دراسة جديدة تقترح طريقة لتعلم السعادة

لا تُعد السعادة شيئاً ملموساً كمبلغ من المال تودِعه في حساب مصرفي أو كتاب تضعه على رف، فهي غير مستقرة ومتغيرة باستمرار؛ ذلك لأنَّ الأمور التي تجعلنا سعداء اليوم قد تزعجنا في اليوم التالي.

Share your love

بالإضافة إلى ذلك، لا تُعد السعادة شيئاً ملموساً كمبلغ من المال تودِعه في حساب مصرفي أو كتاب تضعه على رف، فهي غير مستقرة ومتغيرة باستمرار؛ ذلك لأنَّ الأمور التي تجعلنا سعداء اليوم قد تزعجنا في اليوم التالي.

بالتأكيد، لم يمنع ذلك عدداً لا يحصى من الكتب والاستراتيجيات ومعلمي المساعدة الذاتية من الترويج لأنفسهم على أنَّهم السبيل إلى الشعور بالسعادة والرضا، ومعظم هذه الأساليب تمتلك فوائد، لكن ولا واحدة منها مفيدة عالمياً.

ومع ذلك، فإنَّ البرنامج المكثف المتعلق بالسعادة الذي وضعته جامعة تورنتو في شمال إيطاليا (University of Trento in Northern Italy) يسجل معدلاً مذهلاً للنجاح بين الأشخاص الملتحقين في البرنامج.

لقد أكَّد الباحثون أنَّ المشاركين شهدوا تدريجياً تحسينات مستمرة، باستخدام مقاييس مختلفة للصحة مع استمرار الدورة، بما في ذلك الرضا عن الحياة والوعي الذاتي والتحكم في المشاعر والصحة والسلامة الملموسين. وقد لاحظ المشاركون في الدورة انخفاض مستويات التوتر والأفكار السلبية واجترار الأفكار والقلق والشعور بالغضب بصورة كبيرة أيضاً.

لقد حدثت هذه التغييرات لدى معظم المشاركين في نفس الوقت؛ حيث زادت المشاعر الإيجابية وانخفضت أنماط التفكير السلبي، وقد كان لذلك تأثيرٌ على الأمد القصير والطويل معاً.

إذاً، ما الذي يميز هذه الدورة التدريبية المكثفة المتعلقة بالسعادة عن بقية الدورات؟ في هذه الدورة اختار الباحثون اتباع أسلوب شامل لتعزيز السعادة، ولم يركزوا فقط على الجانب العملي أو العلمي، واستخدموا كل من الفلسفات الغربية والشرقية المتعلقة في السعادة، وأهم جزء في الدورة هو فكرة أنَّ السعادة تعتمد على الشعور بالتوازن الداخلي؛ فكلَّما فهمنا أنفسنا من الناحية العاطفية، وعقولنا من الناحية العلمية، كان من السهل علينا إيجاد بعض السعادة.

يقول نيكولا دي بيسابيا (Nicola De Pisapia)، الباحث في قسم علم النفس والعلوم المعرفية بجامعة تورنتو (Department of Psychology and Cognitive Sciences of the University of Trento) والمنسق للشؤون العلمية: “إنَّ التدريب الذي اقترحناه على المشاركين مستوحى من فكرة أنَّ السعادة – الموجودة في كل من التقاليد الفلسفية الغربية والشرقية – مرتبطة ارتباطاً وثيقاً في تطور التوازن الداخلي، وبأنَّها أكثر انفتاحاً للذات والآخرين والعالم، وذلك من أجل فهم أفضل للعقل البشري والدماغ. في هذه العملية التدريبية، نحن نحتاج من ناحية إلى الدراسة النظرية للفلسفة والعلوم، ومن ناحية أخرى تطبيق ممارسات التأمل”.

من نواح عدة، يعد هذا العمل مبتكراً بسبب طريقة دمج الاكتشافات العصبية الحديثة القائمة على العلم مع أساليب الصحة والسلامة القديمة مثل التأمل.

شاهد بالفديو: 8 طرق مثبتة علمياً لنيل السعادة

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/Kl-h_JSYlSE?rel=0&hd=0″]

يقول مؤلفو الدراسة: “إنَّ العديد من أساليب السعادة الحديثة إما تخلط بين المتعة والسرور من أجل تحقيق السعادة الحقيقية، أو تقدم مجموعة بسيطة جداً من الإرشادات مثل التفكير في طريقة إيجابية مهما كانت الظروف”.

يقول الدكتور بيسابيا: “أعتقد أنَّه في أوقات كالتي نواجهها الآن، تلك المليئة بالتغيرات والشكوك، من الضروري أن تُدرَّس طريقة دمج التقاليد الفلسفية الغربية والشرقية إلى جانب أحدث الاكتشافات المرتبطة في العقل والدماغ، مع الممارسات التأملية. والهدف من ذلك هو إعطاء الأشخاص الأصحاء الفرصة للعمل على أنفسهم لتطوير السعادة الحقيقية، وليس الشعور بالمتعة أو السعادة السطحية؛ فمن خلال هذه الدراسة أردنا اتخاذ خطوة صغيرة في هذا الاتجاه”.

ومع ذلك، مثل معظم الأمور في الحياة، لن تتحقق السعادة خلال فترة قصيرة. فقد استمرت هذه الدورة لمدة تسعة أشهر، بالإضافة إلى جلستين للتأمل والعديد من عطلات نهاية الأسبوع التعليمية، وقد كان للمسجلين جدول تعليمي كامل يتضمن فيديوهات للدورة وعروضاً تقديمية ومناقشات مفتوحة حول مواضيع تشمل الفلسفة وعلم النفس وتاريخ الفكر الغربي.

وعندما كان الطلاب لا يشعرون بالسعادة، كانوا يدرسون ويناقشون المزيد من الأمور العلمية المتعلقة بالسعادة، مثل علم الأعصاب والمرونة العصبية والتوتر والقلق والشبكات العصبونية للدماغ المسؤولة عن الانتباه والألم والمتعة والمشاعر الإيجابية والسلبية والرغبة والإدمان والشفقة والتعاطف والإحساس بالذات.

كما جرى تشجيع المسجلين في الدورة على تجربة “تقاليد تأملية” مختلفة مستعارة من الشرق والغرب؛ حيث تشمل الاحتفاظ بدفتر لليوميات، والتأمل الذي يستند على التنفس، والتأمل التحليلي.

تعد السعادة مفهوماً مميزاً إلى كل شخص، وربما يكون هذا الأسلوب لتعزيز السلامة والصحة فعَّالاً لأنَّه لا يركز على الأمور الإيجابية بقدر ما يشجع الطلاب على فهم أنفسهم بطريقة أفضل.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!