‘);
}

وصف الجنة

أعدَّ الله -تعالى- لعباده المُتَّقين ما لا عينٌ رأت، ولا أُذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فانظر إلى حال أهل الجنَّة وما أكرمهم الله -تعالى- به من نضارة الوجوه، والجلوس على منابر من ياقوت، يتَّكئون فيها على الأرائك المنصوبة على حافة الأنهار، وزيَّن الله الجنَّة بالحور العين اللاتي يُشبهن بحسنهنَّ الياقوت والمرجان، ومما لا شكَّ فيه أنَّ نظر أهل الجنَّة إلى الله -تعالى- من أجمل الملذّات التي يُنعم الله -تعالى- بها عليهم، وقد تواترت الأحاديث التي تُثبت رؤية المؤمنين لله -تعالى- بأبصارهم، فقد سأل أُناس النبي -صلى الله عليه وسلم- هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فأجاب بقوله: (هل تُضارُّونَ في الشَّمسِ ليس دونَها سَحابٌ؟ قالوا: لا يا رسولَ اللهِ قال: فهل تُضارُّونَ في القمرِ ليلةَ البدرِ ليس دونَه سَحابٌ؟ قالوا: لا يا رسولَ اللهِ قال: فإنَّكم ترَوْنَه يومَ القيامةِ كذلكَ يجمَعُ اللهُ النَّاسَ يومَ القيامةِ).[١][٢]

فمن آمن بالدار الآخرة، وأدرك ما فيها من انتهاء المصائب، وسلامة الأبدان من الخوف والجوع والعطش وسائر المكدّرات، اطمئَنّ وصبر على هموم الدنيا وما فيها من الشقاء،[٢] فأهل الجنَّة آمنون وفي السرور والنعيم يتقلَّبون، كيف لا وهي دار غرسها الله -تعالى- بيده، وجعلها منزلاً لأحبابه، وحفّها برحمته ورضوانه، وجعل الله -تعالى- للجنَّة ثمانية أبواب، يدخل منها المؤمنين أفواجاً، يقول الصحابي عتبة بن غزوان رضي الله عنه: (لقد ذُكر لنا أن ما بين مِصراعَين مِن مصاريع الجنة مسيرة أربعين سنةً، وليأتينَّ عليها يوم وهو كظيظ مِن الزحام).[٣]