‘);
}

القرآن الكريم

القرآن في اللغة‏:‏ هو مصدر من كلمة قرأ، بمعنى الجمع، ويقال‏:‏ قرأ قرآناً، ودليل ذلك قوله تعالى:‏ (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ* فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ)،[١] وجاء في تفسير الآية: أي إذا جمعناه، وأثبتناه في صدرك فاعمل به، وقد اختص لفظ القرآن بكلام الله -سبحانه وتعالى- المنزل على نبيّه محمد -صلى الله عليه وسلم- حتى صار كأنه علماً عليه، أما في الاصطلاح الشرعي‏:‏ فقد عرّفه البزدويّ‏ فقال:‏ “هو الكتاب المنزل على رسول الله، المكتوب في المصاحف، المنقول عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- نقلاً متواتراً، بلا شبهة، وهو النظم والمعنى جميعاً في قول عامة العلماء”‏، وقد ذكر الله -سبحانه وتعالى- للقرآن الكريم أسماءً متعدّدة، وصلت لخمسةٍ وخمسين اسماً‏، نذكر منها:‏ الكتاب، المبين، النور، الهدى، الرحمة، الفرقان، الشفاء، الذكر، المبارك، الموعظة.[٢]

فضل ختم القرآن الكريم

أمر الله -سبحانه وتعالى- نبيّه الكريم بتلاوة القرآن العظيم على أُمَّته، وأُمِرَت أمَّته بتلاوة القرآن، وتدبُّر آياته، والعمل به، فقراءة القرآن من الأمور التي يُطيَّب بها الفم، ويَزكو بها العمل، والمؤمن مندوبٌ لقراءة القرآن في كلِّ وقتٍ وحينٍ، فقد أثنى الله -سبحانه وتعالى- على عباده التالين لكتابه بقوله: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّـهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ)،[٣] فتلاوة القرآن تؤنس صاحبها، وتزيل وحشته، وترفع همته، وتزيده قلبه خشوعاً، وقد ضرب لنا السلف الصالح أروع الأمثلة في المحافظة على ختم القرآن، فقد رُوي عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنه كان يختم القرآن في غير رمضان كل أسبوع، وفي رمضان كل ثلاثة أيام، وكان تَميم والأعمشُ يَختِمان كل سبعة أيام، وكان أُبَيٌّ يَخْتِمُه في ثمانية أيام، وكان الأسودُ يختِمُه كل ستة أيام، وكان علقمةُ يختمه كل خمسة أيام.[٤]