طريقة تقديم زكاة الفطر نقدا او طعاما 1442

كيف يتم تقديم زكاة الفطر نقدا او طعاما ؟ هذا ما سنجيب عليه من خلال مقالنا اليوم فزكاة الفطر هي الزكاة التي يقوم المسلم بتقديمها عند انتهاء شهر رمضان، وقد بين رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- الحكمة من تشريع زكاة الفطر في حديثه الشريف حيث قال: {فرضَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ زَكاةَ الفطرِ طُهرةً للصَّائمِ منَ اللَّغوِ والرَّفثِ وطعمةً للمساكينِ}، ومن هذا الحديث يتضح أن الحكمة وراء فرضية زكاة الفطر تطهير لنفس الصائم، وإطعام للفقراء والمساكين وليغنيهم لك عن السؤال في ليلة العيد.

يتساءل الكثير من الأفراد عن طريقة تقديم زكاة الفطر، وهل يجوز تديمها نقدًا أم يجب تقديمها كطعام، وهذا ما سنتناوله من خلال سطورنا التالية على موسوعة.

زكاة الفطر نقدا او طعاما

زكاة الفطر هي ما يقدمه المسلم للفقراء بعد شهر رمضان، وتم تسميتها بالزكاة نظرًا لأنها تزكي النفس وتطهرها، وهذه الزكاة واجبة على المسلم القادر بعد فطره من رمضان، وعلى الرغم من أن الأصل في إخراج زكاة الفطر هو الطعام إلا أنه يجوز إخراجها على هيئة نقود لمن يتعثر عليهم تقديمها كطعام، ومن خلال السطور التالية سنوضح لكم آراء العلماء حول حكم إخراج الصدقات نقدًا.

هل يجوز إخراج زكاة الفطر فلوس

اختلفت آراء العلماء حول حكم إخراج زكاة الفطر نقدًا، ومن خلال السطور التالية سنوضح لكم الآراء التي توصل إليها العلماء في هذا الموضوع بالتفصيل:

• الرأي الأول: اتفق العلماء من الحنفية، والسلف مثل الحسن البصري، وإسحاق بن راهوية، وأبي ثور، وغيرهم من العلماء على جواز إخراج زكاة الفطر نقدًا في حالة حاجة الفقر إلى الأموال، واستندوا في هذا الرأي على أن الحكمة من تقديم الصدقة هو إعفاء الفقراء في هذه الليلة عن السؤال وسد حاجاتهم، وهذا الأمر يتحقق بصورة أبلغ.
• الرأي الثاني: اتفق علماء المالكية، والحنابل، والشافعية على عدم جواز إخراج زكاة الفطر نقدًا، واستندوا في ذلك على قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-
  في حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-: {فَرَضَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ علَى العَبْدِ والحُرِّ، والذَّكَرِ والأُنْثَى، والصَّغِيرِ والكَبِيرِ مِنَ المُسْلِمِينَ، وأَمَرَ بهَا أنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلى الصَّلَاةِ}، ويستدل من هذا الحديث على أ، تقديم زكاة الفطر يكون بالطعام، واستندوا أيضًا على حديث أبي سعيد الخدري-رضي الله عنه- بما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه: {كُنَّا نُخْرِجُ إذْ كانَ فِينَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ، عن كُلِّ صَغِيرٍ، وَكَبِيرٍ، حُرٍّ، أَوْ مَمْلُوكٍ، صَاعًا مِن طَعَامٍ، أَوْ صَاعًا مِن أَقِطٍ، أَوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِن زَبِيبٍ}.
• الرأي الثالث: قال الشيخ ابن تيمية -رحمه الله- أنه يجوز إخراج زكاة الفطر نقدًا عند الحاجة، وأكد على أن الأصل في تقديم زكاة الفطر هو الطعام، ولكن لا نمانع من تقديمها كأموال إذا تعسر على المسلم تقديمها كطعام، واستند في هذا الرأي على أن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال لأهل اليمن حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم: {ائتوني بعرض ثياب خميس، أو لبيس في الصدقة مكان الشعير، والذرة أهون عليكم، وخير لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة}.

إخراج زكاة الفطر نقدا

• بعد عرض الآراء التي تم تداولها بين علماء الدين يمككنا القول بأن الرأي الثالث هو الأقرب إلى الحقيقة، فمن لم يتمكن من تقديم صدقة الفطر طعام يجوز له أن يقدمها نقود، ولكن مما لا شك فيه أن المفضل في تقديم صدقة الزكاة هو الطعام.
• والجدير بالذكر أن تقديم زكاة الفطر ينبغي أن يكون في يومها حيث أكد المذهب في الفقه الشفعي على أنه لا يجوز تأخيرها عن موعدها، لقوله صلى الله عليه وسلم: {أغنوهم عن الطلب في هذا اليوم}. فإن أخره حتى خرج اليوم أثم وعليه القضاء، لأنه حق مال وجب عليه وتمكن من أدائه، فلا يسقط عنه بفوات الوقت، وهذا يعني أنه في حالة تأخير الصدقة عن موعدها يأثم الإنسان ولا تسقط عنه، فينبغي عليه أن يؤديها ولو مر وقتها، فهي زكاة واجبة.

بهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا اليوم الذي قدمنا لكم من خلاله مدى جواز تقديم الصدقة نقدًا، نأمل أن نكون قد قدمنا لكم محتوى مفيد وواضح عن تساؤلكم اليوم، نشكركم على حسن متابعتكم لنا، وندعوكم لقراءة المزيد من عالم الموسوعة العربية الشاملة.