صحفية بريطانية: الغرب يخشى طالبان والشعب الأفغاني معا (مقابلة)

صحفية بريطانية: الغرب يخشى طالبان والشعب الأفغاني معا (مقابلة)

صحفية بريطانية: الغرب يخشى طالبان والشعب الأفغاني معا (مقابلة)

Ankara

أنقرة/ سعادت فردوس أباري/ الأناضول

الصحفية البريطانية إيفون ريدلي التي احتجزتها حركة طالبان عام 2001:
– الكثير من الصحفيين، بينهم صحفيون معروفون عالمياً يقومون بتغطيات عن أفغانستان مخالفة للحقيقة
– هناك العديد من المشاهد والصور والأفلام منتشرة في الإعلام الغربي عن أفغانستان ليس لها أي علاقة بالحقيقة
– مشاعر الغربيين متضاربة، فهم ينتقدون طالبان ولكنهم لا يرغبون في قدوم الأفغان إلى بلادهم.
– على حركة طالبان الالتزام بتعهداتها والإيفاء بوعودها واحترام حقوق المرأة وإلا لن يُغفر لها
– لا أهدف لمدح حركة طالبان أو تلميع صورتها، بل أرغب فقط في قول الحقيقة

قالت الصحفية البريطانية إيفون ريدلي إن الغرب يتخوف من طالبان والشعب الأفغاني معا، وإن هناك مشاهد وصور وأفلام منتشرة في الإعلام الغربي عن أفغانستان، ليس لها أي علاقة بالحقيقة على أرض الواقع.

وأضافت ريدلي أن الإعلام الغربي إما أنه يدرك الحقيقة ومع ذلك يختار تضليل باقي العالم، أو أنه يتسبب بجهله وغروره في تضليل العالم.

وفي مقابلة مع الأناضول تحدثت ريدلي عن آرائها بخصوص التطورات الأخيرة في أفغانستان.

وقالت ريدلي، التي احتجزتها حركة طالبان 11 يوماً عام 2001، إن العالم كله يرغب في معرفة ما يجري في أفغانستان، وإن هناك “مانشتات” مرعبة ومأساوية بخصوص أفغانستان منتشرة في الإعلام الغربي، تتسبب في رسم صورة مضللة لما يحدث على أرض الواقع.

وذكرت أن الكثير من الصحفيين، بينهم صحفيون معروفون عالمياً، يقومون بتغطيات عن أفغانستان مخالفة للحقيقة، وأن هناك العديد من المشاهد والصور والأفلام منتشرة في الإعلام الغربي عن أفغانستان ليس لها أي علاقة بالحقيقة.

وأكدت أن الإعلام الغربي إما أنه يدرك الحقيقة ومع ذلك يختار تضليل باقي العالم أو أنه يقوم بذلك عن جهل وغرور.

وأشارت إلى أن مثل هذا النوع من التغطيات الإعلامية والدعاية المضللة والخطرة تتسبب في تأجيج الفوضى وزيادة المشاهد المرعبة التي رأيناها مؤخراً تحدث في مطار كابل.

وتابعت: ” أتفهم جيداً خوف الناس من طالبان. فأنا أيضاً عندما تم احتجازي من قبل عناصرها شعرت بذلك، وخفت منهم كثيراً، ولذلك أتفهم خوف الناس. ولكنني أنا أيضاً كنت ضحية حملات التضليل”.

وأضافت: “أقنعنا الرئيس الأمريكي آنذاك جورج بوش الابن ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير بأنهم (طالبان) أشخاص همجيون ويكرهون المرأة. ولم أكن اعتقد عندما تم احتجازي أنني سأعيش لليوم التالي.”

– الكثير من التعصب والعنصرية

وحول المشاهد الصادمة التي حدثت في مطار كابل عقب سيطرة طالبان على العاصمة، قالت ريدلي إن من شاهدوا هذه المشاهد القاسية في الغرب، يرغبون في أن يتمكن الجميع من الخروج من أفغانستان، ولكنهم بعد ذلك يفكرون في “مخاطر” استضافة هؤلاء في بلادهم ، مشيرة إلى أن هناك الكثير من العنصرية والتعصب في الموضوع.

وأفادت أن مشاعر الغربيين متضاربة فهم ينتقدون طالبان ولكنهم لا يرغبون في قدوم الأفغان إلى بلادهم.

