فضائل أبي هريرة في تاريخ الإسلام

‘);
}

فضائل أبي هريرة في تاريخ الإسلام

فضله في حفظ أحاديث النبي

قيل إنَّ أبا هريرة -رضي الله عنه- أسلم سنة سبعٍ للهجرة قبل وفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بثلاث سنوات! فكيف يكون أكثر الصحابة روايةً للحديث، أكثر من أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وهم أقدم إسلاماً منه، والجواب على هذه الشبهة[١] بما يأتي:

  • ليس صحيحا أنَّه أسلم سنة سبع، بل هو هاجر سنة سبع، وإسلامه قديم قبل الهجرة.[٢]
  • ملازمة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقد كان أبو هريرة طالبُ علمٍ نشيط، ترك الدنيا كُلّها وتفرَّغ لطلب الحديث، ولم يطلب أحدٌ من الصحابة الحديث كطلبه، فعن أبي هريرة قال: (إن إخواننا من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق، وإن إخواننا من الأنصار كان يشغلهم العمل في أموالهم، وإن أبا هريرة كان يلزم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشبع بطنه، ويحضر ما لا يحضرون، ويحفظ ما لا يحفظون).[٣][٤]
  • دعوة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- له بالحفظ، كما دعا لابن عباس بالفقه والتأويل، فاستُجيبت دعوته، فأصبح أعلمَ الناس بالفقه والتفسير، فكان أبو هريرة من أعلمِ الناس بالحديث بفضل دعوة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (قلت: يا رسول الله، إني أسمع منك حديثا كثيرا أنساه؟ قال: ابسط رداءك فبسطته، قال: فغرف بيديه، ثم قال: ضمه ‌فضممته، فما نسيت شيئا بعده).[٥][٦]
  • كان أبو هريرة واسع الحفظ.[٧]
  • طلب أبو هريرة العلم، وروى الحديث عن الصحابة، وأكثر من الطلب عليهم.[٨]
  • للصحابة موقفان من التّحديث؛ أحدهما التورّع؛ خشية الغلَط، وثانيهما؛ الجُرأة على التّحديث؛ خشية ضياع العلم، فكان أبو هريرة من الجريئين، أمّا الذين كانت رواياتهم قليلة فكانوا من المتورّعين، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (إن الناس يقولون أكْثَرَ أبو هريرة، ولولا آيتان في كتاب الله ما حدثت حديثا، ثم يتلو {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى)، إلى قوله {الرحيم}).[٣][٩]
  • كان أبو هريرة -رضي الله عنه- كثير السؤال، ويسأل عن كُلِّ ما لا يعلمه.[١٠]
  • كان من أهل الصُّفَّة لا عمل له، ولا تجارة، وكان أعزباً لا زوجة له ولا ولد يشغله عن العلم والحديث.
  • خرج من المدينة إلى البحرين، وهذا يعني أنَّه سيصادف هناك أناساً لا علم لهم بحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فاجتهد لذلك في نقل الحديث.
  • طال عمره، فمات سنة 57 للهجرة، وهذا يعني شيئين:[١١]
    • أنَّه كُلّما طال العمر زاد الحديث، وهذا معلوم.
    • أنَّه سيأتي جيل جديد من التابعين يتعلَّمون الدين، وسيضطر من تأخر عمره كأبي هريرة أن يُحدِّثهم بكُلِّ شيء.