رفقاء السوء حطّموا حياتي.. وصارت علاقتي بأهلي على المحك!

سيدتي، القراء الكرام، اعتبروا ما سأقول ندما عن سوء تصرفي واستسلامي لمتاع الدنيا وغرورها، أتمنى ألا يكون حكمكم عليّ قاسيا، فأنا اليوم صحوت من غيبوبتها، وللأسف وجدت نفسي قد أسرفت في الأخطاء وخيّبت ظن أهلي في.
رفقاء السوء حطّموا حياتي.. وصارت علاقتي بأهلي على المحك!

سيدتي، القراء الكرام، اعتبروا ما سأقول ندما عن سوء تصرفي واستسلامي لمتاع الدنيا وغرورها، أتمنى ألا يكون حكمكم عليّ قاسيا، فأنا اليوم صحوت من غيبوبتها، وللأسف وجدت نفسي قد أسرفت في الأخطاء وخيّبت ظن أهلي في.

إنه من سوء حظي أنني صاحبت مجموعة من الشباب يقال عنهم “أصدقاء السوء”، لا يتركون أي شيء حراما ولا يفعلونه، وللأسف وقعت معهم في أخطاء كثيرة تتنافى مع الدين والتربية التي نشأت عليها، أهلي أناس محافظون، الدين منهاجهم، والبساطة من طبعهم، ربونا على فهم معنى الحرام والحلال، واحترام الكبير، وعدم التنكر للجميل، ولأسباب شخصية يتعذر عليّ ذكرها، تمردت عليهم وعلى نمط الحياة الذي نعيش فيه، هدفي في البداية كان محاولة أن أثبت لهم أنني رجل وقادر على تحمل المسؤولية ومواجهة أي صعاب، لكني وجدت في نهاية المطاف أنني الخاسر، خسرت نفسي وعلاقتي بالله، وخيّبت ظن أهلي بي، ندمت كثيرا، وأريد بعث الثقة بيننا من جديد، فكيف يمكن أن يقبلوني ويثقون في؟.

عبد الحميد من الغرب

الـــــــــــرد:

وعليكم السلام أخي الكريم، لقد احترمت فيك كثيرا اعترافك بذنبك، ورغبتك في استدراك خطئك، وسعيك لترميم ما أفسدته نفسك التي أمرتك بالسوء، لكن الحمد لله أنك تراجعت عن أفعالك، وتأكد أنك ستجد الله غفورا رحيما، لقوله تعالى:”قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله..”، ضف إلى ذلك، أنه ليس من حق أي إنسان إصدار الأحكام، فالذي خلقك هو من يحاسبك، وهو من يصنفك، أأنت من الصالحين أم من الطالحين، وما نحن لبعضنا البعض إلا سندا وعضدا نذكر بطريق الله وننصحك للتي هي أقوم وأصلح.

أخي الفاضل، رغبتك في استعادة ثقة أهلك تؤكد حبك الكبير لهم، واستشعارك الخطأ، دليل على أنك بذرة طيّبة تبارك الرحمن، والفرصة لا تزال موجودة، ما دمت تملك نية حسنة لفعل الخير، عليك أن تتحدث مع والديك وتعدهما بأنك لن تقع في هذا الفخ مرة أخرى، وأنك ستراعي الله فيهما، ومع الوقت ستتحسن الأمور، فهما في الأول والآخر أهلك، يحبانك وكل ما يهمهما في الحياة هي راحتك واستقرارك.

لكن قبل كل ذلك، عليك أن تتقرب من الله سبحانه وتعالى وتكثر من الاستغفار وتحافظ على علاقتك به بالطاعة والعبادات، وبمجرد أن يلاحظ أهلك كل هذا التغير، سيتأكدون من نيتك الصادقة وسيسامحونك وسيعيدون ثقتهم فيك من جديد.

ابتعد عن أصحاب السوء، لأنهم سبب ما تمرّ به الآن، وصادق أصحاب الخلق والدين، وما أكثرهم والحمد لله، فالصاحب ساحب، إما أن يسحبك لطريق المعاصي والشر، أو يسحبك للطاعة والقرب من الله وطاعة الوالدين، وما عليك إلا أن تختار بينهما، فقط لا تقف وتهدر الكثير من الوقت في التحسر والـتأسف فقط على ما فات، بل بادر وستجد رحابة الصدر من أهلك إن شاء الله.

سدد الله خطاك ووفقك لنيل الحياتين، حياة الدنيا وحياة الآخرة.

Source: Ennaharonline.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!