ولفتت إلى أن على بريطانيا والولايات المتحدة وباقي الدول، العمل على إجلاء الراغبين من الخروج من أفغانستان وأنه كان يتعين على هذه الدول أن تكون قد أعدت خطة لإجلائهم منذ أسابيع.

وأكدت أن تصريحات الغربيين بأنهم “تفاجأوا” مما حدث، غير صحيحة وغير صادقة، وأن من الضروري السماح للراغبين في الخروج من أفغانستان بالخروج، مشيرة أن هذه المشاهد الصادمة لا تعطي انطباعاً جيداً عن طالبان وسيئة أصلاً بالنسبة للغرب.

وتطرقت ريدلي إلى النقاشات الدائرة بخصوص عدم تمكن المرأة من الحصول على حقها في التعليم تحت حكم طالبان، قائلة إن الحركة تعهدت بالسماح للمرأة بمواصلة تعليمها حتى المستوى الجامعي.

واستطردت: ” لنأمل أن تنفذ طالبان تعهداتها، ولكن لابد من ذكر بعض الحقائق. لننظر إلى الحقائق على أرض الواقع. ما الذي أدى إليه الاحتلال الأمريكي لأفغانستان على مدى 20 عاما؟ الجامعات مفتوحة للجميع نظرياً إلا أن 2 بالمئة فقط من نساء أفغانستان يذهبن إلى الجامعة. و 84 في المئة من النساء لا تعرفن القراءة والكتابة.”

– على طالبان الإيفاء بوعودها

وشددت ريدلي على ضرورة التزام حركة طالبان بتعهداتها والإيفاء بوعودها وإلا لن يُغفر لها ذلك، وأن من الضروري أيضا أن تلتزم الحركة باحترام المرأة وحقوقها في كل أرجاء البلاد، وليس النساء المنحدرات من عائلات غنية في المدن الكبرى فقط.

كما تطرقت ريدلي إلى بعض الممارسات الخاطئة التي تتم في أفغانستان مثل الإساءة إلى المرأة وإرغامها على الزواج.

وزادت: “بصفتي مسلمة أعلم جيداً أنه لا يوجد في الإسلام إرغام على الزواج. ولا بد من التخلص من هذه العادات الثقافية الخاطئة الشائعة في أفغانستان. إذا كنتم ترغبون في إبراز قيم الإسلام فلتقضوا على الزواج الإجباري. وسيكون تجريم العنف الأسري بداية جيدة للتخلص من الممارسات الخاطئة.”

وأردفت ريدلي بالقول إن طالبان كان لديها 20 عاماً كاملة لرؤية أخطائها، لذلك فإنها لن تسمح بتحول أفغانستان إلى مركز للإرهاب بموجب الاتفاق الذي وقعته الحركة في الدوحة مع الولايات المتحدة.

وأشارت إلى أن الولايات المتحدة أنفقت تريليوني دولار منذ تدخلها العسكري في أفغانستان قبل 20 عاماً وأنه كان بمقدورها إحداث تطور كبير في البلاد لو أنفقت تريليون دولار فقط على التعليم والخدمات الصحية في أفغانستان بدلاً من إنفاقها على الجيش.

وذكرت أن ما فعلته واشنطن في الحقيقة هو تقديم جيش لحركة طالبان التي أصبح لديها الآن قوات جوية بعد سيطرتها على البلاد.

وأكدت ريدلي على أنها لا تهدف لمدح حركة طالبان أو تلميع صورتها وأنها لا تتبع أيديولوجية الحركة، بل ترغب فقط في قول الحقيقة، إلا أن البعض ينزعجون من ذلك.

وعام 2001 قبضت حركة طالبان على الصحفية البريطانية إيفون ريدلي أثناء محاولتها العبور من باكستان إلى أفغانستان واحتجزتها لمدة 11 يوماً قبل أن تفرج عنها.

وألفت ريدلي كتابا تحدثت فيه عن تجربتها مع طالبان. ورُشحت لجائزة نوبل للسلام عام 2019 لدورها في جهود المساعدات الإنسانية للمعتقلات السوريات في سجون النظام السوري ودورها في جمع الأدلة على جرائم الحرب المرتكبة في أراكان.

Source: Aa.com.tr/ar
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!