عشرات القتلى والجرحى في 3 تفجيرات شمال سوريا

عشرات القتلى والجرحى في 3 تفجيرات شمال سوريا

خبرني  – في أقل من 24 ساعة، قتل نحو 20 شخصاً بينهم نساء وأطفال، نتيجة ثلاثة تفجيرات متتالية، ضربت مناطق سيطرة الجيش الوطني السوري قرب الحدود السورية – التركية في ريف حلب شمال غربي سوريا.

وقالت مصادر محلية إن 6 مدنيين على الأقل قتلوا وأصيب العشرات نتيجة انفجار سيارة ملغمة قرب مدينة اعزاز في ريف حلب الشمالي، أعقبها عملية مماثلة قتل خلالها 6 عناصر من الجيش الوطني السوري جراء انفجار سيارة ملغمة على حاجز لهم بالقرب من بلدة «بزاعة» في ريف حلب الشرقي، وسبقهما تفجير وسط مدينة عفرين في الشمال قتل مساء السبت 8 أشخاص، بحسب صحيفة القدس العربي.

ناشطون محليون، قالوا إن سيارة مفخخة انفجرت في سوق شعبية في شارع المركز الثقافي بالقرب من مقر الحكومة السورية المؤقتة في مدينة إعزاز، ما أدى إلى مقتل 6 مدنيين، بينهم طفلة وسيدتان، وإصابة أكثر من 25 آخرين، حيث هرعت فرق الإنقاذ لدى «الخوذ البيضاء» إلى موقع التفجير للبحث عن مفقودين وإجلاء الجرحى وانتشال الجثث، كما نقلت الفرق الحالات الخطرة، إلى المشفى الوطني بمدينة اعزاز، ومشفى مدينة مارع في ريف حلب.

تزامناً، لقي 6 عناصر من الجيش الوطني السوري، على الأقل، مصرعهم نتيجة انفجار سيارة مفخخة على حاجز عسكري للجيش الوطني بالقرب من بلدة «بزاعة» في ريف حلب الشرقي. وقالت مصادر محلية إن السيارة يقودها انتحاري، انفجرت بعدما أوقفها عناصر «فرقة الحمزات» على حاجز عسكري قرب قرية «أم شكيف» في بزاعة شرقي حلب، على بعد 5 كلم شرق مدينة الباب. وأعقب التفجير قصف متبادل، بدأته قوات سوريا الديمقراطية «قسد» بالمدفعية الثقيلة، مستهدفة حواجز الجيش الوطني قرب بلدة «كفرخاشر».

 

** ارتفاع حصيلة الخسائر

ودوى في مدينة عفرين، مساء السبت انفجار مماثل، قتل على إثره 5 مدنيين بينهم 3 أطفال وأصيب أكثر من 20 آخرين، في انفجار آلية ملغمة في المنطقة الصناعية وسط مدينة عفرين. المرصد السوري لحقوق الإنسان، قال إن انفجاراً عنيفاً ضرب مدينة اعزاز الخاضعة لسيطرة الفصائل الموالية لأنقرة عصر الأحد، شمالي حلب، نجم عن سيارة مفخخة انفجرت بالقرب من المركز الثقافي ضمن المدينة، الأمر الذي أدى لخسائر بشرية ومادية كبيرة، حيث تأكد 6 بينهم شخص وامرأة، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 22 جراحهم متفاوتة.

ورصد المرصد السوري قبل ساعات، ارتفاع حصيلة الخسائر البشرية جراء التفجير العنيف الذي شهدته مدينة عفرين، إلى 8 قتلى بينهم 4 أطفال، قضوا في انفجار آلية مفخخة ضمن حي الصناعة في المدينة الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل في ريف حلب الشمالي الغربي. وأوضح أن «الآلية المفخخة هي رافعة يعمل عليها رجل لم يكن يعرف بتفخيخها وكان أولاده برفقته حين انفجارها».

وتشهد مناطق سيطرة المعارضة السورية شمال وشمالي غربي سوريا، استمراراً لمظاهر الفوضى الأمنية، دون أن تتمكن القوى المحلية والدولية التي تفرض نفوذها في المنطقة، في الوصول إلى حالة استقرار مستدام أو نسبي على أقل تقدير، حيث ترتفع وتيرة التفجيرات في مناطق سيطرة الجيش الوطني السوري ولا سيما في ريف حلب.

وعند الوقوف على الخلل الأمني في المناطق المحررة وبشكل خاص منطقتي درع الفرات وغصن الزيتون، اعتبر رشيد حوراني الباحث في المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام، «أن المنطقة محاطة بعدة قوى حولها، وهذه القوى غير متوافقة فيما بينها إنما تختلف أهداف كل منها عن الأخرى، وتحاول أن تكسب كل منها على حساب الأخرى».

