فوائد الزنجبيل المطحون للكرش: فوائد مزعومة أم صحيحة علميًّا؟
بواسطة: – آخر تحديث:
٠٧:٢٧ ، ٦ سبتمبر ٢٠٢٠
٠٧:٢٧ ، ٦ سبتمبر ٢٠٢٠
‘);
}
ما هو الزنجبيل المطحون؟
يُعد الزنجبيل من النباتات ذات الساقين المورقة والزهور الملونة باللون الأخضر والأصفر، تأتي توابل الزنجبيل من جذور النبات، حيث إنه ينتمي إلى أكثر الأجزاء دفئاً في آسيا، مثل الصين واليابان والهند، ولكنه يزرع الآن في أجزاء من أمريكا الجنوبية وأفريقيا،[١] في الحقيقة إن الزنجبيل من التوابل التي تُستهلك على نطاقٍ واسع من العالم لأغراض الطهي والأدوية أيضاً؛ نظراً لاحتوائه على موادٍ كيميائية مسئولة عن تلك الخصائص الطبية، مثل: مضاد لالتهاب المفاصل ومضاد للسكري والبكتيريا والفطريات وغيرها.[٢]
يرتبط الزنجبيل ارتباطاً وثيقاً بالكركم والهيل والخولنجان، ويمكن استخدامه طازجاً أو مُجففاً أو مسحوقاً كزيت أو عصير، ويضاف أحياناً إلى الأطعمة المصنّعة ومستحضرات التجميل، فعبر التاريخ استطاع الزنجبيل أن يكون من ضمن التوابل الأكثر استخداماً في الأشكال المختلفة للطب التقليدي، فقد استخدم للمساعدة في الهضم والحد من الغثيان ومكافحة الأنفلونزا ونزلات البرد،[٣] ومن خلال هذا المقال سيتم تسليط الضوء على فوائد الزنجبيل المطحون للكرش: فوائد مزعومة أم صحيحة علمياً.
‘);
}
ما تعريف دهون الكرش؟
في الحقيقة إن الدهون الزائدة في الجسم بشكلٍ عام لها عواقب وخيمة على الصحة؛ فهي مرتبطة بارتفاع مستويات الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية في الدم، يقابله انخفاضاً في مستويات الكوليسترول المفيد في الدم، وفي مجال مواجهة السمنة ومخاطرها استطاع العلماء أن يقدموا أدلة قوية لفهم الأضرار الكامنة وراء زيادة الدهون في منطقة البطن تحديداً؛ ومن أجل فهم ذلك كان لابد من توضيح أن دهون البطن تأتي على شكلين مختلفين، الشكل الأول منها يقع داخل الأنسجة الدهنية الواقعة تحت الجلد، ويتصرف هذا النوع من الدهون كباقي الدهون الأخرى الموجودة في أماكن مختلفة من الجسم وتُعد زيادتها أمراً ليس صديقاً للصحة، أمّا النوع الآخر فيتمثل بالدهون الحشوية الواقعة حول الأعضاء الداخلية، لقد قدمت الدراسات الحديثة العديد من التفسيرات التي تُشير إلى حقيقة ارتباط السمنة الحشوية بفرط نشاط آليات الاستجابة لضغط الدم؛ الأمر الذي يؤدي إلى زيادة ضغط الدم ومستويات السكر في الدم أيضاً، إضافةً إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب المختلفة.[٤]
[wpcc-script async src=”https://cdn.wickplayer.pro/player/thewickfirm.js”]
ما هي فوائد الزنجبيل المطحون للكرش؟
سيتم الحديث هنا عن فوائد الزنجبيل المطحون للكرش، وذلك من خلال تسليط الضوء على أهم الدراسات والأبحاث العلمية التي خاضت في مجال البحث العلمي؛ من أجل إثبات فيما إن كان هناك أية أسس علمية تستند وراء تلك الفوائد التي يقدمها الزنجبيل المطحون للكرش بالتحديد، أم أنها مجرد فوائد مزعومة لا صحة لها ولا تستند على أسسٍ علمية.
