علامات ليلة القدر ابن باز

علامات ليلة القدر ابن باز

يسعى المسلم جاهدًا أن يدرك ليلة القدر وأن يملأ ليلها بالطاعات والصلوات فهي تلك الليلة التي قال الله عنها أنها خيرًا من 1000 شهر وقد أكد العالم الجليل ابن الباز وغيره من العلماء أن علامة ليلة القدر هي:

• أن يصبح نهارها فتكون السماء صافيه والشمس لا تمتك أي أشعة وهكذا وصفها النبي -صلى الله عليه وسلم-.
• أما ليلة القدر نفسها فتكون السماء منيرة بل وتفتح أبواب السماء وتخرج الملائكة لكن لا يرى الإنسان منها ألا نورها وهي أكبر علامة على وقوع ليلة القدر.
• وهنا يتساءل الكثيرين هل لو لم أرى نور السماء في ليلة القدر فهذا يعني أنني لم أدركها؟ والإجابة هي بالتأكيد لا فإدراك ليلة القدر لا يشترط أبدًا أن تراها في السماء بل حتى تدرك ليلة القدر عليك أن تتعبد فيها كما لو أنك لم تتعبد الله سبحانه وتعالى من قبل.
• فإن عكف المسلم على العبادة في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك فهو بذلك مدركًا لفضل ليلة القدر كله بإذن الله وإن لم يرى أيًا من علامتها لأن تلك الليلة تأتي في العشر الأواخر وبالتالي لو قمت بقيامهم لن تفوتك ليلة القدر أبدًا بإذن الله.
• لذلك ليس على الإنسان أن ينشغل بالعلامات بل لابد أن ينشغل بالقيام وبالعبادة أفضل له وهو بإذن الله يدركها، كما على المسلم أن يكثر من دعاء “اللهم بلغني ليلة القدر” حتى يستجيب الله له ويجعلها من الفائزين بتلك الليلة.

فضل ليلة الْقَدْرِ

لطالما كان دهر الله كله خيرًا ألا أنه خصص بعض الأيام والشهور تمتلك بركة خاصة وتفوقت ليلة القدر عن باقي الأيام والليالي نظرًا لفضلها وهو:

• هي الليلة التي نُزل فيها القرآن الكريم على عبده محمدًا -صلى الله عليه وسلم- وما من خير كلام الله المنزل ليحتفي الله به في أرضه ويجيب لعباده دعاؤهم في ليلة نزوله.
• هي الليلة التي يكتب فيها الله سبحانه وتعالى أقدار العباد من العام إلى العام وفيها يتم تحديد قدر كل إنسان ففيها يكتب ما كنت تريده لو قمت بالإلحاح في الدعاء، ويكتب الناجين من النار الذين تعبدوا خير عبادة طوال الشهر، فيها يكتب على الإنسان ما كان سيمرض ويشقى أو يفرح وينعم في الدنيا.
• هي ليلة قال الله سبحانه وتعالى عنها أن العبادة فيها خير من ألف شهر أي من يقيم ليلها وكأنها أقام الليل لمدة 83 سنة و والله لا نعلم ما إذا كنا سندرك تلك السنين في حياتنا أم لا.
• هي الليلة التي يتنزل فيها الملائكة من السماء وعلى رأسهم سيدنا جبريل لينشروا بركة الله على عباده والخير المنزل من عنده على كل من قام وصام وكتب الله له من هذا الخير نصيبًا كبيرًا.
• هي الليلة التي إذا أدركها الإنسان بات في أمن وسلام حتى تنتهي فلا يصبه أذى ولا تحل عليه مصيبة بإذن الله.
• هي الليلة التي يتحقق فيها مرادك ويستجاب فيها دعائك بإذن الله.

متى تكون ليلة الْقَدْرِ

لما كان لها من فضائل كانوا الكثيرين دائمًا يبحثون عن موعد تلك الليلة ليشدوا فيها أذرهم لكن:

• أكد العلماء أن ليس لليلة القدر موعد محدد متعارف عليه وأكدوا أنها في العشرة الأواخر من شهر رمضان.
• وقد قالت السيدة عائشة في حياتها أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يجتهد في العبادة كما لو أنه لم يتعبد من قبل في العشر الأواخر لأن بها ليلة القدر وقالت تحروا عن ليلة القدر في أوتار العشرة وهو ما يجعل الخيارات أقل فهي قد تكون ما بين:
• ليلة 21.
• ليلة 23.
• ليلة 25.
• ليلة 27.
• ليلة 29.
• وقد أقسم الصحابي الجليل أبي بن كعب أن ليلة القدر هي ليلة 27 وقال أن شمس نهارها تكون بلا أشعة والله تعالى أعلم.
• وبينما أكد العلماء أن ليلة القدر تظل تتنزل على المسلمين حتى يوم القيامة ألا أنهم لم يتفقوا هل هي ليلة ثابتة ولها موعد محدد من العشر الأواخر أم أنها تتغير في كل عام لذلك نصح العلماء الناس بالاجتهاد في العشر الأواخر جميعهم حتى يدركونها بإذن الله.

