عقد العمل كموظف مستقل: 10 أشياء تحتاج إلى معرفتها

تشير الأبحاث إلى أنَّ 58٪ من العاملين المستقلين لا يُدفَع لهم لقاء عملهم، وذلك وفقاً لرابطة الشركات الصغيرة في المملكة المتحدة. قد يساعد امتلاك عقدٍ جاهزٍ قبل أن تبدأ العمل المستقل في حمايتك من العملاء الذين لا يدفعون لك أجرك، بالإضافة إلى حمايتك من العديد من المخاطر الأخرى المرتبطة بعملك كعاملٍ مستقل. يقدِّم هذا المقال نصائح عامَّة، ولكنَّه لا يقوم مقام نصيحةٍ قانونية؛ لذا احرص على مراجعة القوانين المحلية لبلدك، والاتصال بخبيرٍ قانونيٍّ عند الضرورة.

ملحوظة: يقدِّم هذا المقال نصائح عامَّة، ولكنَّه لا يقوم مقام نصيحةٍ قانونية؛ لذا احرص على مراجعة القوانين المحلية لبلدك، والاتصال بخبيرٍ قانونيٍّ عند الضرورة.

كما تساعدك اتفاقية العمل المستقل أيضاً في:

  • وضع توقعاتٍ واضحةٍ قبل بدء العمل.
  • تجاوز اعتراضات العملاء حول الدفع والمواعيد النهائية والتغذية الراجعة والتقييمات وما شابه ذلك.
  • تحصيل رسومٍ مقابل أيِّ عملٍ إضافيٍّ لم يكن في نطاق المشروع الأصلي، والذي غالباً ما يسمَّى “زحف النطاق – Scope Creep”.

هل يحتاج كلُّ موظفٍ مستقلٍ (فريلانسر) إلى عقد؟

ليس عليك بالضرورة أن تمتلك عقداً قبل أن تعمل كعاملٍ مستقل، ولكن من دون عقدٍ، قد ينتهي بك المطاف دون الحصول على المال إذا لم يَجْرِ المشروع كما هو مخططٌ له.

قد لا تحتاج إلى عقد عمل حرٍّ إذا كنت:

  • تعمل بشكلٍ حرٍّ كهواية.
  • لا تعتمد على دخلك المستقل -بشكلٍ أساسي- لتأمين لقمةِ العيش.
  • تقوم بمشاريع صغيرةٍ قصيرة المدى، لا تكلِّف الكثير من المال.

وعلى النقيض، فمن المستحسن أن توقِّع على عقدٍ في حال:

  • كان العمل المستقل (العمل الحر) يشكِّل عملاً بدوامٍ كاملٍ بالنسبة إليك.
  • كنت تعتمد على عملك المستقل لتأمين لقمةِ العيش.
  • كنت تعمل في مشاريع عالية القيمة، ويمكن أن يستغرق إكمالها أسابيعاً أو شهوراً.

ما الذي يجب تضمينه في عقد عملك كعاملٍ مستقل؟

يعتمد ما تضعه في عقدك على نوع العمل الذي تقوم به، فعلى سبيل المثال: هل تحتاج إلى اتفاقيةٍ تعاقديةٍ لكلِّ مشروعٍ منفصلٍ تعمل عليه؟ أم إلى وضع شروطٍ وأحكامٍ تتطلَّب من عملائك عقود عملٍ ثابتةً للعملاء المنتظمين؟ أم إلى وضع شروطٍ وأحكامٍ تتطلَّب من عملائك قبولها قبل الشروع في أيِّ عملٍ معهم؟ احرص إذاً على استشارة خبيرٍ قانونيٍّ للحصول على مزيدٍ من التفاصيل.

فيما يلي أفضل البنود التي عليك التفكير في تضمينها في عقدك المستقل.

أساسيات عقد العمل المستقل:

1. الأجر وأحكام الدفع:

يحدِّد هذا القسم المبلغَ الذي تتوقع أن يُدفَع إليك، ومتى يجب دفعه: هل تطلب عربوناً (مبلغاً بسيطاً مقدّماً) عند حجز الخدمة؟ أم دفع كامل المبلغ مقدَّماً؟ أم تسديد المبلغ على دفعات؟ على سبيل المثال: من الشائع أن يأخذ الكتَّاب المستقلون عربوناً بنسبة 50٪ عند حجز مشروعٍ ما، وأن يستلموا باقي المبلغ عند إكمال العمل.

