فضل الجلوس بعد صلاة الفجر

‘);
}

فضل الجلوس بعد صلاة الفجر

ورد في كثير من الأحاديث النبويّة والآيات الكريمة أجر صلاة الفجر، وكذلك الجلوس للذّكر بعدها، فَمَن صلّى الفجر في جماعة، وجلس يَذكر الله -تعالى- حتى تُشرق الشمس؛ كان له أجر حجٍّ وعُمرةٍ، كما ورد في قول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (من صلَّى الفجرَ في جماعةٍ، ثم جلس يذكرُ اللهَ حتى تطلُعَ الشمسُ، ثم صلَّى ركعتينِ، كانت له كأجرِ حجةٍ وعمرةٍ تامةً، تامةً، تامةً)،[١][٢][٣] فيُضاعف المسلم أجره ببضع دقائق مباركات،[٤] والذّكر هنا لا يتنافى مع حضور مجلس العلم أو القيام بالطّواف ما دام في ذاتِ المسجد الذي صلّى المسلم فيه صلاة الفجر.[٥]

وقد ثَبُتَ عن النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- أنَّه كان لا يقوم بعد صلاة الفجر حتّى تَطلع الشّمس، ودلّ على ذلك ما ورد عن جابر -رضيَ الله عنه-: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا صَلَّى الفَجْرَ جَلَسَ في مُصَلَّاهُ حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ حَسَنًا)،[٦] فأوصى النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- بالجلوس بعد صلاة الفجر إلّا إذا حصل للمسلمِ أمرٌ طارئ، أو كان إماماً أو خليفة، فمِن آداب الإسلام ألّا يقوم المصلّين حتى يقوم إمامهم، ولهذا يُعجّل الإمام بالقيام حتى لا يَشُقَّ على النّاس، ثم يُمكنه أن يعاود الجلوس للذّكر لنيل الأجر والثّواب، ويكون أقل مقدار لمكوث المصلّي بعد صلاته بمقدار استغفاره ثلاث مرّات، وذلك لِما رَوى ثوبان -رضيَ الله عنه- قال: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذَا انْصَرَفَ مِن صَلَاتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلَاثًا وَقالَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ ذَا الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ).[٧][٨]

ويحصل المسلم الذي يُصلّي الفجر في جماعة ويجلس في مجلسه على دعاء الملائكة له بالرّحمة والمغفرة، لحديث علي بن أبي طالب -رضيَ الله عنه- أنَّ النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- قال: (مَنْ صلى الفجرَ ثم جلس في مُصلَّاه صلتْ عليه الملائكةُ وصلاتُهم عليه: اللهم اغفرْ له اللهم ارحمْه، ومَنْ ينتظرِ الصلاةَ صلتْ عليه الملائكةُ وصلاتُهم عليه: اللهم اغفرْ له اللهم ارحمْه)،[٩][١٠] والمقصود بالمُصلّى هو كلّ ما اشتمل عليه المسجد وكان من ضمنه،[١١][١٢] وكان من عادة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أن يتربّع في جلسته بعد صلاة الفجر حتى تَطلُع الشّمس، لِما ورد عن جابر -رضيَ الله عنه-: (كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا صلَّى الفَجْرَ تربَّع في مجلِسِهِ حتَّى تطلُعَ الشَّمسُ حَسْناءَ)،[١٣][٣] فحثَّ النبيّ -عليه الصلاة والسّلام- على الجلوس بعد صلاة الفجر، والانشغال بالطّاعات حتّى تطلع الشّمس، وبعد ارتفاع الشمس يُصلّي المسلم ركعتي صلاة الضّحى.[١٤]