نصائح ليلة القدر

حتى تكسب ليلة القدر لابد أن تجهز للعشر الأواخر من رمضان بصورة صحيحة وأن تركز على ما تريد القيام به من أعمال دون غيرها حيث:

• تبدأ العشر الأواخر من ليلة 20 رمضان فمنذ هذا اليوم عليك أن تلتزم بدعاء واحد يكون على لسانك كالذكر وهو “اللهم أنك عفوًا كريم تحب العفو فاعفوا عني” فقد كان النبي بدخول العشر الأواخر يلزم هذا الدعاء في كل الأوقات مؤكدًا انه من أحب الأدعية للمولى عز وجل.
• التزم بترديد “لا إله ألا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير” فهي تمحي 100 سيئة وتضيف لك 100 حسنة والله سبحانه وتعالى يضاعف لمن يشاء فهو الذي يعطي بغير حساب.
• احرص في العشر الأواخر من شهر رمضان أن تلتزم بإفطار صائم فقد قال المولى عز وجل أن من فطر صائمًا كان له كأجره دون أن ينقص منه شيء وتذكر أننا لا نعرف أجر المسلم الصائم بعد فقد أخبرنا النبي أن للصائم فرحتان فرحة عند الإفطار والثانية عند لقاء ربه ووقد قال النبي ذلك لأن ثواب الصيام وفضله لا يدركه عقل البشر من عظمته فهو من أحب الأعمال لله سبحانه و تعالى وكفى بأنه جعل باباً في الجنة لدخول الصائمين وهو باب الريان.
• ينصح دائمًا بأن تبر والديك بالطريقة التي تراها مناسبة لك في تلك الأيام لأنها واحدة من أهم الأعمال في ليلة القدر.
• وحتى تفوز بليلة القدر بإذن الله عليم أن تلتزم بأربع أمور وهي:

القيام

• فبعد أن تنتهي من فرائض يومك ألا وهي الخمس صلوات ابدأ في قيام الليل، وهو الوقت الذي يلي صلاة العشاء وحتى صلاة الفجر.
• يفضل في القيام أن تأخذ قسطًا من النوم ثم تستيقظ للتعبد لله سبحانه وتعالى ويفضل أن تبدأ فيها من بعد منتصف الليل وتشديد القيام في الثلث الأخير منه حيث يتنزل المولى عز وجل ويسمع دعوات عباده ليجيبها بإذنه.
• وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه وياله من أجرًا عظيم.

الدعاء

• ليلة القدر هي الليلة التي وعدنا فيها المولى عز وجل بكتابة الأقدار وبالتالي استجابة الدعوات بما فيه الخير للمسلم.
• لذلك يفضل أن يكثف الإنسان المسلم دعاءه في تلك الليلة ولا تستعظم من الله شيء فادعوا بما تريده ومهما كنت تراه صعبًا فالله سبحانه وتعالى هو القهار أي الذي يسبب الأسباب في الدنيا لتحدث الأقدار وهو مالك الملك لا شريك له وهو القادر على أن يقول للشيء كن فيكون فكيف لك أن تستصعب عليه أمنيتك وما تريده في الدنيا.

الذكر

• اجتهد في التسبيح وقراءة القرآن فهي الليلة التي تساوي فيها العبادة أجر التعبد 83 سنة لذلك كن من المستغفرين بالأسحار وخصص لنفسك ذكرًا في العشر الأواخر ويمكن أن تخصص الذكر التالي:
• سبحان الله: 300 مرة.
• الحمد لله 300 مرة.
• الله أكبر: 300 مرة.
• لا إله ألا الله: 300 مرة.
• استغفر الله: 500 مرة.
• وبذلك تكون سبحت الله واستغفرت له 1500 مرة وتحسب لك في ليلة القدر على مدار 83 سنة وتذكر أن المداومة على التسبيح هي من أهم شروط إجابة الدعاء.