‘);
}

شروط المفسر

المعرفة باللّغة وعلومها

ينبثق هذا الشرط من كون القرآن الكريم أُنزل باللّغة العربية، فلا بدّ من علم المفسّر بعلوم اللّغة العربية ليتمكّن من فهم معاني القرآن الكريم، وخصائصه، ووجوه إعجازه.[١] ومن علوم اللّغة العربية الواجب على المفسّر العلم بها؛ علم النّحو، واشتقاق الكلام، وبناء الكلمة، والبلاغة بأنواعها، والقراءات.[٢]

فمثلاً علم النّحو يغيّر معنى الكلام بحسب حركته، وبتغيّر الحركة قد ينقل مُراد الآية من معنى إلى آخر، وعلم الصرف يُبيّن صيغ الكلمات وبنائها، وبحسب تصريف الكلمة يختلف المعنى وقد ينقلب إلى ضدّه، ممّا يوقع الجاهل به بالخطأ، والاشتقاق الذي يُرجع كل كلمةٍ إلى أصلها، أمّا البلاغة فيُعرف به خصائص تركيب الكلام ووجوه تحسينه، وكلّ هذه العلوم ممّا لا يُستغنى عنه من أجل فهم القرآن وإدراك إعجازه.[٣]

ويعدّ علم اللّغة من أجلّ وأهمّ العلوم الواجب على المفسر أن يكون عالماً بها ومتعمّقاً فيها، فلا يكتفي بالعلم اليسير منه أو العلم ببعضه وترك الآخر، فقد أحاط القرآن باللّغة من جميع جوانبها، وعليه فإن الواجب على المفسر أيضاً أن يكون لديه علمٌ واسعٌ باللغة ليتمكّن من فهم القرآن الكريم.[٤]