يساعد هذا في الحفاظ على التدفق النقدي لديك، ويؤمِّن لك قسطاً من المبلغ الكليِّ في حال تراجع العميل عن المشروع المتفق عليه لأيِّ سبب من الأسباب.

لماذا يجب أن أدفع مقدَّماً؟

هذا اعتراضٌ مألوفٌ قد يصدر عن عملاء ليسوا على استعدادٍ لدفع ثمن العمل الذي لم تقم به بعد؛ لذا أمعن التفكير في هذا: عندما تكون عاملاً مستقلاً، فإنَّ وقتك هو منتجك، والعملاء يدفعون مقابل ذلك؛ لذا خذ في عين الاعتبار أنَّ هناك إمداداتٍ محدودةً منه، وسيجعل أخذ عربونٍ أو دفعةٍ كاملةٍ مقدَّماً العملاءَ يحجزون وقتاً في جدولك الزمني، ويلتزمون باتفاقهم معك نتيجةً لذلك.

2. غرامات التأخير:

ماذا يحدث إذا لم يدفع العميل في الوقت المحدَّد؟ بحسب رابطة الشركات الصغيرة في المملكة المتحدة: تتأخَّر ثلث المدفوعات للشركات الصغيرة؛ لذا يمكن أن يساعد تحصيل الفائدة على المدفوعات المتأخرة في حماية تدفُّق أموالك، وتشجيع العملاء على الدفع الفوري، فعلى سبيل المثال: تُضاف رسومٌ بقيمة 5٪ كلَّ 14 يوماً على الفاتورة غير المدفوعة.

قبل أن تتمكَّن من البدء بتحصيل رسوم مبالغ التسديد المتأخرة، يجب أن يكون عملاؤك على درايةٍ بهذه الرسوم؛ لذا اذكرها بوضوحٍ في بنود العقد، واحرص على أن تكون معقولة؛ كما يمكنك أيضاً التفكير في تقديم حسمٍ للعملاء الذين يدفعون رسومهم مقدَّماً.

3. العمل الإضافي (زحف النطاق – Scope creep):

ماذا يحدث إذا استجدَّت تغيُّراتٌ في العمل، وكنت قد وافقت على رسمٍ ثابتٍ للمشروع بدلاً من ساعات العمل؟ يحدث “زحف النطاق” عندما تتجاوز متطلَّبات المشروع الخطةَ الأصلية، ويعني هذا بالنسبة إلى العمَّال المستقلين أنَّ عميلك ينتظر منك القيامَ بمزيدٍ من العمل، دون دفع المزيد من الرسوم.

يمنحك التحديد الواضح في الاتفاقية الأولية للبنود المقرَّر إنجازها في المشروع شيئاً ملموساً لمراجعته إذا كان عميلك يحاول إلزامك بالقيام بأعمالٍ إضافية؛ فتذكَّر أن تُدرِج كيف ستقوم بالعمل الإضافي؛ هل ستؤدِّيه بناءً على عدد ساعات العمل، أم أنَّك ستتقاضى رسوم مشروعٍ جديد؟

4. حقوق الملكية الفكرية:

من يملك حقوق عملك؟ كموظف، عادةً ما يمتلك ربُّ عملك حقوق كامل العمل الذي تقوم به من أجله، سواءً أَكان هذا صوراً تلتقطها، أم أفكاراً تشاركها في الاجتماعات؛ أمَّا عندما تكون عاملاً مستقلاً، فأنت تمتلك عملك إلى أن تنقل تلك الملكية إلى عميلك؛ إذاً، فالأمر متروكٌ لك لتحديد إذا كان هذا النقل سيحدث، ومتى سيحدث في بنود العقد. على سبيل المثال: هل يكون ذلك عندما ترسل مسودَّتك النهائية؟ أم سيكون بمجرد أن يدفع العميل كامل مستحقاتك؟

أيضاً، تذكَّر أنَّ تحدِّد ما سيملكه عميلك بالضبط -كحقوق- في المسودة النهائية، أو في كلِّ الأفكار التي اقترحتها خلال المشروع. تحقَّق من قوانين حقوق الملكية في بلدك، واحصل على المشورة القانونية إذا كنت تجهلها.

