علاج مرض التيفوئيد
}
مرض التيفوئيد
يُعرَف بمرض التيفوئيد أو ما يُسمّى طبيًا حمى التيفوئيد بأنه مرض ناتج من بكتيريا السالمونيلا التيفية، وهو نادر الانتشار في البلدان الصّناعية، مع ذلك فإنّه ما يزال يشكّل تهديدًا خطيرًا للصحة في العالم النامي، خاصّةً بالنسبة للأطفال، إذ تنتقل الإصابة من خلال الطعام والمياه الملوّثَين، أو من خلال الاتصال المباشر بالشخص المصاب، وقد يسبب هذا المرض ظهور عدّة أعراض، أهمّها: ارتفاع درجة الحرارة، وآلام في البطن، والإمساك أو الإسهال، ويكون العلاج بالمضادات الحيوية[١].
‘);
}
علاج مرض التيفوئيد
معظم حالات الإصابة بمرض التيفوئيد يمكن علاجها بنجاح من خلال المضادات الحيوية، كما أن معظم الحالات يمكن علاجها في المنزل دون الحاجة إلى الإقامة في المستشفى؛ إذ إن الحالات الحادة هي التي تحتاج إلى إدخال إلى المستشفى، ويمكن علاج هذا المرض على النحو الآتي:[٢]
- العلاج في المنزل: إذا شُخص مرض التيفوئيد في مراحله المبكّرة يمكن وصف دورة من المضادات الحيوية التي تُؤخذ عن طريق الفم، ويحتاج معظم الأشخاص المصابين إلى تناول هذه الأدوية لمدة تصل إلى 7-14 يومًا، ومن المضادات الحيوية شائعة الاستخدام في علاج مرض التيفوئيد ما يأتي[١]:
- سيبروفلوكساسين، كثيرًا ما يصف الأطباء هذا العلاج للبالغات غير الحوامل.
- سيفترياكسون، وهو مضاد حيوي يُعطى عن طريق الحقن ويستخدم كبديلٍ للأشخاص الذين لا يناسبهم تناول السيبروفلوكساسين، مثل الأطفال، إلا أن بعض سلاسل البكتيريا قد تطوّر مقاومةً ضد نوع أو أكثر من المضادات الحيوية، وهذه من المشكلات المتزايدة، خاصّةً في مناطق جنوب شرق آسيا، لذا عادةً ما تؤخذ عينة بول أو براز أثناء مرحلة التشخيص لتحديد سلالة البكتيريا المسبب للمرض، ويحدد المضاد الحيوي على هذا الأساس، وغالبًا ما تبدأ الأعراض بالزوال خلال يومين أو ثلاثة أيام من تناول المضادة الحيوي، ولضمان نجاح العلاج يجب اتباع الآتي:
- تناول دورة المضادة الحيوي كاملةً كما وصفها الطبيب.
- التأكد من أن يحصل المريض على قدر كافٍ من الراحة.
- شرب المريض للسوائل بكثرة وتناول وجبات الطعام بانتظام، وقد يكون من الأسهل عليه تناول عدد أكبر من الوجبات بكميات أقل بدلًا من تناول ثلاث وجبات كبيرة.
- يجب على المريض مراعاة معايير النظافة الشخصية، مثل غسل اليدين بانتظام بالصابون والماء الدافئ؛ بهدف التقليل من خطر انتشار العدوى إلى الآخرين.
- العلاج في المستشفى: يوصى بالإدخال إلى المستشفى إذا كان المريض يعاني من أعراضٍ شديدة لحمى التيفوئيد، مثل: التقيؤ المستمر، أو الإسهال الشديد، أو انتفاخ البطن، كما أنه إجراء وقائي، إذ يمكن إدخال الأطفال الصغار الذين يصابون بمرض التيفوئيد إلى المستشفى، ليُعطوا حقن المضادات الحيوية والسوائل والمغذيات عبر الوريد مباشرةً، وفي حال حدوث مضاعفات خطيرة تهدد حياة الشخص المصاب قد تكون العمليات الجراحية خيارًا متاحًا، إلا أن المضاعفات نادرة جدًا في حال تناول المضادات الحيوية في الوقت المناسب، فقد يتحسّن المرضى الذين يُدخلون إلى المستشفى في غضون 3-5 أيام، لكن قد يستغرق الأمر عدة أسابيع للخروج.
أعراض مرض التيفوئيد
عادةً ما تستمر فترة حضانة البكتيريا مدّةً تصل إلى أسبوع أو أسبوعين، وتصل مدة المرض إلى حوالي 3-4 أسابيع، وتتضمن الأعراض الشائعة للإصابة بمرض التيفوئيد ما يأتي:[٣]
- قلة الشهية.
- الصداع.
- أوجاع وآلام عامة.
- ارتفاع في درجة حرارة الجسم، إذ تصل إلى 40 درجة سيليوس.
- الشعور بالتعب والإرهاق.
- الإسهال.
وقد يعاني بعض الأشخاص من احتقان الصدر، والألم في البطن والشعور بعدم الراحة، فيه، ويحدث تحسن في الأسبوع الثالث والرابع في حال عدم حدوث مضاعفات، كما قد يعاني حوالي 10% من الأشخاص من أعراض متكررة بعد الشعور بالتحسن لمدة أسبوع إلى أسبوعين، وتعدّ الانتكاسات أكثر شيوعًا عند الأشخاص الذين يعالجون بالمضادات الحيوية[٣].
