيات!

حذر الاطباء في تونس من ان امتناع بعض المرضى عن الذهاب إلى المستشفيات خوفا من الإصابة بعدوى فيروس كورونا قد تسبب في وقوع عدد من حالات الوفيات الفجئية التي كان من الممكن تجنبها. تونس (الشروق) :

Share your love

حذر الاطباء في تونس من ان امتناع بعض المرضى عن الذهاب إلى المستشفيات خوفا من الإصابة بعدوى فيروس كورونا قد تسبب في وقوع عدد من حالات الوفيات الفجئية التي كان من الممكن تجنبها.
تونس (الشروق) :
حذر عديد الاطباء في الايام الاخيرة من ان عزوف المرضى العاديين خاصة منهم اصحاب الامراض المزمنة عن متابعة وضعهم الصحي في عيادات الاطباء وفي المستشفيات خوفا من العدوى بكورونا تسبب في تسجيل عدد من الوفيات كان بالامكان تجنبها في حال تمكن المرضى من المتابعة الصحية وفي هذا الصدد صرح رئيس قسم الجراحة بمستشفى شارل نيكول بالعاصمة الدكتور رمزي نويرة لوسائل الاعلام  ان عددا من الوفيات الفجئية المسجلة خلال الفترة الأخيرة كان من الممكن تلافيها لولا امتناع بعض المرضى عن الذهاب إلى المستشفيات خوفا من الإصابة بعدوى فيروس كورونا. وهو 
ما اكده ايضا رئيس قسم الجراحة العامة بالمستشفى الجهوي بالقيروان الدكتور محمد سفيان عبد الكافي الذي اعتبر بدوره أن عدد المرضى الوافدين على المستشفى تقلص بشكل ملحوظ منذ أزمة كورونا بسبب الخوف من هذا الفيروس، مما تسبب في تداعيات وتعكرات صحية على غرار المرضى الزائدة الدودية والسكر والضغط الدم بسبب العزوف عن العلاج. كما دعا الدكتور المرضى الى الالتحاق بالمؤسسات الصحية في حال تعكرت حالتهم الصحية.
تشكيات المرضى
من جهتهم عبر عديد المرضى خاصة من أصحاب الامراض المزمنة  في شهاداتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن رغبتهم في متابعة وضعهم الصحي في المستشفيات بل ان منهم من ذكر انه فعلا ذهب للبعض منها لكنهم تعرضوا للتسويف والطرد وذكر احدهم ان الاطار شبه الطبي ذكر له حرفيا «موش وقتو» وفي هذا الاطار ذكرت منية شاهدة عيان انه في الوقت الذي يتجند فيه عديد الاطباء والاطارات الصحية لمواجهة وباء كورونا هناك العض من المنتمين الى هذا القطاع ممن يخاف المرضى ولا يقبل علاجهم خوفا من الاصابة ولعل جزءا من هذا الرفض يعود الى عدم الحصول على وسائل الحماية من كمامات وغيرها كما ان عددا من المرضى ذكروا انهم لم يتحصلوا على ادويتهم ومنهم من ذكر انه لم يجدها في المستشفيات كما ان تدهور وضع فئة واسعة من التونسيين في ظل هذه الازمة جعلهم غير قادرين ماديا على شراء هذه الادوية وهو ما يدعو وزارة الصحة الى ضرورة التدخل ومراقبة ما يجري في بعض المستشفيات وتمكينها من وسائل العمل في هذه الظروف الاستثنائية. 
وزارة الصحة على الخط
ولعل وزارة الصحة انتبهت الى هذه المسالة فقد دعت أول أمس الهياكل ومؤسسات الصحة العمومية والخاصة إلى مواصلة إسداء الخدمات الصحية الأساسية للمرضى غير المصابين بفيروس «كورونا»، وذلك حرصا على تفادي تدهور الوضع الصحي لبعض الفئات التي تشكو هشاشة على المستوى الصحي. وأضافت الوزارة المديرين الجهويين للصحة والمديرين العامين ومديري الهياكل والمؤسسات الصحية العمومية والخاصة، إلى إعادة الأنشطة الطبية والصحية المبرمجة بالنسبة تأمين الخدمات الصحية اللازمة بالقطاعين العام والخاص كمواصلة البرنامج الوطني للتلقيح وبرنامج صحة الأم والوليد والصحة الجنسية والإنجابية والخدمات الخاصة بالأمراض غير السارية، ذلك وفق الجذاذات الفنية المصاحبة. كما طالبت بتأمين استمرارية الخدمات الصحية للحالات الاستعجالية وذلك بالتنسيق بين الخطوط الصحية الثلاثة ومع مصالح النقل الصحي الاستعجالي وبمزيد العمل على تمكين مهنيي الصحة من الإطارات الطبية وشبه طبية والعملة من وسائل الوقاية اللازمة لمباشرة عملهم مع ترشيد الاستعمال تلك الوسائل وأخذ التدابير اللازمة لتجنب إمكانية العدوى بالنسبة للمقبلين على العيادات باعتماد نظام الفرز .وشددت على ضرورة العمل على توفير الأدوية للمرضى ووضع آليات جديدة لتسهيل التواصل معهم واستعمال الخط الأخضر الجهوي للتواصل مع المواطنين في كل ما يخص الخدمات الصحية الأساسية…
لا ارتفاع في عدد الوفيات
وفي هذا الاطار كان النائب السابق بالبرلمان الصحبي بن فرج نشر تدوينة في صفحته على موقع فايسبوك تطرّق من خلالها إلى تضاعف  أعداد المتوفين في صفوف المتقاعدين خلال شهر أفريل الجاري وأرجع هذا الارتفاع الى جملة من الفرضيات منها ان تكون هذه الوفيات ناتجة عن تدهور صحة المرضى العاديين من غير المصابين بالكورونا بمفعول صعوبة التنقل ومراجعة الاطباء وتوقف العمل في العيادات الخارجية والاقسام الطبية لأسابيع طويلة نظرا لتجنيد المنظومة الصحية بصفة شبه حصرية لمقاومة الكورونا. لكن وزارة الشؤون الاجتماعية كذبت في بيان لها ارتفاع عدد الوفيات في بيان لها جاء فيه 
انه «وخلافا لما تم تداوله على مستوى عدد من المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الإجتماعي بخصوص تسجيل إرتفاع غير عادي في حالات الوفاة لدى أوساط المتقاعدين خلال الفترة الفاصلة بين 6 و21 أفريل 2020 بالنسبة لمتقاعدي الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي والصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الإجتماعية، تؤكد الوزارة أنه ووفق المعطيات المتوفرة لدى صندوقي الضمان الإجتماعي بالإستناد إلى التحيين الدوري مع مصالح الحالة المدنية فإن أرقام وفايات المتقاعدين لم تسجل أي طفرة إستثنائية مقارنة بمعدل الوفايات المسجل خلال فترات مرجعية سابقة بل سجلت تراجعا وفقا لما تؤكده المعطيات المسجلة لديها.