الدراسة الأولى التي تدعم فائدة الزنجبيل المطحون للكرش
أجريت العديد من الدراسات والبحوث العلمية التي تمّكن الزنجبيل من خلالها إظهار بعض الآثار المُضادة للسمنة، ففي المُقام الأول يحتوي الزنجبيل على موادٍ كيميائية نباتية نشطة بيولوجية، خاصةً مركب الجينجرول (Gingerol) الأساسي ومركب الشوجول (Shagol) الذي يُعد من المركبات الكيميائية النباتية في الزنجبيل المسئولة عن ذلك الطعم اللاذع، بحيث يتم إنتاجه بواسطة تجفيف الزنجبيل أو طهيه.[٥]
من خلال هذه الدراسة تم البحث في مستخلص الزنجبيل على البخار، وهو عبارة عن مُنتج من الزنجبيل يتم فيه زيادة محتوى مركب الشوجول من خلال البخار واستخراج الإيثانول، ليتوقع من هذه الدراسة أن يكون هذا المُستخلص أكثر قوةً من باقي مُنتجات الزنجبيل الأخرى، أجريت هذه الدراسة السريرية لمدة 12 أسبوع، وتم التحكم فيها لدراسة آثار مستخلص الزنجبيل على فقدان الوزن والدهون في الجسم بشكلٍ عام، بحيث تم إشراك ثمانية مشاركين من بينهم أشخاص أصحاء وآخرين يعانون من السمنة، تم تقسيمهم إلى مجموعات مجموعة تلقت مستخلص الزنجبيل وأخرى لم تتلقى، خلال ذلك تم الأخذ بعين الاعتبار بعض التقييمات لوزن الجسم ومؤشر كتلة الجسم وبعض المؤشرات الأخرى في الدم، وعليه كانت النتائج كالآتي:[٥]
- كان متوسط الوزن ومستوى الدهون ومؤشر كتلة الجسم أقل بكثير في المجموعة التي تلقت مستخلص الزنجبيل.
- قد يكون لهذا المستخلص آثاراً مضادة للسمنة، فقد يكون أداة فعالة في إدارة الوزن وكتلة الدهون في الجسم بشكلٍ عام، إلى جانب إجراء تعديلات على نمط الحياة اليومي، .
وبناءًا على ما سبق، تُشير هذه الدراسة إلى أن مكملات مستخلص الزنجبيل على البخار له آثاراً مفيدة على الوزن والدهون في الجسم بشكلٍ عام، ومع ذلك، هذه الدراسة أجُريت دون مراقبة النظام الغذائي أو زيادة النشاط البدني، فقد تكون الآثار المضادة للسمنة لهذا المستخلص وحدها غير كافية، فقد يحقق هذا المستخلص أكثر فعالية عند اقترانه بالنشاط البدني جنباً إلى جنب إجراء تعديلات على نمط الحياة اليومي، لا يزال هذا المُستخلص في مراحله المُبكرة ويحتاج إلى المزيد من البحوث والدراسات العلمية الإضافية، ولابد من تجنب استخدام مثل هذه المكملات قبل مراجعة الطبيب واختصاصي التغذية لتلافي حدوث آثار جانبية غير مرغوب بها.[٥]
الدراسة الثانية التي تدعم فائدة الزنجبيل المطحون للكرش
تهدف هذه الدراسة إلى البحث حول تأثير مكملات الزنجبيل على بعض العوامل المرتبطة بالسمنة، فقد تم إجرائها على 80 امرأة يعانين من السمنة تتراوح أعمارهن بين 18 إلى 45 سنة بشكلٍ عشوائي، لتلقي إمّا مسحوق جذر الزنجبيل بكمية تصل إلى 1 غرام في اليوم، أو مكمل وهمّي يتكون من نشا الذرة بنفس الكمية ولمدة 12 أسبوع، وقد تم أخذ بعض المؤشرات الحيوية بعين الاعتبار، مثل: الوزن ومؤشر كتلة الجسم ومحيط الخصر والورك، علاوةً على ذلك تم تحديد النمط الجيني للمشاركين على مدى 12 أسبوع، فكانت النتائج كما يأتي:[٦]
- أدت مُكملات الزنجبيل إلى انخفاض طفيف في القياسات التي تم أخذها سابقاً، إضافةً إلى مستويات الشهية الإجمالية مقارنةً مع المجموعة التي تناولت المُكمل الوهمّي.
