وقال ماكونيل في بيان مقتضب نشرته صحيفة “ذا هيل” أولا، إن “الشخص الذي يرى أنه ربما لم تصطدم أي طائرة بالبنتاغون في 11 سبتمبر، وأن إطلاق النار المرعب في مدرسة كان مدبرا، وأن عائلة كلينتون تسببت في تحطم طائرة جون كينيدي جونيور، هو شخص لا يعيش في الواقع”.

وأضاف ماكونيل، من دون الإشارة إلى النائبة غرين بالاسم، أن “هذا ليست له علاقة بالتحديات التي تواجه العائلات الأميركية أو النقاشات الجوهرية القوية، التي يمكن أن تعزز حزبنا”.

وتشير ملاحظات ماكونيل، النادرة والقاسية، حول عضوة برلمانية جديدة من الحزب الجمهوري من الغرفة الأخرى، إلى أنه يدرك الضرر المحتمل الذي قد يلحقه خطابها العنيف ونظريات المؤامرة، بالجمهوريين في الكونغرس، الذين يحاولون استعادة كل من مجلسي النواب والشيوخ في انتخابات التجديد النصفي العام المقبل.

ولم تتأخر النائبة غرين في الرد على ماكونيل، وكتبت على تويتر “إن السرطان الحقيقي للحزب الجمهوري هو الجمهوريون الضعفاء الذين يعرفون فقط كيف يخسرون بأمان، ولهذا نحن نخسر بلدنا”.

ويهدد الديمقراطيون بفرض تصويت في مجلس النواب هذا الأسبوع، لطرد المشرعة الجمهورية الجورجية المثيرة للجدل، من لجنة التعليم والعمل، ولجنة الميزانية، إذا لم يقدم زعيم الأقلية الجمهورية في المجلس، كيفين مكارثي، على طردها بنفسه.

ومن المقرر أن يلتقي مكارثي مع غرين في واشنطن، الثلاثاء، لكن بعض الجمهوريين يقولون إنهم لا يتوقعون طرد مكارثي لغرين من اللجنتين، نظرا إلى أنها تحظى بدعم الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي لا يزال يتمتع بنفوذ كبير داخل الحزب الجمهوري.

لكن من شأن تعليقات ماكونيل أن تزيد الضغط على مكارثي للتحرك.

وإذا أحال مكارثي القضية إلى الديمقراطيين، فقد يجبر الجمهوريون الضعفاء في مجلس النواب في المقاطعات المتأرجحة، على الدخول في تصويت صعب.

النائب الجمهوري المعتدل عن ولاية إلينوي، آدم كينزينغر، قال لصحيفة “ذا هيل”، الاثنين، إن تنحية غرين عن اللجنتين واجبة “وفي حين لا يمكننا منعها من تسمية نفسها بأنها جمهورية، يمكننا اتخاذ موقف، ونحتاج إلى ذلك”.

لكن يخشى آخرون أن يؤدي عزل غرين إلى مزيد من الانقسام في الحزب الجمهوري، الذي يخوض بالفعل صراعا حول توجهاته المستقبلية في حقبة ما بعد ترامب.

وبات الجدل المتصاعد الذي تثيره النائبة غرين، مشكلة لكبار الجمهوريين، في حين يتطلع الديمقراطيون إلى وصفها بأنها وجه الحزب الجمهوري.

وكانت غرين قد أظهرت تأييدا لحركة “كيوانون” المناصرة لترامب والمستندة إلى عدد من نظريات المؤامرة، وأبدت إعجابا بمنشورات على فيسبوك تدعو إلى إعدام رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، وغيرها من كبار الديمقراطيين.

كما أيدت غرين نظريات مؤامرة، تقول إن هجمات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية، وعمليات إطلاق النار الجماعية في مدرستي “نيوتاون” بولاية كونيتيكت، و”باركلاند” بولاية فلوريدا، كانت خدع.

وتبنت غرين أيضا نظرية مؤامرة غريبة أخرى، مفادها بأن حرائق الغابات في كاليفورنيا عام 2018، اندلعت بواسطة أشعة ليزر من الفضاء، تسيطر عليها عائلة مصرفية يهودية قوية.

وكانت غرين قد كشفت لشبكة “وان أميركا نيوز” المحافظة، أن من المقرر أن تلتقي بالرئيس السابق “قريبا”، مضيفة أنه “يدعمني بنسبة 100 بالمئة”.

وندد قادة جمهوريون كبار، بمن فيهم رئيسة اللجنة الوطنية الجمهورية رونا رومني مكدانيل، بتصريحات غرين، وقالت الزعيمة الجمهورية لصحيفة نيويورك تايمز، إن “التعليقات التي تطرحها مارغوري تايلور غرين فظيعة، يجب إدانتها، إنها عنيفة وغير دقيقة، وخطيرة للغاية”.

وإضافة إلى تنديده بتبني غرين لنظريات المؤامرة، أعرب ماكونيل أيضا عن دعمه لرئيسة المؤتمر الجمهوري في مجلس النواب، النائبة البارزة عن وايومينغ، ليز تشيني، التي تعرضت لانتقادات من المحافظين بعد تصويتها على عزل ترامب بسبب التحريض على أعمال الشغب المميتة في السادس من يناير.

وقال ماكونيل في تصريح لشبكة “سي إن إن”، إن “ليز تشيني زعيمة ذات قناعات عميقة وتتمتع بشجاعة للتصرف بناء عليها”.