د.ريم عبد الملك أستاذة مختصة في الأمراض الجرثومية لـ«الشروق»
مواصلة علاج المرضى العاديين مستمرة مع أخذ تدابير الوقاية

دعت الدكتورة ريم عبد الملك الأستاذة المختصة في الأمراض الجرثومية في مستشفى الرابطة وعضو لجنة فيروس كورونا بوزارة الصحة المرضى العاديين الى ضرورة مواصلة علاجهم واخذ ادويتهم في مواعيدها والى ضرورة الاتصال بالطبيب المباشر لاستشارته في حال الاصابة بمشاكل صحية واشارت الى انه لا داعي للخوف من العدوى لدى زيارة المستشفى في الحالات الضرورية مع ضرورة اتباع وسائل الوقاية منها وضع القناع والابتعاد عن سائر المرضى باكثر من متر وأكدت الدكتورة أن الإطار الطبي وشبه الطبي يعمل بشكل متواصل كامل اليوم، مضيفة انه ان هناك ايضا حلول اخرى منها تلقي الخدمات الصحية عبر الواب والاتصال باقرب مؤسسة صحية لمنزل المريض ودعت الاسر الى عدم انتظار تعكر الوضع الصحي للمريض لنقله لاقرب مستشفى للعلاج ولم تغفل الدكتورة التنبيه الى مواصلة اتباع طرق الوقاية المعمول بها.

هادية الشاهد المسيهلي

Source: Alchourouk.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!