د. بنكيران يكتب عمن سكت بعد تطاول لقمش: المصلحة الوهمية صنم يعبد من دون الله والدفاع عن مقام النبوة أعلى المصالح على الإطلاق

قد أتصور -وإن كنت لا أرضاه- سكوت بعض المسؤولين ذوي المناصب الحساسة عن نصرة رسول ألله عليه الصلاة والسلام والدفاع عن مقام النبوة حينما تطاولت على جنابه الشريف أقلام الزندقة، ولكن أن يخرس بعض الحركات الإسلامية مثل حركة التوحيد والإصلاح وغيرها من الحركات والجماعات الإسلامية بدعوى المصلحة الشرعية، فهذا لا أتصوره ولا أستطيع تصديقه.

Share your love

د. بنكيران يكتب عمن سكت بعد تطاول لقمش: المصلحة الوهمية صنم يعبد من دون الله والدفاع عن مقام النبوة أعلى المصالح على الإطلاق

العلمانية هي الحل.. سفسطة حكيم الببغاء

هوية بريس – د. رشيد بنكيران

قد أتصور -وإن كنت لا أرضاه- سكوت بعض المسؤولين ذوي المناصب الحساسة عن نصرة رسول الله عليه الصلاة والسلام والدفاع عن مقام النبوة حينما تطاولت على جنابه الشريف أقلام الزندقة، ولكن أن يخرس بعض الحركات الإسلامية مثل حركة التوحيد والإصلاح وغيرها من الحركات والجماعات الإسلامية بدعوى المصلحة الشرعية، فهذا لا أتصوره ولا أستطيع تصديقه.

أي مصلحة تراعى بعد المساس بأصل الأصول وهو مقام النبوة وتجريحه وتسفيهه من لدن الزنادقة؟ وأي مصلحة تعتبر بعد النيل من الركن الأول من أركان الإسلام وهو الشهادة!؟

مخذول من يقول: إن هؤلاء الزنادقة أرادوا أن يحملونا إلى مربع التكفير، وحتى لا نقع في فخهم نسكت!!!!؟؟؟؟

منكوس من يقول: إن علينا أن نسكت حتى لا نعطي لقزم ونكرة شهرة مجانية!؟ فأي شهرة أخرى ستقدمها له وقد كتب في جريدة يقرأها عموم الناس، أو بعد هذه الشهرة هل هناك شهرة أخرى!؟

مخبول من يقول: إن رفع عقيرتنا والتنديد بما فعله الزنادقة لن يغير من الأمر شيئا!!؟؟ هل تحقيق التغيير هو لك؟؟ أليس هو بيد الله عز وجل!؟

نسي هؤلاء جميعا أنه ثمة حكم شرعي لا يحق لأحد التهاون به، وهو وجوب نصرة النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يُسقط هذا الحكمَ إلا العجز الكامل.

نسي هؤلاء جميعا أن مفسدة السكوت عن هذا الجرم الكبير أعظم من كل المفاسد التي زعموا أنها مفاسد وينبغي أن تراعى، ذلك أن تناول مقام النبوة بالازدراء دون رادع له وتكرار ذلك كفيل بالتطبيع مع هذا المنكر بعد إلفه، فيقتصر الناس فقط على تغيير المنكر بالقلب، ويضعف هذا المستوى من التغيير مع الزمن وطول الأمد كما هو مشاهد ومعروف.

يظن بعض الناس أن الدرس المقاصدي وقواعد المصلحة تبيح له السكوت عن أي مفسدة ولو كانت من جنس الكفر والشرك بدعوى مصالح وهمية وملغاة من طرف الشرع الحكيم، أو مصالح لن ترقى أبدا إلى مصلحة حفظ الدين الذي هو أعلى المصالح على الإطلاق، فما درجة مفسدة نزع منبر الجمعة منك أو تخل عن مقعد في البرلمان أو منصب في الوزارة أو في المجلس الأعلى أو المحلي… أمام السكوت عن الازدراء بمقام النبوة، ما لكم كيف تحكمون!!؟؟

من المصالح الوهمية: من تقلد بعض المناصب الرسمية بما فيها من علل ومضار بدعوى الإصلاح من الداخل، وقواعد المصلحة قد تسعفه ابتداء، ولكن نسي الهدف وضخم الوسيلة فأصبح وجوده هو هناك هو المصلحة، فاستحالت الوسيلة غاية!!!

الغريب كذلك أن يستنكر بعض الدعاة إطلاق وصف الكفر المطلق على من استهزأ بمقام النبوة، وهو حكم مجمع عليه نقله القاضي عياض وغيره من العلماء، وسر الاستنكار منهم ليس راجعا إلى غياب العلم بذلك، وإنما يعود إلى تمدد مظاهر العلمانية المتدينة في سلوكياتهم.

ذكر ابن قيم الجوزية كلمة تتعلق بالغلو والمبالغة في التأويل المذموم فقال: “أصبح طاغوتا يعبد من دون الله”. وعلى منواله -بعد وجود الغلو في تقديم المصالح الوهمية- أقول: “أصبحت المصلحة صنما يعبد من دون الله”.

Source: howiyapress.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!