دراسة: إنفاق المال على الآخرين يجعلنا أكثر سعادة

ذكرَتْ دراسة جديدة نُشرِت في مجلة علم النفس الإيجابي (Journal of Positive Psychology) سبباً إضافياً مقنعاً حول أنَّ إنفاق المال على الآخرين يجعلنا أكثر سعادة من إنفاقه على أنفسنا. وقد أظهرت أبحاث أخرى تؤكد ذلك، سنذكرها في هذا المقال.

Share your love

يقول واضعو البحث السابق والذي كان بقيادة هاجدي موش (Hajdi Moche) من جامعة لينكوبينج (Linkoping University) في السويد: “لقد اختبرنا هذه الفكرة ووسعنا نطاقها وذلك بدراسة دور الاختيار الإيجابي مقابل الاختيار السلبي إلى جانب الخيارات الافتراضية، وقد شارك 788 شخصاً في مسابقة وفازوا بالمال الذي يمكن التبرع ببعض منه إلى الأعمال الخيرية، وقد أظهرت النتائج أنَّ الأشخاص الذين تبرعوا بالمال كانوا أكثر سعادة من أولئك الذين احتفظوا بكامل المبلغ لأنفسهم”.

وبعبارة أخرى، لقد كان الناس أكثر سعادة عندما اختاروا الإنفاق على غيرهم بدلاً من الإنفاق الشخصي إلا أنَّ تلك السعادة كانت في أوجها عندما اتخذ الآخرون هذا القرار عنهم؛ ربما لأنَّ ذلك حررهم من انعدام اليقين أو الندم على القرار الذي قد اتخذوه.

شاهد بالفيديو: 6 فوائد عظيمة للتطوع

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/ykpzRMKGZWU?rel=0&hd=0″]

ولكن هناك تحذير واحد، فقد وجد الباحثون أنَّ اختيار عدم قبول الخيار الافتراضي؛ حيث يحتفظ الناس بالمال لأنفسهم، والتبرع به، أدى إلى تعزيز السعادة؛ لذا فقد يكون صحيحاً أنَّ قرار الإنفاق السلبي يكون مصحوباً عموماً بمستويات أعلى من السعادة، إلا أنَّ هناك حالة محددة يؤدي فيها خيار الإنفاق الاجتماعي إلى الحصول على أعظم مستوى من السعادة على الإطلاق.

وتؤكد الدراسة أيضاً فوائد العطاء مجهول المصدر، فقد وجدت دراسة حديثة أخرى أنَّ وضع العملات المعدنية في عداد تعبئة وقود السيارات لشخص آخر أدى إلى زيادة سعادة الشخص أكثر من وضعها في العداد الخاص به، حتى لو لم يكن على معرفة بالشخص الذي يساعده.

ويقول الباحثون إنَّ هذا الأمر يتفق مع مفهوم الإيثار؛ أي أنَّ الناس يكونون على استعداد للتخلي عن الفوائد الشخصية لمساعدة الآخرين حتى لو لم يعرفونهم، وهذا يتوافق مع استنتاجات علم الأعصاب والتي تشير إلى أنَّ مساعدة الأشخاص هي مكافأة شخصية بحد ذاتها، وأنَّ مراكز المكافأة ذاتها الموجودة في الدماغ تتنشط عندما يقدِّم المرء العون للآخرين.

ومن الأمثلة الأخرى على سلوك الإيثار والذي لا يتعلَّق بالمال؛ أنَّ هناك دراسات قد وجدت الأشخاص الذين يقومون بأعمال بطولية مثل الهرع إلى منزل قد شبت فيه النيران في محاولة لإنقاذ أحدهم من الخطر؛ لا يعدُّون أنفسهم أبطالاً إنَّما يفعلون الشيء الصحيح والذي قد يفعله أي شخص في تلك الحالة.

ويقول صاحب الدراسة ناداف كلاين (Nadav Klien): “في حين يعتقد المراقبون بأنَّ التصرف البطولي ينطوي على عبء شديد، فإنَّ مَن يقومون بهذا الفعل ينظرون إلى هذا العبء على أنَّه غير هام نسبياً؛ وذلك لأنَّ كونك بطلاً هو تجربة أقل إيجابية من مراقبته”.

وبالعودة إلى العلاقة بين المال والإنفاق والسعادة، والتي طالت دراستها، فما زال العلماء يعملون على إيجاد السبل التي تؤثر فيها الأموال في العافية، وقد أظهرت أبحاث أخرى ما يأتي:

  • تعزز القدرة على إنفاق المزيد من المال العافية أكثر من كسب المزيد منه.
  • يرتبط ارتفاع الدخل برضا الناس العام عن حياتهم، وليس بالسعادة الآنية.
  • يعيش أولئك الذين يكسبون مزيداً من المال سعادةً أكبر ممن يعانون من انخفاض الدخل؛ دون أن تتغير شدة مشاعر السعادة بين ذوي الدخل المرتفع والمنخفض.

ويخلص المؤلِّفان إلى أنَّ هذه الدراسة تضاف إلى مجموعة البحوث التي تُبيِّن أنَّ الإنفاق الاجتماعي يجعل الناس أكثر سعادة من الإنفاق الشخصي؛ وإضافة إلى ذلك توصَّلا إلى أنَّ للاختيار نفسه نتائج ممتعة.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!