طرق انتقال مرض التيفوئيد
تحدث الإصابة بالتيفوئيد بسبب بكتيريا السالمونيلا التيفية، وينتشر عن طريق الطعام والمشروبات ومياه الشرب الملوّثة ببراز الشخص المصاب، كما ينتشر عند غسل الفواكه والخضروات بالمياه الملوّثة، ومن طرق انتشاره الأخرى ما يأتي:[٤]
- الانتقال عن طريق البراز: فالبكتيريا التي تسبب المرض تنتشر عن طريق الأغذية، أو المياه الملوّثة، وأحيانًا من خلال الاتصال المباشر بشخص مصاب في الدول النامية، وتنتج معظم الحالات من مياه الشرب الملوّثة، وسوء الصّرف الصّحي، وغالبية الأشخاص في البلدان الصّناعية تلتقط البكتيريا التيفية أثناء السفر وتنشرها إلى أشخاص آخرين، وهذا يعني أنّ السالمونيلا التيفية تُمرّر في البراز، وأحيانًا في بول الأشخاص المصابين.
- الاتصال المباشر بالمصابين: حتى بعد العلاج بالمضادات الحيوية تبقى لدى عدد قليل من الأشخاص الذين يتعافون من حمّى التيفوئيد بكتيريا في الأمعاء أو المرارة، والأشخاص الذين يُطلق عليهم اسم النواقل تكون البكتيريا في برازهم، بالتالي يصيبون غيرهم، على الرغم من عدم وجود أيّ أعراضٍ لديهم.
الوقاية من مرض التيفوئيد
من الصّعب في العديد من الدول النامية تحقيق أهداف الصّحة العامّة التي تساعد على منع حمى التيفوئيد ومكافحتها، مثل: مياه الشرب الصحية، وتحسين مستويات الصرف الصحي، والرعاية الطبية الكافية؛ لهذا السبب يعتقد بعض الخبراء أنّ تطعيم المجموعات السكانية المعرّضة للخطر هو أفضل طريقة للسيطرة على حمى التيفوئيد، ومن طرق الوقاية ما يأتي:[١]
- التطعيم: إذ يوجد نوعان من اللقاحات المتاحة، هما:
- أخذ حقنة واحدة بجرعة واحدة على الأقل قبل أسبوع واحد من السفر.
- إعطاء مرة واحدة عن طريق الفم أربع كبسولات، مع أخذ واحدة كل يوم، ويوصى بأخذ اللقاح إذا كان الشخص يعيش أو يسافر إلى مناطق يصبح فيها خطر الإصابة مرتفعًا.
- الوقاية المنزلية: تتضمن ما يأتي:
- غسل اليدين جيدًا.
- تجنب شرب المياه غير المعالجة.
- تجنب تناول الخضروات والفواكه غير المغسولة بمياه نظيفة.
- عدم تناول الأطعمة النيئة وغير المطهوية.
ولضمان نجاح فعالية العلاج والوقاية من مرض التيفوئيد يجب اتباع الخطوات والنصائح الآتية[١]:
- أخذ المضادات الحيوية حسب تعليمات الطبيب، والتأكد من الانتهاء من الوصفة الطبية كاملةً.
- غسل اليدين كثيرًا، فذلك يحدّ من انتشار العدوى إلى الآخرين، ويُفضّل استخدام الماء الساخن والصابون والفرك جيدًا لمدة 30 ثانيةً على الأقل، خاصّةً قبل الأكل، وبعد استخدام المرحاض.
- تجنّب تحضير الطعام للآخرين، وفي حال كان المصاب يعمل في الخدمات الغذائية أو مرفق للرعاية الصحية فيجب عليه عدم العمل حتى التخلص نهائيًا من العدوى.
تشخيص مرض التيفوئيد
يُشخّص المرضى الذين لديهم تاريخ من السفر وبداية تدريجية للحمى التي تزداد شدّةً، إذ يُجرى تحليل لبراز الشخص المصاب ودمه، وأحيانًا تؤخذ خزعة لنخاع العظم، وقد يًلجَأ إلى الصور الشّعاعية، والتصوير المقطعي بالرنين المغناطيسي للكشف عن مضاعفات المرض، مثل: ثقب الأمعاء، وتشكّل الخرّاج في الأعضاء، مثل الكبد أو العظام.[٥]
المراجع
- ^أبتث“Typhoid fever”, www.mayoclinic.org, Retrieved 21-10-2018. Edited.
- ↑“Typhoid fever”, nhs,18-6-2018، Retrieved 13-1-2019. Edited.
- ^أبCarol DerSarkissian (22-7-2017), “Typhoid Fever”، webmd, Retrieved 13-1-2019. Edited.
- ↑“What you need to know about typhoid”, www.medicalnewstoday.com, Retrieved 21-10-2018. Edited.
- ↑“Typhoid Fever (Enteric Fever)”, www.emedicinehealth.com, Retrieved 20/11/2019. Edited.