وتوفي الفنان الكوميدي عبد الرحيم التونسي، المعروف فنيا بلقب “عبد الرؤوف”، في الساعات الأولى من يوم الاثنين، بعد معاناة طويلة مع المرض، عن سن ناهز 86 سنة.

وكتب ابن الفنان عبد الرحيم التونسي، أسامة التونسي ، على حسابه على موقع فيسبوك : “إنا لله وإنا إليه راجعون، أبي في ذمة الله”.

 وكان الفنان القدير عبد الرؤوف يعاني من مرض على في القلب، ما كان يتسبب له في انتفاخ على مستوى الصدر وضيق في التنفس باستمرار.

فنان طبع أجيالا

الفنان الراحل عبد الرحيم التونسي يعتبر من أبرز الفكاهيين المغاربة الذي طبع جيلا كاملا من المغاربة، حيث اشتهر بصوته المتميز ولباسه الفضفاض، وبلعبه لدور شخصية ساذجة ومرحة تحول مواقف الحياة اليومية إلى لحظات من الضحك.

 وبدأ “عبد الرؤوف” الذي ولد عام 1936، أولى خطواته على خشبة المسرح بداية ستينيات القرن العشرين، وبصم على مشوار فني حافل بالنجاحات، كما ظلت شخصية “عبد الرؤوف” ترافق مشواره لعقود طويلة، قبل أن يتسبب المرض في ابتعاده عن الساحة الفنية منذ سنوات.

وابتكر شخصية “عبد الرؤوف” الهزلية سنة 1960، بعد أن استوحاها من زميل سابق له في الدراسة كان يعتبر تجسيدا لكل ما هو مثير للسخرية، فأعجب بها الجمهور وأضحكت أجيالا متعاقبة. وبدأت العروض تتوالى في صالات المسارح المكتظة بالجمهور وتقام بشبابيك مغلقة، وأصبحت الأشرطة الصوتية تباع بالآلاف.

مشاهير نعوا الفقيد

وتداول عدد من مشاهير الوسط الفني المغربي، نبأ وفاة “عبد الرؤوف”، على صفحاتهم الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي.

ونعت النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية في الراحل “فنانا مقتدرا”، و”أحد أشهر الفنانين في تاريخ الكوميديا المغربية، الذي حظي بشعبية كبيرة خلال عقود من الزمن”.

وكتب الكاتب الصحفي والشاعر، عبد الحميد اجماهري، أن اسم الراحل عبد الرؤوف “ظل مقرونا عندي بالضحكة الغامرة منذ علمنا الضحك في الصغر “، مضيفا أن الراحل “وزع ملايين الصدقات على ملايين البشر بسمة وضحكة وفرحة”.

من جهتها، كتبت الفنانة ومديرة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، لطيفة أحرار، “رحم الله الفنان الكوميدي القدير السي عبد الرحيم التونسي. عزائي لعائلته الصغيرة، وجمهوره الكبير”.

وكانت منابر إعلامية، قد تداولت قبل أسابيع، نبأ تدهور الحالة الصحية للفنان المغربي عبد الرحيم تونسي “عبد الرؤوف”، ودخوله الإنعاش.

تعزية ملكية

وبعث الملك محمد السادس برقية تعزية ومواساة إلى أفراد أسرة الراحل الفنان عبد الرحيم التونسي.

وجاء في البرقية “فقد تلقينا بعميق التأثر، النبأ المحزن لوفاة المشمول بعفو الله ورضاه، الفنان الكوميدي القدير المرحوم عبد الرحيم التونسي، أحسن الله قبوله إلى جواره”.

 وبهذه المناسبة الأليمة، أعرب العاهل المغربي لأسرة الراحل، ومن خلالها لكافة أهلها وذويها، ولأسرة الفقيد الفنية الكبيرة، عن أحر تعازيه وصادق مواساته في فقدان “أحد رواد الفن المسرحي الكوميدي الهادف بالمغرب، والمشهود له بالأصالة والإبداع، مستحضرا، بكل تقدير، ما كان يتحلى به، رحمه الله، من دماثة الخلق، ومن روح إبداعية مرحة، برع في تجسيدها في شخصيته التلقائية “عبد الرؤوف”، والتي بصم بها على مسار فني مت