بناء على ذلك، فإن موضوع التفجيرات برأي المتحدث قد تكون وراءها «قسد» وذلك بهدف أن توصل رسالة لتركيا والفصائل التي تدعمها تؤكد قدرتها على التأثير بقوة في مناطق تواجدهم. كما أنه، قد يكون وراء هذه التفجيرات، النظام وعملاؤه وفق رؤية المتحدث «من خلال تجنيد عملاء تابعين له تحت ضغط الظروف المعيشية التي تشهدها المنطقة، وأراد تكثيفها في هذا التوقيت نظرًا لاقتراب الانتخابات ومحاولة تسويق نفسه أن المناطق الخارجة عن سيطرته مضطربة بينما المناطق التي يسيطر عليها تخلو من مثل هذه التفجيرات، وإن كان منفذ التفجير اليوم هو داعشي فيمكن القول إن هيئة تحرير الشام تقف وراءه لإيصال رسالة بوجود داعش وضرورة المحافظة عليها «هيئة تحرير الشام» للتصدي لها، لأنها كثيرًا ما أعلنت في الفترة الأخيرة عن مداهمتها أو اشتباكها مع خلايا لداعش في المنطقة».

وتوجه أنقرة وحليفها المحلي شمال سوريا، أصابع الاتهام بتنفيذ التفجيرات لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية، وهو ما برز في تصريح تركي رسمي الأحد، اعتبر أنه «لا هدف لتنظيم بي كا كا سوى إراقة الدماء شمالي سوريا».

واستنكرت وزارة الدفاع التركية في بيان رسمي الهجمات التي نفذتها «قسد» في مدينتي الباب وأعزاز، وقالت الوزارة في بيان رسمي نشرته عبر تويتر، «إن التنظيم الإرهابي بي كا كا/ ي ب ك استهدف مدينتي الباب وأعزاز بعد يوم من الهجوم الإرهابي في مدينة عفرين» وأوضحت «أن إرهابيي «ي ب ك/ بي كا كا» أعداء للإنسانية، وأن الهجوم أسفر عن مقتل 10 وإصابة 24 مدنيًا».

وتابعت: «هؤلاء الإرهابيون الذين يقتلون إخواننا السوريين بهجماتهم غير الإنسانية لزعزعة السلام والثقة في المنطقة، نهايتهم الدفن رفقة أحلامهم في الحفر التي حفروها، والغرق في دماء الأبرياء التي أراقوها».

 

** الائتلاف: المجرم معروف

واعتبر الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة أن البلدات والمدن والقرى في ريف حلب الشمالي «أمام حملة إرهابية بالمفخخات» وتوجه الائتلاف في بيان رسمي إلى جميع قوى الثورة ومؤسساتها وجيشها على الأرض بضرورة أخذ الحيطة والحذر ورفع مستوى التنسيق. وقال إن «الحملة الإجرامية تقتل المدنيين من النساء والأطفال وتدمر الأحياء السكنية، لكنها تهدف لنشر الفوضى ومنع الاستقرار ونشر حالة إرهابية لتهجير الناس أو منع عودتهم، وهي تستهدف بالإرهاب الميداني استكمال التعطيل الذي يمارسه النظام في ملف الحل السياسي».

وأكد الائتلاف الوطني أن النظام وحلفاءه من الميليشيات الإيرانية وأدواتها الإرهابية بما فيها ميليشيات الـ PYD، تقف وراء هذه الجرائم الوحشية، وأن هذه الجرائم لن تمر بلا حساب. فاستراتيجية النظام تسعى لتجاوز الاتفاقات وصولاً إلى تنفيذ هجماته بوسائل إرهابية بالكامل، بالتوازي مع القصف ومحاولات التقدم والانتهاكات المتعددة التي يرتكبها بحق الشعب السوري، حسب البيان الذي اعتبر «استمرار التفجيرات وسقوط الشهداء من النساء والأطفال والشباب في الأحياء السكنية المستهدفة إضافة إلى عشرات الجرحى والمصابين والخراب الهائل، أمر يهدد بكارثة وانفجار جديد للأوضاع».

وجدد الائتلاف مطالبته المجتمع الدولي بضرورة الاضطلاع بمسؤولياته تجاه هذه التطورات، والعمل من أجل بناء تعاون دولي حقيقي لمواجهة الإرهاب الذي يستهدف الشعب السوري بالتفجيرات والسيارات المفخخة والطائرات. وقال «المؤسسات المتخصصة في الحكومة السورية المؤقتة والجيش الوطني السوري تتابع التحقيق في التفجيرات وتعمل على ملاحقة وتعقب التنظيمات الإرهابية، ونتطلع في هذا السياق إلى مزيد من الدعم الدولي» معتبرًا ان النظام والتنظيمات الإرهابية يعملون بشكل متناغم، فلغة الإرهاب هي البديل الذي يريدون فرضه على الشعب السوري بعد تعطيل النظام للحل السياسي، الأمر الذي يضاعف المسؤولية على المجتمع الدولي.

وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية على مدينتي «منبج» و«تل رفعت» في ريف محافظة حلب، وتشن هجمات متقطعة على مواقع الجيش الوطني المدعوم من أنقرة، ولا سيما جرابلس وعفرين وأعزاز الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة المسلحة.

 

Source: khaberni.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!