5. تضمين الأعمال السابقة في إضبارة عملك:

يُعدُّ عرض عملك السابق أفضل طريقةٍ لكسب عملاء جدد، لكن اذا كنت تريد استخدام العمل الذي تقوم به لتسويق عملك، فستحتاج إلى إذنه أولاً.

لدى بعض العاملين المستقلين بندٌ في عقدهم يؤكِّد أنَّهم يحتفظون بحق استخدام مقتطفاتٍ من المشاريع التي عملوا عليها لأغراض التسويق والترويج لأنفسهم، ولا ينبغي لهذا أن يفاجئ العملاء؛ لأنَّ معظمهم سيوظِّفونهم بعد رؤية إضبارة عملهم التي تريهم ما قاموا به قبلاً.

6. استراتيجية إلغاء العقد وإنهاء الرسوم:

ماذا يحدث إذا ألغى العميل المشروع بشكلٍ غير متوقع، سواءً أكان ذلك قبل أم في أثناء العمل على المشروع؟ يجب أن ينُصَّ العقد بوضوحٍ على إمكانية السماح بإلغاء العقد، وفي أيِّ إطارٍ زمني، وما إذا كان العملاء سوف يفقدون مدفوعاتهم -أم لا- إذا قاموا بإلغاء العقد؛ وإذا كان لديك اتفاقية استبقاء، فاحرص على تضمينها مدة الإخطار المطلوب إذا رغبَ أيٌّ من الطرفين في الإلغاء.

قد يُدفَع جزءٌ من مبلغ العقد “kill fee” عندما يُلغِي العميل المشروع الذي تعمل عليه بالفعل؛ وعادةً ما يكون ذلك على شكل نسبةٍ مئويةٍ من قيمة المشروع الكاملة، والتي تغطي جزءاً -أو كلَّ- من الوقت الذي استثمرته في المشروع حتَّى تاريخ الإنهاء.

إذا قام العميل بإلغاء مشروعٍ خلال مدةٍ قصيرة، ولم يكن بإمكانك التعويض عن الفجوة التي تسبَّب بها ذلك في دخلك على الفور؛ فسيكون بمقدورك الحصول على بعض الأموال التي توقَّعت أن تكسبها في وقت ذلك المشروع.

7. حالات المرض أو الإصابة:

ماذا يحدث إذا اضطررت إلى أخذ إجازةٍ اضطراريَّة؟ سواءٌ أكنتَ في حالةٍ صحيةٍ جيدةٍ أم لا، فمن المحتمل أن تأخذ إجازةً غير مخططٍّ لها في بعض مراحل حياتك المهنية، كأن تكون مريضاً، أو بحاجةٍ إلى رعاية أحد أفراد أسرتك.

العمل هو آخر شيءٍ تريد التفكير فيه في أوقاتٍ كهذه، لذلك من الهامِّ أن يكون هناك ما يبرِّر وضعك ويشرحه في عقدك؛ على سبيل المثال: يمكنك أن تحتفظ بالحق في الاستعانة بمصادر خارجيةٍ للقيام بالعمل، أو تأجيله لفترةٍ زمنيةٍ محددة، أو عرض استردادٍ كاملٍ أو جزئيٍّ للمال الذي دُفِع لك.

يمكنك الاستعداد لليوم الأسود من خلال الخوض في عاداتٍ جيدةٍ الآن، مثل دفع مبلغٍ صغيرٍ في “تمويل الإجازات المرضية” خاصتك كلَّ شهر، وليكن في معلومك أنَّ بعض الاستراتيجيات لن تؤمِّن تغطية دخلك بالكامل.

8. التغييرات في طبيعة العمل:

دون بندٍ في عقد عملك المستقل، سيكون من السهل الوقوع في “مصيدة الطلبات التي لا حصر لها”؛ لذا حدِّد عدد مرات التغيير التي ستجريها ضمن المشروع، والحدَّ الأدنى الذي ستكلِّفه هذه التغييرات. على سبيل المثال: من الشائع عند الكتَّاب المستقلين تضمين فترةٍ واحدةٍ من التعديلات على المشروع، ثمَّ تحصيل رسومٍ بالساعة لأيِّ تغييراتٍ إضافية.

