‘);
}

دروس وعبر من غزوة بدر

النصر لا يعتمد على الأسباب المادية فقط

إنّ الانتصار في معارك الدين لا تحكُمه المادّة أو القوّة فقط، وإنّما يكون ذلك بقدر فهم المُسلمين لشروط النصر الواردة في القُرآن الكريم والسُنة النبوية، وتطبيقُهم لها على أرض الواقع، وكذلك الاستعداد للمعركة بما يستطيعون من قوّة، قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ* وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)،[١] وكانت معركة بدر خير مثالٍ على معارك العقيدة التي انتصر فيها الحقّ على الباطل، قال -تعالى-: (وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)،[٢] وممّا يؤكّد على أهميّة العقيدة في النصر؛ قضاء النبي -عليه الصلاة والسلام- ليلة المعركة بِالدُعاء، والتضرّع لله -تعالى-، وهذا يؤكّد أهمية اللّجوء لله -تعالى- عند الشدّة مع الأخذ بالأسباب.[٣]

التأكيد على مبدأ الشورى

حيث كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يشاور الصحابة مع أنّه مُؤيّدٌ بالوحي، فقد شاور أصحابه في معركة بدر[٤] بين قتال المُشركين أو الرُجوع إلى المدينة بعد نجاة القافلة، مع أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان يميل إلى القتال؛ لما في الرجوع والعودة من الآثار السلبيّة، وقد يشجّع ذلك المشركين على التمادي أكثر، إلا أنّه طلب من الصحابة أيضاً إبداء آرائِهِم في ذلك.[٥]