د. أحمد الريسوني يكتب بعد حادثة الجزيرة: لماذا يجب التشكيك في الهولوكوست؟

بعد حادثة قناة الجزيرة قبل يومين، عندما اضطرت للاعتذار عن بثها لمقطع بقناة AJ+ أعدته الإعلامية منى حوا عن الهولوكوست، وذلك بعد احتجاج الخارجية الإسرائيلية،

د. أحمد الريسوني يكتب بعد حادثة الجزيرة: لماذا يجب التشكيك في الهولوكوست؟

د. أحمد الريسوني يكتب بعد حادثة الجزيرة: لماذا يجب التشكيك في الهولوكوست؟

هوية بريس – إبراهيم الوزاني

بعد حادثة قناة الجزيرة قبل يومين، عندما اضطرت للاعتذار عن بثها لمقطع بقناة AJ+ أعدته الإعلامية منى حوا عن الهولوكوست، وذلك بعد احتجاج الخارجية الإسرائيلية، بل وقامت القناة بحذف المقطع من جميع منصاتها، واعتذر العديد من مسؤوليها موضحين أن محتواه “خالف المعايير والضوابط التحريرية” لشبكتها، وفوق ذلك تم توقيف معدة التقرير وزميل لها.. كتب الكثيرون ينتقدون ما قامت به القناة القطرية، معتبرين ذلك تطبيعا مع الكيان الصهيوني، بل استغرب بعضهم أن تنقلب القناة على الفكرة التي قامت عليها من كونها صوت الشعوب المقهورة إلى الانصياع لتهديد الكيان الصهيوني المتغطرس والغاصب..

وفي إطار التفاعل مع قضية “الهولوكوست” التي أثارها التقرير، كتب د. أحمد الريسوني، مقالا تحت عنوان “لماذا يجب التشكيك في الهولوكوست؟”، موضحا الأسباب الداعية إلى التشكيك فيها.

وإليكم نص المقال كاملا:

“منذ نشأتي الأولى وتعليمي الأول، استقر في ذهني أن الزعيم الألماني الهالك أدولفو هتلر كان يكره اليهود، وأنه قد اضطهدهم ونكل بهم وسعى إلى تطهير ألمانيا منهم، وخاصة في غضون الحرب العالمية الثانية التي شهدت ما يسمى بالهولوكوست، أي المحرقة التي قتل فيها ملايين اليهود..

كنت أعتقد هذا ولا أجد ما يدعوني إلى تكذيبه أو الشك فيه.

لكن لما رأيت أن هذا الأمر يحاط بهالة مضخمة وشرسة ومتزايدة من التقديس والضغط والترهيب، بدأت أتساءل، وبدأت أرتاب في الأمر.. إلى أن تمكن مني الشك في هذه الرواية وهذه القضية.

ثم أصبحتُ اليوم مقتنعا بوجوب التشكيك فيها، سعيا إلى مراجعة علمية متحررة من كل توظيف أو ترهيب أو تخويف..

وأما الأسباب الموجبة للتشكيك والمراجعة فهي:

1. لأن الإيمان بالهولوكست -كما دبجته وروجته الرواية الصهيونية- أصبح مقدسا ومفروضا على العالم بالإكراه،

2. لأن مجرد الشك ومحاولة التثبت من حقيقة الأمر أصبح ممنوعا ومقموعا بالمحاكمات والقوانين الجنائية،

3. لأن عددا من المؤرخين والمفكرين والباحثين الأوروبيين قد تعرضوا للاضهاد والمحاكمة، أو منعت أبحاثهم ومؤلفاتهم، لمجرد آرائهم المخالفة للروايات الصهيونية، وإظهارهم لتهافُـتها وهشاشتها..،

اقرأ أيضا: ابحيص: قناة الجزيرة قامت على فكرة أنها رواية الشعوب وصوت الذين لا صوت لهم.. واليوم تهرب من المعركة ذاتها (فيديو)

4. لأن عددا ممن عاشوا الأحداث وكانوا في غمرتها، ينفون كثيرا من التفاصيل الهولوكوستية غير القابلة للتصديق ولا للتحقق،

5. لأن عقيدة الهولوكوست تُحمى وتحصَّن أيضا بحملات التشهير والترهيب والإقصاء والحصار، ضد كل من يتجرأ على التفكير الحر فيها أو في شيء من تفاصيلها وأرقامها المزعومة،

6. لأنها المجزرة الوحيدة المحتفى بها عالميا، دون سواها من المجازر المليونية الحقيقية، التي تعرضت وتتعرض لها شعوب وطوائفُ كثيرة عبر العالم،

7. لأن أعظم الحقائق وأقدسها عند الأمم وهي -حقيقة وجود الخالق سبحانه- يقع إنكارها والكفر بها بكل حرية وأمان، بينما مجرد الشك في بعض تفاصيل الهولوكوست فيه ما فيه من حظر وتجريم سياسي وقانوني وإعلامي..

8. لأن الله تعالى يقول: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} [البقرة:256]، فكيف نقبل الإكراه في وقائع تاريخية مسيسة ومشبوهة؟ بل كيف وقد تبين فيها الغي والدس، وليس لرشد؟!

9. لأن الفرصة المتاحة اليوم للتحدث في الموضوع، في بعض الدول كالمغرب، قد لا تبقى كذلك. فيجب أن نغتنمها ونُــثـَـبِّـتها قبل أن تحرمنا منها الضغوط الصهيونية،

10. لأن ممارسة الشك والتشكيك والمراجعة، هو حق من حقوق الإنسان الحر، فهي خدمة لحرية البحث والتفكير والتعبير.

وأختم بهذه الواقعة النموذجية للفكر الحر الأبي، الذي لا يقبل الإكراه ولا الضغط ولا المساومة.

ففي الثلاثينيات من القرن الماضي كانت فرنسا تسعى جاهدة لاستصدار فتاوى فقهية تؤيد تجنيس المواطنين الجزائريين بالجنسية الفرنسية، لكي تعتبر الجزائر مقاطعة فرنسية. وكان أهم العلماء الذين تسعى للحصول على تأييدهم وفتواهم هو العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله. فلما بلغه المسعى الفرنسي قال: لو أن فرنسا طلبت مني أن أقول (لا إلـه إلا الله) لما قلتها لها، فكيف أعطيها فتوى التجنيس؟!”.

Source: howiyapress.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!