تذكَّر أن تضمِّن الحدَّ الزمني الذي يجب تقديم التغذية الراجعة والمراجعات خلاله، ممَّا يمنع العملاء من العودة بعد ذلك بأسابيع عندما تكون مشغولاً بأعمالٍ أخرى.

9. وضعك كمتعاقد:

بصفتك عاملاً مستقلاً، فأنت لست موظفاً، ولا يحق لك الحصول على الفوائد نفسها التي يحصل عليها الموظف، مثل: الإجازات المرضية، والعطلات المدفوعة الأجر؛ ولكن قد يودُّ بعض العملاء معاملتك على أنَّك موظف.

يجب أن يحدِّد عقدك معنى أن تكون متعاقداً، على سبيل المثال: أنت حرٌّ في العمل وفقاً لجدولك الزمني، وفي تحديد المواعيد النهائية، واستلام أعمالٍ من عملاء آخرين، واختيار المشاريع التي تقوم بها.

10. جهة التواصل الرئيسة:

ليس بالضرورة أن يكون هذا شرطاً تعاقدياً، ولكنَّه بالتأكيد سيجعل حياتك أسهل: من سيكون جهة الاتصال الرئيسة لهذا المشروع؟ يساعدك وجود شخصٍ واحدٍ -من طرف العميل- يكون مسؤولاً عن الرد على استفساراتك ومعالجة فواتيرك، في مراجعة عملك وإنجاز الأمور والالتزام بالجدول الزمني المحدد. هذا هامٌّ بشكلٍ خاص إذا كنت تعمل مع منظماتٍ كبيرة، أو كنت تتعامل مع أصحاب مصلحةٍ متعددين.

نصائح لعقد العامل المستقل:

  • اكتب العقد بلغةٍ بسيطة: لا يحبُّ أحدٌ قراءة العقود الطويلة أو التي تسبب الإرباك، ومن الأسهل بكثير الحصول على موافقةٍ من عملائك عندما يكون لديك عقدٌ مكتوبٌ بلغةٍ بسيطةٍ يَسهُلُ فهمها؛ لكن احرص على تغطية جميع القواعد القانونية الخاصة بك.
  • احصل على مساعدةٍ متخصصة: هناك الكثير من قوالب عقود المستقلين على الإنترنت، لكن لا بديلَ عن المشورة المهنية؛ وبمجرَّد الانتهاء من صياغة مشروعك، احصل على رأيٍّ قانونيٍّ من أحد المتخصصين.
  • حدِّث عقدك بانتظام: إدارة الأعمال التجارية خاصتك مغامرة، وسوف تصادف مطباتٍ جديدة دائماً. لذا فكِّر -عندما تواجه مشكلة- في كيفية توفير أفضلِ حماية لنفسك من خلال إضافة بندٍ جديدٍ إلى عقدك التالي.

نصائح حول كيفية التعامل مع أي انتهاكٍ لبنود العقد:

  • احتفظ بنسخةٍ مكتوبةٍ عن كلِّ عمليات التواصل: من الأسهل بكثيرٍ الاستشهاد بالمحادثات عندما تكون مكتوبة؛ لذا إذا ساءت العلاقة مع العميل، تجنَّب التواصل عبر الهاتف والتزم بالبريد الإلكتروني، سيساعدك هذا أيضاً في الحفاظ على المهنية ووضع العواطف جانباً.
  • تمسَّك بسلاحك: لديك عقد، وقد يكون تنفيذه من حقوقك؛ فتذكَّر أنَّ لديك عملاً تديره، ولا تستسلم لضغوطاتٍ لا داعيَ لها.
  • اطلب المشورة القانونية: يجب أنَّ يوفِّر لك عقدك بعض الحماية، ففي حال لم تكن واثقاً ممَّا يجب فعله بعد ذلك، فليس هناك بديلٌ عن النصيحة القانونية المناسبة التي يمكن أن توفِّر الوقت والجهد على المدى الطويل.

تذكَّر أنَّ عقدك هو عملٌ مستمر بمقدوركَ تعديله وتحسينه مع تزايد عملك.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!