‘);
}

عذاب يوم القيامة

صِفة النار يوم القيامة

يظنّ البعض أنّه قادرٌ على تخيُّل نار يوم القيامة؛ اعتماداً على مقارنتها بنار الحياة الدُّنيا، وحَرّها، إلّا أنّ ذلك تَشوبه الكثير من الأخطاء، فنار الحياة الدُّنيا ليست إلّا جزءاً بسيطاً من نار جهنّم؛ قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (نَارُكُمْ جُزْءٌ مِن سَبْعِينَ جُزْءًا مِن نَارِ جَهَنَّمَ، قيلَ يا رَسولَ اللَّهِ إنْ كَانَتْ لَكَافِيَةً قالَ: فُضِّلَتْ عليهنَّ بتِسْعَةٍ وسِتِّينَ جُزْءًا كُلُّهُنَّ مِثْلُ حَرِّهَا)،[١] كما أنّ حَرّ الحياة الدُّنيا ما هو إلّا نَفَسٌ من أنفاس نار جهنّم؛ فقد أخرج البخاريّ عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (اشْتَكَتِ النَّارُ إلى رَبِّهَا فَقالَتْ: رَبِّ أكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فأذِنَ لَهَا بنَفَسَيْنِ: نَفَسٍ في الشِّتَاءِ ونَفَسٍ في الصَّيْفِ، فأشَدُّ ما تَجِدُونَ مِنَ الحَرِّ، وأَشَدُّ ما تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ)،[٢] ونار جهنّم هي التي وعد الله أهلها بالعقاب فيها، فهي ذلٌّ ومهانة وندامة وحسرة؛ قال -جلّ وعلا-: (يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ*وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ*وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ*وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنجِيهِ).[٣][٤]

أمّا في ما يتعلّق بطعام أهل النار يوم القيامة فهو كريهٌ شديد المرارة والنتانة والخُبْث، لا يسدّ الجوع، ولا يُفيد الجسم؛ قال الله -تعالى- في ذلك: (لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٍ*لَّا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِن جُوعٍ)،[٥] ومنه شجرة الزقّوم النَّتنة والخبيثة في طعمها ورائحتها، والتي تَنبت في نار جهنّم، وتُسقى من صديد أهل النار، فيكون طعمها عظيم الحرارة في البطون؛ قال -تعالى-: (إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ*طَعَامُ الْأَثِيمِ*كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ*كَغَلْيِ الْحَمِيمِ)،[٦] ولا يختلف شراب أهل النار كثيراً عن طعامهم في صفاته؛ فهو شرابٌ شديد الحرارة له طعمٌ كريهٌ ونَتِن، وهو ذو رائحة خبيثة، غليظٌ أسود يجمع بين الدَّم والقَيْح؛ قال -تعالى-: (وَاستَفتَحوا وَخابَ كُلُّ جَبّارٍ عَنيدٍ*مِن وَرائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسقى مِن ماءٍ صَديدٍ*يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكادُ يُسيغُهُ وَيَأتيهِ المَوتُ مِن كُلِّ مَكانٍ وَما هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِن وَرائِهِ عَذابٌ غَليظٌ)،[٧] كما تكون ثيابهم من القطران؛ وهو النُّحاس المُذاب شديد الحرارة، أمّا فراشهم وأغطيتهم فهي من النار؛ قال -تعالى-: (لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّـهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ).[٨][٩]