- لم يكن هناك أي فرق في تكوين الجسم والطاقة الإجمالية، أو حتى في تناول المُغذيات الكبيرة بين المجموعتين.
توصلت هذه الدراسة إلى أن استهلاك الزنجبيل لديه إمكانية في إدارة السمنة، ومع ذلك، هناك الحاجة للمزيد من التجارب السريرية؛ من أجل اكتشاف فعالية الزنجبيل كعامل مُضاد للسمنة على شكل مسحوق أو مُستخلص أو باستخدام مكوناته النشطة، وتجدر الإشارة هنا إلى ضرورة عدم تناول هذه المكملات قبل مراجعة الطبيب واختصاصي التغذية.[٦]
الدراسة الثالثة التي تدعم فائدة الزنجبيل المطحون للكرش
أجريت هذه الدراسة على ذكور الفئران البالغة من العمر ستة أسابيع، وقد تم إعطائها أسبوع واحد للتأقلم قبل الدراسة مع إمكانية الحصول على الغذاء والماء خلال ذلك، تم تعيين 47 فأراً بشكلٍ عشوائي؛ من أجل دراسة تأثير مركب الجينجرنون (Gingerenone A) النشط في الزنجبيل لمعرفة فيما إن كان يمتلك تأثيرات مضادة للسمنة، فقُسمت الفئران إلى أربع مجموعات رئيسة، كالآتي:[٧]
- المجموعة الأولى: تلقت الفئران نظام غذائي قياسي، شكلت الدهون 10% من إجمالي الطاقة الكلية.
- المجموعة الثانية: تناولت الفئران نظام غذائي عالي لدهون، فكانت الدهون تُشكل ما نسبته 60% من إجمالي الطاقة الكلية.
- المجموعة الثالثة: تناولت الفئران نظام غذائي عالي الدهون بالإضافة إلى 50 مليغرام لكل كيلوغرام من الوزن من مركب الجينجرنون.
- المجموعة الرابعة: تلقت الفئران فيها نظام غذائي عالي الدهون بالإضافة إلى 10 مليغرام لكل كيلوغرام من مركب الجينجرنون.
فكانت النتائج تبين أن المجموعة التي تلقت 50 مليغرام من المركب السابق قد حققت أقل الأوزان خلال 15 أسبوع مقارنةً مع باقي المجموعات الأخرى، ولكن لم يشكل ذلك أي تأثير على الكمية المتناولة من السعرات الحرارية؛ لذلك لابد من إجراء المزيد من الدراسات لفهم تأثير هذا المركب على السمنة بشكلٍ أوضح.[٧]
مراجعة علمية عامة للزنجبيل ومكوناته
في السنوات الأخيرة، أصبحت متلازمة التمثيل الغذائي بما في ذلك السكري وعُسر شُحيمات الدم وأمراض القلب من المشاكل الصحية الشائعة في البلدان النامية والمتقدمة، ومن خلال البيانات المتراكمة حول أن الأعشاب التقليدية قد تكون قادرةً على توفير مجموعة واسعة من الأسس العلاجية والوقائية من متلازمة التمثيل الغذائي، فقد تم توثيق قدرة الزنجبيل على تحسين فرط شُحيمات الدم والسكر في الدم والإجهاد التأكسدي، وعليه أجريت مراجعة علمية قائمة على دراسات وبائية سريريه حديثة تم الإجماع من خلالها على أن الزنجبيل ومكوناته الأساسية لهم آثار مفيدة ضد السمنة والسكري وأمراض القلب والاضطرابات الأخرى ذات الصلة، وذلك من خلال ما يلي:[٨]
- تنظيم عملية التمثيل الغذائي للدهون.
