‘);
}

لماذا يسأل الأطفال

تعد صفة الفضول عند الأطفال خاصيةً دائمةً ومميزةً للعقل النشيط، فنحن البالغون نتساءل في اليوم الواحد عن الكثير من الأمور التي لا نسيطر عليها ولا نحكمها، وبالنسبة للأطفال فإن السؤال الدائم سيساعدهم على فهم العالم من حولهم الذي انطلقوا نحوه للتو، فضلًا عن تحفيز عمليات التعلم وسرعة التقدم والتطور بها، فتلعب صفة الفضول دورًا رئيسيًا في طرح سؤال “لماذا؟” من قبل الأطفال والذي بدوره يساعدهم على بناء المفردات والمهارات والمفاهيم والبحث عن المجهول وفهمه حول عالمهم، ويبرز دور الآباء هنا حول مساعدة أطفالهم بتوجيه فضولهم ومعرفة سبب نشوئه حتى يتم تعزيز ودعم عملية التعلم بالطريقة المثالية، وقد يطرح الأطفال بعض الأسئلة التي يحتاج من خلالها إلى الإجابة على الفور لأنه يحتاج للمعرفة والعلم بالأمر المتساءل عنه في نفس الوقت، وستكون الإجابة فورية لكن ستكون قصيرةً أو طويلةً وهذا يعتمد على التغذية الراجعة لدى الطفل والتي يدركها ويعرفها الآباء، لكن قد يكون في بعض الأحيان مستوى الطفل أعمق من الفهم الفوري والمعرفة السريعة، وهنا من الجيد أن نقدر ونحترم عقله ونقدم له الإجابة بشكلٍ مفصلٍ، ومن الممكن أن نرد عليه ببعض الأسئلة المتعلقة بالموضوع بعد الإجابة عن السؤال الرئيسيّ ليبحث هو عن الإجابة بتفكيره ليأتي بإجابته الخاصة الخالصة من قبله.

إن التجربة الأولى في طرح الأطفال للأسئلة والسعي للإجابة عنها خٌلقت لفهم مكونات العالم من حولهم فهذه التجربة تعد بمثابة حجر أساسٍ لبناء التفكير العميق والهادف الذي سيساعدهم على تأهبهم واستعدادهم للمستقبل، كما أن هذه التجربة قد تعزز من قدرات الأطفال وتدعمهم وتحثهم على التعلم المستمر، والروح الفضولية عند الأطفال يجب أن تُطور وتُشجع وأن تؤخذ على محمل الجد في أسئلتهم واستفساراتهم لأنها ستقوي مهارة التواصل بشكلٍ ممتازٍ فضلًا عن تطوير أساليب الحوار والمناقشة لديهم، وتعد القدرة على الإجابة على أسئلتهم الكثيرة أمرًا مهمًا للغاية لأن بعض الأطفال الذين يقضون المرحلة الأخيرة من الطفولة والبالغين يواجهون مشاكل كبيرة حيال الأسئلة في حياتهم اليومية وسيُطلب منهم حل المشاكل والتفكير بشكلٍ فردي واستنباط أجوبتهم من عقلهم الباطني[١][٢].