زوجي ينتقص من كرامتي ويصغّر من كياني.. هل أتمرد وأنتفض أم أحيا القهر على مضض؟

Share your love

زوجي ينتقص من كرامتي ويصغّر من كياني.. هل أتمرد وأنتفض أم أحيا القهر على مضض؟

أحلامي تهاوت كأوراق شجر في خريف باهت الألوان، لقد سقت لنفسي الهوان بعدما قبلت الارتباط بمن عشقته حتى الثمالة، فجعلني أسفل سافلين من الندامة.

نصحني أهلي بألا أدفن نفسي إلى جانب من لم يزد في حياتي إلا قهرا وانتقاصا، إلا أنني تحدّيت الجميع وقبلت بجلاد اتخذني عبدة ليمارس عليّ من العقد والإرهاصات ما لم أتوقعه.

زوج يزدريني أمام أهله وينعتني بأبشع الصفات، رفيق درب يخجل بي ولا يفوت فرصة حتى يجعلني أمام معارفه ناقصة، بالرغم من أنني أشغل منصبا مرموقا وأنا من يكابد أكبر جزء من مسؤولية البيت من الناحيتين المادية والنفسية، لست أقبل لنفسي أن أخسر زوجي بسبب طباعه الحادة، إلا أنني لست أرضى الذل والهوان الذي أكثر ما يجعلني أحسه بإنهيار أحلامي وإخفاقي في اختيار الشريك الذي لهث ورائي حتى أقبل به، ومثّل عليّ دور المحب بصفة أنني اليوم أحسّ أنه كان يرتدي قناعا وقد أبان اليوم على حقيقته .

لا أريد أن أبقى على هذا الحال، ولا أبتغي لأولادي أن يروا فيّ الانكسار والضعف، وأنا التي كنت دوما مثالا للقوة والإلهام، كما أنني لا أريد أن أكون سببا في أن يطلقني زوجي فأخسر بذلك حياة بنيتها بكبير التضحيات مني.. أنا على حافة الانهيار  سيدتي وأطلب منكم النصح لأرسو على برّ الأمان.

التائهة “ن.نرجس” من العاصمة

الرد:

أختاه.. من الغريب أن يجد المرء نفسه يجني المتاعب جراء سوء الاختيار، ولعل أوجع إحساس أن نتأكد من أننا أسأنا اختيار رفيق الدرب الذي نهبه حياتنا وكل جميل فيها لنجده يزرع بين جوانبها كل سيء ومخزٍ!.

بكل الذكاء الذي حباك به الله، وبكبير الخبرة في الحياة التي تملكينها، إلا أنك ولطيبة أخلاقك وحسن سيرتك، توسمت الخير في إنسان لم يزدك إلا غبنا وتعتيرا.. هذا الإحساس انتابني وأنا أقرأ ما كتبته بقلب مفتوح من أنك تحسين أن هذا الزوج كان يرتدي قناعا سرعان ما نزعه، لتتضح لك معالم شخصيته الحقيقية، لدرجة أنني أحسست أيضا من أنه لم يرتبط بك سوى ليكسرك، وكأنّ لديه عقدة نقص جعلته كصياد رمى بطعمه لفريسته لينكل بها بعدما اصطادها.

تريدين اليوم الانتفاض وتستطيعين أختاه من دون أن يبلغ رفضك لما أنت فيه للطلاق، لأنه من غير المعقول لزوج يدرك قيمتك والإيجابية التي زرعتها في حياته، أن يتخلى عنك أو يجعلك بين يدي شخص آخر.

ناقشي زوجك في أنك تفهمين ما به من ظروف وإمكانات، ومن أنك لا تتحملين من المسؤوليات الكثير خوفا أو ضعفا، وإنما  حبا وتوسما للخير ورضا الله، أخبريه أنك قادرة على العطاء أكثر، لكنه بمقابل أن يهيّئ لك هو الظروف المناسبة لذلك.

أدركي أختاه أن اللين الذي ستمارسينه على زوجك قد يجعله يعيد ترتيب أفكاره أو على الأقل يعيد حساباته معك من جديد، فتستقر حياتكما وتجدين نفسك من أجله لتمضي قدما نحو الأمام.

أما إذا وجدته يزيد من غطرسته واستهزائه بك، فاحتكمي به إلى أهله حتى يعوا حقيقة ما تكابدينه وتعانيه مع ابنهم الذي يحاول دفنك حية.

ليس من العيب أن يمرّ الأزواج بفترات من التقلّبات والعقبات، لكن الأزواج الكيسين والفطنين، عليهم أن يتخذوا الأسباب من هذه الظروف لتحسين حياتهم ورسم تصورات أفضل لمعالمها.

ما أنت فيه أختاه ليس غبنا بقدر ما هو إحساس بعدم التقدير أو رد الجميل من زوجك، وعليك أن تتأقلمي مع الظروف أيا كانت، ولتعتبري أنّ ذلك ليس انتقاصا من كرامتك بقدر ما هو علوّ في قدرك مع الله قبلا ومع نفسك، ففاقد الشيء أبدا لا يعطيه وأنت بعون الله وحفظه نبع للعطاء.

Source: Ennaharonline.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!