دواء الهيدرومورفين هو عقار مسكن شبه اصطناعي  مشتق من المورفين، والذي يعد أقوى بخمس مرات من المسكنات الأفيونية، ولكنه يتسم بتأثيرات قصيرة الأمد.

ترجع تأثيرات دواء الهيدرومورفين المسكنة إلى تفاعله مع مستقبلات المو الأفيونية، والموجودة في الجهاز العصبي المركزي والعضلات الملساء.

مسار إعطائه يمكن أن يكون معويًا أو لامعويًا. والتصاقه بمستقبلات مو هو السبب لتأثيراته المسكنة وأيضًا آثاره الجانبية.

تعد المسكنات الأفيونية واحدة من الركائز الأساسية لعلاج الآلام المتوسطة والحادة، خاصةً إذا كانت الآلام أو الآلام الحادة ناتجة عن مرض ورمي المنشأ.

الاختبارات السريرية التي تمت على علاج الألم الحاد تُظهر أن لهذا العقار تأثيرات مسكنة شبيهة بتأثيرات المسكنات الأفيونية.

يوجد أيضًا دراسات تمت حول استخدامه لتسكين آلام السرطان. ولاحظ الباحثون أنه مساوٍ للمورفين من حيث قدرته على التسكين وآثاره الجانبية.

أخيرًا، لا يزال لا يوجد تجارب معملية مضبوطة يمكن أن تقدم أدلة علمية فيما يتعلق بفعالية استعمال دواء الهيدرومورفين في حالة الآلام المزمنة غير السرطانية.

تاريخ دواء الهيدرومورفين

كما ذكرنا، دواء الهيدرومورفين عقار شبه اصطناعي مشتق من المورفين. وقام العلماء بتخليقه لأول مرة في عام 1921 في ألمانيا.

أول النتائج بشأن فعاليته السريرية ظهرت في عام 1926. ولكن دراسات حرائك الدواء والديناميكا الدوائية عن خصائص الجزيء لم تتم إلا في عام 1981.

تقوم شركات الأدوية بتسويق هذا الدواء تحت أسماء وجرعات مختلفة. ولكن، أنواع الإطلاق الفوري ليست متاحة في بعض الدول.

كيف يعمل دواء الهيدرومورفين في الجسم؟

الهيدرومورفين مناهض قوي لمستقبلات مو الأفيونية. وكجميع أنواع المستقبلات الأفيونية، تقترن مستقبلات مو مع بروتينات جي وتعمل كمضمّنات إيجابية وسلبية. وهذه تعمل على الانتقال المشبكي الذي يحدث من خلال هذا البروتين.

لا يغير الهيدرومورفين حد الألم الخاص بالنهايات العصبية ولا يؤثر على انتقال النبضات بطول الأعصاب الطرفية.

التأثير المسكن الذي ينشأ بسببه ينتج عن التغيرات التي تحدث في عملية إدراك الألم على المستوى النخاعي عند اقتران المستقبلات المذكورة.

ولهذا العقار تأثيرات مسكنة قوية جدًا، كجميع المسكنات الأفيونية الأخرى.

الآثار الجانبية للهيدرومورفين

للهيدرومورفين، كجميع الأدوية المتاحة في السوق، آثار جانبية محتملة. ومن أكثر الآثار الشائعة التي تظهر على المرضى الذين يستعملون هذا الدواء، نذكر الآتي:

• التوعك
• التقيء
• الإمساك
• النعاس والخمول
• الشمق
• جفاف الفم
• الدوار

أما بالنسبة ببأعراض الجانبية الخطيرة المرتبطة به، فهي تشمل تثبيط الجهاز التنفسي وانقطاع النفس، إلى جانب الانهيار الدوراني، الصدمات، وتوقف القلب.

الخاتمة

برغم أن الهيدرومورفين يمتلك تأثيرات مسكنة قوية، إلا أن آثاره الجانبية تشبه تلك الخاصة بالمورفين. ولا يزال هناك الكثير من الجدل الدائر حول الجرعات المناسبة لكليهما، وأيضًا حول الامتصاص المعوي واللامعوي.

حاليًا، لا يوجد الكثير من البيانات المتاحة بخصوص دور دواء الهيدرومورفين في علاج الألم المزمن الذي ينتج عن الأمراض الورمية المنشأ.

لذلك، لا تزال التجارب السريرية مستمرة لدراسة تأثيراته في حالة هؤلاء المرضى.