- قمع هضم الكربوهيدرات وتعديل إفراز هرمون الإنسولين.
- تثبيط الأكسدة في الجسم من خلال تعزيز مضادات الالتهابات النشطة.
وفي الحقيقة لا يزال الوسط العلمي الذي يُعنى بالدراسات البشرية للبحث في الآثار المفيدة للزنجبيل يحتاج إلى المزيد من البحوث والدراسات العلمية؛ من أجل تقييم آثار الزنجبيل ومكوناته الرئيسية ضد السمنة.[٨]
ما هي محاذير استخدام الزنجبيل المطحون؟
سيتم الحديث هنا عن أهم المحاذير التي يجب أن يتم أخذها بعين الاعتبار عند استخدام الزنجبيل المطحون ومن خلال النقاط الآتية سيتم توضيح أهم الحالات التي يجب أن يتم فيها توخي الحذر عند استخدام الزنجبيل لتلافي حدوث أية مضاعفات صحية غير مرغوب بها،[٩] وهي كالآتي:
- عند وضعه على الجلد: بشكلٍ عام الزنجبيل آمن عند وضعه على الجلد بشكلٍ مناسب على المدى القصير، ولكن قد يتسبب بتهييج بالجلد عند بعض الأشخاص.[٩]
- الحمل: يُعد الزنجبيل آمناً عند تناوله عن طريق الفم للاستخدامات الطبية أثناء الحمل، ولكن لا يزال استخدام الزنجبيل خلال الحمل أمراً مثيراً للجدل، فهناك مخاوف حول إمكانية تأثير الزنجبيل على الهرمونات الجنسية الجنينية أو زيادة فرصة ولادة طفل متوفٍ.[٩]
- التفاعلات الدوائية: يجب التوقف عن تناول الزنجبيل عند أخذ الأدوية التي تبطئ تخثر الدم وأدوية كل من السكري وارتفاع ضغط الدم.[١٠]
- الدورة الشهرية: يجب تجنب تناول الزنجبيل خلال الدورة الشهرية لتجنب فرصة حدوث النزف.[١١]
المراجع[+]
- ↑“GINGER”, www.webmd.com, Retrieved 2020-07-29. Edited.
- ↑“Zingiber Officinale”, www.sciencedirect.com, Retrieved 2020-07-29. Edited.
- ↑“11 Proven Health Benefits of Ginger”, www.healthline.com, Retrieved 2020-07-29. Edited.
- ↑“Abdominal obesity and your health”, www.health.harvard.edu, Retrieved 2020-07-29. Edited.
- ^أبت“The effects of steamed ginger ethanolic extract on weight and body fat loss: a randomized, double-blind, placebo-controlled clinical trial”, www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-07-29. Edited.
- ^أب“Effect of Zingiber officinale Supplementation on Obesity Management with Respect to the Uncoupling Protein “, pubmed.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-07-29. Edited.
- ^أب“Gingerenone A, a polyphenol present in ginger, suppresses obesity and adipose tissue inflammation in high-fat diet-fed mice”, www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-07-29. Edited.
- ^أب“Beneficial effects of ginger Zingiber officinale Roscoe on obesity and metabolic syndrome: a review”, pubmed.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-07-29. Edited.
- ^أبت“GINGER”, www.webmd.com, Retrieved 2020-07-29. Edited.
- ↑“Ginger”, www.drugs.com, Retrieved 2020-07-29. Edited.
- ↑“What Is Ginger Root?”, www.everydayhealth.com, Retrieved 2020-07-29. Edited.
